Advertisement

صحافة أجنبية

وقائع خطف حاكم مصرف لبنان واغتيال ابو حسن سلامة

Lebanon 24
19-10-2015 | 00:07
A-
A+
Doc-P-71817-6367053249908887451280x960.jpg
Doc-P-71817-6367053249908887451280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في اسراره الكثيرة، يروي العميد عصام ابو زكي، فصولاً من حكايات ربطته في فترات متلاحقة مع وزير الداخلية الدكتور عبدالله الراسي ويعيد الى الاذهان، ما كان يربطه، لدى توليه وزارة الداخلية بالقادة السوريين، ويكشف حكايات جمعته بوزير الداخلية السابق الياس الخازن، خصوصاً لدى محاولته خطف حاكم مصرف لبنان الدكتور ادمون نعيم. الا ان الابرز في مذكراته، العلاقة المميزة التي ربطته برئيس الحكومة شفيق الوزان والعلاقة التي رافقت اعلان الشيخ بشير الجميل ترشحه لرئاسة الجمهورية، واحجامه عن القيام باتصالات وعلاقته بالقادة الفلسطينيين، وفي مقدمتهم السيد ابو الحسن علي سلامة، والقادة السوريين وفي طليعتهم العميد رستم غزالة، واحباط محاولة اغتيال رئيس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل، في ايلول ١٩٨٣، لدى وفاة الزعيم الوطني الامير مجيد ارسلان. ويقول العميد عصام ابو زكي، ان معرفة حكومية جمعته بالسيد علي حسن سلامة، الذي كان يسكن على مسافة قريبة من منزله وتوثقت معرفته به عندما اسندت الى هذا الاخير قيادة العمليات الخاصة في شتى انحاء العالم، ولدى بروزه كأحد القادة الاساسيين في منظمة ايلول الاسود. وفي العام ١٩٧٨، كلفه الرئيس الراحل ياسر عرفات التنسيق مع المخابرات الأميركية في بيروت وبمناقشة العلاقات الاستخباراتية المتأزمة مع المسيحيين اللبنانيين، وعلى رأسهم الشيخ بشير الجميل. ويقول العميد ابو زكي، انه تعرض لمطاردات حكومية، في بناية تقع على مقربة من شارع مدام كوري في بيروت، حيث كان يقيم مع زوجته ملكة جمال الكون السيدة جورجينا رزق، تحت حراسة مشددة من القوة ١٦. وعند الثالثة من عصر يوم ٢٢ كانون الثاني ١٩٧٩، كان المفروض ان يكون أبو حسن سلامة في فندق بيروت انترناسيونال. وفي ذلك الوقت بالذات دوى انفجار هائل، وعلم ان عبوة ناسفة وضعت على الطريق المؤدي الى منزل ابو علي حسن سلامة في محلة الصنوبرة اودت بحياته. ويقول العميد ابو زكي انه وقع في حيرة وارتياب، وبوشرت فوراً التحقيقات، ويضيف: لقد تبين فيما بعد ان اسرائيل كانت وراء العملية، وان سيدة اسرائيلية عميلة للموساد تدعى سلفيا روفائيل أيريكا، هي التي قامت بتسجيل البرنامج اليومي الثابت لحركة أبو علي حسن سلامة وموكبه المؤلف من سيارة شفروليه وسيارتي رانج روفر، وكان الموكب يمر في اوقات منتظمة من منزله الى مكتبه، فوضع الموساد سيارة فولكس فاغن بجانب الطريق بعد ان شحنت بعبوة تفجر لاسلكياً، وقدرت زنتها ب٥٠ كيلوغرام من مادة الT.N.T، وفي تمام الساعة الثالثة من عصر يوم ٢٢ كانون الثاني ١٩٧٩ جاء الامر بتنفيذ عملية اغتيال الامير الأحمر الذي دوّخ رجال الموساد طويلاً. ويصف العميد ابو زكي العميد ابو حسن سلامة بانه قمة في التهذيب والخلق الحسن وذو طول فارع ووسامة لا توحي أبداً بأنه قائد ثوري مكلف بأخطرالعمليات الأمنية. وعلى الرغم من التحذير الذي وصله من بشير الجميل بضرورة تغيير منزله لوجود معلومات عن خطة لاغتياله، أصبح الثبات والاستقرار عنواناً لاسلوبه، بعد ان تعب كما يبدو من أسلوب الحياة المتنقل والتخفي الدائم، وصار ميالاً الى الخمول، ولم يأخذ بنصيحة أحد، وقد وصلته قصاصة ورق عن طريق المكتب الثاني اللبناني، فيها تحذير واضح، ولكنه احتفظ بها في جيبه، وعثر عليها في سترته بعد اغتياله. بتاريخ ٤ تشرين الاول ١٩٨١، توفي الشرطي محمود بواب بعد سبعة أيام من إصابته في الهجوم المذكور. فنقل الى مسقط رأسه في بلدة حاروف قضاء النبطية. ولف النعش بالعلم اللبناني في ظروف أمنية دقيقة بالغة الخطورة، اذ كانت القوى الشرعية لا تجرؤ على الظهور باللباس العسكري الرسمي، أو رفع العلم اللبناني من أي من قرى الجنوب التي أصبحت خاضعة بالكامل لنفوذ المنظمات الفلسطينية. أدخل الجثمان الى الحسينية ملفوفاً بالعلم اللبناني يحيطه رفاق السلاح في الفرقة ١٦، وألقيت باسم المدير العام لقوى الأمن الداخلي كلمة تأبين اختتمتها بالقول: إن الأوطان لا تحيا إلا بالشهادة وان هذه النخبة التي انضم اليها شهيدنا الغالي هي الجسر الذي يعبره لبناننا المفدى من حربه القذرة الى شاطئ الأمان. في نهاية التشييع تقدم مني شخص من قرية الشهيد، وهو مغترب في افريقيا عرّف عن نفسه وقال لي: انا مغترب لبناني اسمي محمد عبد الكريم سنقنقي، وقد أثر بي هذا الموقف المشرف للفرقة ١٦، وأريد ان أقدم شيئاً لقوى الأمن. اجبته: ان قوى الأمن مؤسسة رسمية لا تتقبل التبرعات، لكن اذا كانت رغبتك في ذلك عليك زيارة مدير عام قوى الأمن اللواء احمد الحاج وطرح أمامه الموضوع. وعلى اثر انتخابه بشير الجميل ومشاركة بعض النواب المسلمين في جلسة الانتخاب، قامت بعض المجموعات المسلحة بالاعتداء على منازل النواب في بيروت الغربية وإلقاء القنابل عليها، وتمت مهاجمة منزل الرئيس شفيق الوزان في الطبقة العاشرة قرب تلفزيون لبنان القناة ٧ عائشة بكار. وبناء لطلب القيادة، انتقلت الى معبر مرفأ بيروت بعد أن نسقت هاتفياً مع الرئيس الوزان، وانتظرته هناك، وواكبته الى منزله. وبوصولنا الى مدخل البناية، شاهدت بعض أعمال العنف وتكسير الزجاج، كما وجدت ستة عناصر من قوى الأمن كانت مولجة بحماية منزل الرئيس تتنحى جانباً وقد جردت من سلاحها، ومظاهر الألم تظهر جلية على وجوهها. وكان التيار الكهربائي مقطوعاً عن البناية، والمصعد معطلاً، صعدت برفقة الرئيس الوزان الى الطابق العاشر سيراً على الاقدام، وكان يتكئ على كتفي، كلما تملكه التعب، حتى وصلنا الى المدخل، فوجدنا الباب الرئيسي مخلوعاً، وأطلّت علينا زوجته السيدة وجيهة شريف أدريس، والانفعال بادٍ على محياها، وهي تصرخ وتقول شتموك، شتموك!! لكن الرئيس الوزان بدأ يهدئ من روعها. دخلت الى المنزل، فوجدت الأثاث مبعثراً والزجاج محطماً وبقايا مرآة أثرية كانت موضوعة على الحائط، وقد طلبت من بعض العناصر التي كانت معي ان تعمل على تنظيف المنزل، وأجريت اتصالات بكثنة الحلو، وأمنت عناصر حماية جديدة مع كامل العتاد والسلاح وأجريت اتصالاتي مع القوى الوطنية وعملت على استرداد السلاح المصادر. طلب الرئيس الوزان مني أن أبقى في تلك الفترة الى جانبه. وفي صباح اليوم التالي رافقته الى معبر مار مخايل، وكان الجو الأمني مضطرباً، فصعدت الى جانبه وسلكنا طريق السفارة الكويتية - ساحة الغبيري، وقبل أن نصل الى كنيسة مار مخايل بأمتار قليلة، قفز أحد المقاتلين الى وسط الطريق، وكان يحمل سلاحاً حربياً واعترض الموكب، تهيبت الأمر، ووضعت يدي على المسدس واردت النزول، الا ان الرئيس الوزان استمهل العميد ابو زكي، وتقدم المقاتل وقدم له وردة حمراء، وهذا العمل ساهم بترسيخ العلاقة بين الرئيس الوزان وبيني. صبيحة ١٨ ايلول ١٩٨٣، توفي الأمير مجيد ارسلان، واقيمت بعد الدفن مراسيم عزاء في دار الطائفة الدرزية في بيروت. صباح ذلك اليوم، اتصلت الأميرة خولة ارسلان وطلبت مني الحضور الى دار الطائفة الدرزية في شارع فردان، حيث كان يتم تقبل التعازي، واخبرته بان الشيخ بيار الجميل ات لتقديم التعازي، وقد توارد الى مسامعها ان بعض المسلحين سيكمنون له عند مدخل الدار. وصل الشيخ بيار الجميل وقدم واجب العزاء وانصرف. ولدى انصرافه صعدتُ الى جانبه وعلى مرأى من الجميع وقد شاهدني المسلحون الذين يكمنون له، مما عمل على افشال العملية. وانطلقنا في اتجاه معبر المتحف. ويتابع ابو زكي: كانت تربطني بوزير الداخلية عبدالله الراسي رحمه الله صداقة قديمة ورثتها من خلال علاقتي بآل فرنجيه، عندما امضيت جزءاً من خدمتي العسكرية في زغرتا. والراسي، كما هو معروف، متزوج من كريمة الرئيس الراحل سليمان فرنجيه السيدة صونيا، هذه المرأة المحترمة ابنة الرجال الكبار في الاخلاق والقدوة في التعامل مع الناس، حسنة في تصرفها، شجاعة في رأيها، تحب الناس، تساعد الفقراء، وتقدم الخدمات الجلّى لكل من يحتاجها. تولى الراسي وزارة الداخلية في آخر حكومات الرئيس رشيد كرامي بين ٣٠ نيسان ١٩٨٤ الى اول حزيران ١٩٨٧ في عهد الرئيس أمين الجميل واتخذ من شقة في شارع فردان، تعود للوزير صلاح سلمان، سكناً له، وكانت بيروت في تلك الأيام شبه خالية من السكان. فالجميع كان يخشى الاشتباكات التي كانت تنفجر في شوارعها فجأة، فيبدأ الناس بالتراكض طلباً للنجاة. الا ان الوزير الراسي أصر على البقاء مع عائلته في بيروت، وهذا من مزايا الرجال الاقوياء والمتمسكين بالوطن قولاً وفعلاً. بصفتي المسؤول الأمني عن بيروت ونظراً للصداقة التي قامت بيننا، كنت كثير التردد على منزل وزير الداخلية عبدالله الراسي، لا بل كان الوزير الراسي يتصل بي عندما أتأخر عن موعد العشاء الذي كان الوزير يحضره بيديه لأنه يهوى تحضير الطعام بنفسه. كان يلتقي على مائدته اللواء غازي كنعان، اللواء علي دوبا، اللواء عزت زيدان والعديد من الضباط الكبار، وكنت أتفاجأ من النكات السياسية التي تقال دون خوف أو وجل. خلال إحدى السهرات، كانت النكات السياسية تتطاير شمالاً ويميناً والجميع يضحكون، فسألني اللواء كنعان: ألا يخطر ببالك نكتة سياسية؟. اعتذرت منه، لانني لا أريد ان أسجل عليّ أي مأخذ او خطأ، حتى ولو كانت نكتة. لكن اللواء كنعان أصرّ عليّ كما أصرّ الوزير الراسي أيضاً، فنزلت عند رغبة الاثنين، وأخبرتهم نكتة وصلت الى مسامعي عن الرئيس حافظ الاسد. وعلى الرغم من ارتسام ابتسامة على الوجوه، الا ان اللواء كنعان لم يستسغ النكتة وقال لي: تجاوزت حدك وأرجو ان لا تكررها بعد ذلك. بعد فترة ألمت وعكة صحية بالوزير عبدالله الراسي، وأدخل خلالها الى مستشفى الجامعة الآميركية، فأحتاج جسده الى كمية من الدم، وبما ان فئة دمي تتلاءم مع فئة دم الوزير وهي +A، قدمت للراسي كمية من الدم وكنت مسروراً بهذا العمل لا بل كان لي شرف ذلك. وبعد اجرائه العملية، توجهت الى مستشفى الجامعة الأميركية للاطمئنان الى صحته، فوجدت حشداً من الوزراء والنواب والاقارب، وكانت زوجة الوزير السيدة صونيا على مدخل الجناح تستقبل الزائرين وعند وصولي، قالت لي يبدو أن دمك أدى فعله بجسد عبدالله، استفسرت عن الأمر فروت السيدة صونيا على مسامع الجميع ان الاطباء بعد العملية قد انعشوا الوزير من البنج، وعندما بدأ الوزير الراسي يستعيد وعيه شيئاً فشيئاً، بدأ يتكلم ويلفظ حرف القاف مفخماً، كما يتكلم الدروز. عندها فهمت لماذا قالت السيدة صونيا على سبيل الطرافة: يبدو أن دم العميد أبو زكي قد فعل فعله في عبدالله. ويواصل العميد ابو زكي رواياته، فيورد انه اثناء زيارة والده في احد الايام، مكتب رئيس الشعبة الثانية العقيد انطوان سعد، فوجئ والد العميد ابو زكي بوجود الحاج حسين العويني، في مكتب العميد سعد، وكان يجلس على السرير العسكري. وقد توجه العقيد سعد الى الحاج حسين بكلمات موجزة اذ قال له: يا حاج حسين نحن نقدر جهودك ونشكر عملك معنا، عليك غدا قبل الساعة الثامنة صباحا ان تعلن استقالتك واستقالة الحكومة، حاول الحاج العويني ان يستفسر، لكن العقيد سعد اعاد الطلب بلباقة وزاد عليه القول: قبل الساعة الثامنة حتى يمكن اذاعتها في نشرات الاخبار. بالفعل، في اليوم التالي، وفي تمام الساعة الثامنة، كان الحاج حسين العويني قد قدم استقالته! هذا غيض من فيض عن الدور الذي اصبحت تلعبه قيادة الشعبة الثانية في عهد الرئىس فؤاد شهاب في جميع نواحي الحياة السياسية والمدنية. وقد استمر ذلك الدور في عهد الرئيس شارل الحلو في ظل قيادة مجموعة غابي لحود وسامي الخطيب وغيرهما من الضباط، وربما بسبب هذا التمدد الكبير، حصل رد الفعل القوي على هذه المؤسسة العريقة خلال حكم الرئىس فرنجيه، فاقتحم الرئىس صائب سلام بنفسه غرف التنصت على المكالمات الهاتفية، ونظمت محاكمات لضباط المكتب الثاني، وجرى نقل معظمهم او تعيين بعضهم سفراء في الخارج. بتاريخ ١٥ آذار ١٩٩٠، تلقيت اتصالاً هاتفياً من حاكم مصرف لبنان الدكتور ادمون نعيم يرجوني فيه الحضور على وجه السرعة الى مكتبه في الادارة المركزية لمصرف لبنان، الكائن في أول شارع الحمرا لانه يتعرض لعملية خطف. في الطريق الى المصرف المركزي علمت أن بعض عناصر الدرك المولجة حماية وزير الداخلية يحاولون إلقاء القبض على الحاكم. كان الخلاف حسب ما افاد به الضابط هو طلب وزير الداخلية الياس الخازن من الحاكم أن يحضر الى مكتبه، وعندما لم يمتثل الحاكم للطلب، تم ابلاغ الوزير الخازن أن الدكتور نعيم رفض الحضور، وبناء على أوامره عمد الضابط لاحضاره بالقوة! حظي العميد ابو زكي بشهادات تقدير وتنويهات عديدة بما حققه في أثناء الوظيفة من نجاحات أبرزها من وزير العدل يومئذ نبيه بري ومن ادارة الامن القومي من الولايات المتحدة، وشهادة تقدير من ديتليف ميليس لمشاركته التحقيق الدولي الذي قام به ديتليف ميليس ومن مدعي عام التمييز موريس خوام، للجهود التي قام بها في مكافحته الجرائم، وحصوله على تنويه من الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. ومن ابرز عناوين نجاحاته: انهاء ظاهرة احمد القدور في طرابلس وتوقيفه مع عدد من المطلوبين. توقيف رئيس حركة ٢٤ تشرين فاروق المقدم عام ١٩٧٤ وإنهاء التمرد الذي قام به مع بعض العناصر المسلحة. إماطة اللثام عن شبكة تجسس تعمل لصالح العدو الاسرائيلي. التحقيق في جريمة اغتيال الزعيم الوطني كمال جنبلاط، وكشف هوية الفاعلين. التحقيق في الاغتيالات العسكرية. تعاون مع المحقق الدولي ديتليف ميليس عام ١٩٩٣ الذي كان يحقق في جريمة مقهى La Belle في برلين وتوقيف المتهمين. التحقيق في التفجيرات التي وقعت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. تحقيقات هامة في جرائم مكافحة المخدرات وضبط كميات كبيرة منها. تحقيقات هامة في جرائم تزوير العملة.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك