Advertisement

خاص

​ ​ ​ النفط وصراع القمم

Lebanon 24
24-07-2022 | 08:00
A-
A+
Doc-P-974202-637942594316755121.jpg
Doc-P-974202-637942594316755121.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب عباس منذر:
 
 
إجتمع العالم على ضفتي الشرق الأوسط، قمة في القدس جمعت الرئيس الاميركي جو بايدن مع المسؤولين "الإسرائيليين"، وقمة في طهران جمعت رؤساء روسيا وإيران وتركيا، وما بينهما قمة جدة التي جمعت إلى الرئيس الأميركي زعماء دول التعاون الخليجي إضافة إلى رئيس وزراء العراق وملك الاردن والرئيس المصري.
Advertisement
 
لم يكد العالم يبدأ في فهم مصطلحات التكنولوجيا التي أشعلت الصراع العالمي على الجيل الخامس من الاتصالات، حتى أعاد الغاز طرح نفسه كقوة صراع كونية مع بدء الحرب الروسية الاوكرانية، وجاء بدول العالم إلى الشرق الأوسط لأهداف متعددة أعمقها مسار التجارة العالمية للنفط والغاز.
على الرغم من أن الكلمات الافتتاحية لقمة طهران شددت على معالجة الأزمة السورية بمشاورات روسية إيرانية تركية ظاهرها مقاتلة الارهاب في الشمال السوري، إلا أن الاتفاقات النفطية الضخمة بين روسيا وإيران التي وقّعها الرئيسان بوتين ورئيسي قبل إنعقاد القمة، تؤكد أن الغاز كان من الأطباق الرئيسية للطاولة المستديرة التي جمعت قادة الدول الثلاث إضافة لسوريا التي حضرت خلف الكواليس عبر وزير خارجيتها فيصل المقداد.
عندما يضمن الرئيس الأميركي تفوّق "إسرائيل" العسكري على دول المنطقة في إتفاق القدس المكتوب، ومع القناعة الأميركية بأن القرار الإيراني بإنتاج قنبلة نووية لم يؤخذ بعد، يصبح ضمان التفوق العسكري رسالة بوجه التهديدات التي يتعرض لها الكيان الاسرائيلي عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ من داخل الحدود وخارجها ، خصوصًا وأن مسار التطبيع مع الدول العربية وصراع الغاز في البحر المتوسط بدأ بتشكيل واقع جديد في المنطقة.
وسط كل هذا الضجيج، وقبل أن يصعد بايدن إلى سلم الطائرة مغادرًا، خرج تصريحان سعوديان مثيران للاهتمام على الصعيدين الاقليمي والدولي، الأول من ولي العهد محمد بن سلمان يؤكد فيه عدم قدرة السعودية على زيادة إنتاجها للنفط والغاز، والثاني على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير في مقابلته مع شبكة "سي إن بي سي" الأميركية مؤكدّا فيه أن بلاده تربطها شراكات مع الولايات المتحدة الأميركية والصين وأن الرياض لا تفضل دولة على أخرى.
بعيدًا عن الأسباب الداخلية والخارجية للسعودية في علاقاتها المتوترة مؤخرًا مع الإدارة الأميركية، والتهدئة مع إيران، وخطوات التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، يتبين بأن الولايات المتحدة لم تجد بعد حلاً لمشكلة الغاز إلى أوروبا، وأنها ما زالت بحاجة إلى تسوية مع روسيا في ما خص الحرب في أوكرانيا ومسار حلف الناتو في أوروبا الشرقية، أما التوازن في العلاقات الدولية الذي تحدث عنه الوزير الجبير، فهو الظهور الأوضح للتغييرات العالمية في النظام العالمي الجديد المتعدد الأقطاب، خصوصًا وأنه صدر عن حليف تاريخي للولايات المتحدة الأميركية.
ربما إستطاعت روسيا عبر الصفقات النفطية وتسريبات صفقة الطائرات المسيّرة مع إيران أن تطمئن لمجرى الخطوات الأخيرة في مفاوضات الملف النووي الإيراني، والخطوات التركية في المرحلة القادمة ستكشف نتائج قمة طهران التشاورية في مدى طمأنة إيران لجهة الملف السوري وتغيير الحلم التركي من موزع للغاز عبر الأنابيب المارة في أراضيها إلى موزع للقمح من أوكرانيا عبر ممراتها المائية.
أما الصين التي حضرت على لسان الوزير الجبير، فبالرؤية الاستراتيجية هي الأكثر حضورًا في الجولة الأميركية إلى المنطقة، ولعل رئيسها شي جين بينغ يتابع مبتسمًا نتائج القمم، وهو الذي دخل الشرق الأوسط على صهوة التنين الهادئ دون الحاجة لقذف أي لهب ناري في أي معركة عسكرية حتى الآن.
بعد أسابيع قليلة تدخل أوروبا فصل الشتاء، وبعد أن علا صراخ المصانع الألمانية بسبب نقص الغاز الوارد إليها، سيبدأ صراخ الشعب الأوروبي المعتاد على دولة الرفاه في تأمين حاجاته المعيشية وخصوصًا الغاز للتدفئة، فمَن يستطيع تصوّر مشهد مواطن أوروبي يجمع الأخشاب للموقدة؟ وأي مواطن أوروبي سيقف على محطة وقود يستجدي المازوت للتدفئة؟
في السياسة التسويات تأتي دائمًا ولو متأخرة، وبين رؤوس القمم الحامية في الشرق الأوسط تسوية دولية تسابق رياح الخريف، ومع تعثر معظم حلول الغاز لأوروبا، هل تكون إشارة الإنطلاق للتسوية بترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي؟ لعل الجواب يكمن في طلب رئيس الوزراء "الاسرائيلي" يائير لبيد من هوكشتاين مؤخرًا بعقد إتفاق في أقرب وقت ممكن للترسيم.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك