كان حزب عريق يأمل، بعدما أجرى تعديلات جوهرية في هرمية مسؤولياته القيادية، أن يحقّق خرقًا معينًا في الإنتخابات النيابية الأخيرة، إلاّ أنه فشل في ذلك بسبب السياسة التي إعتُمدت من قِبَل بعض المسؤولين فيه، والذين أخذوا الحزب إلى مواقف سياسية لا تشبه خياراته التاريخية. وهذا ما أدّى إلى خسارته، ولا سيما في المناطق التي كانت تُعتبر عرينًا له كقضاء بعبدا مثلًا.
وفي رأي بعض المحازبين القدامى أن من بين الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى أفول نجم الحزب هو عدم الوضوح في الرؤية السياسية، التي إتُبعت مؤخرًا، وبالأخصّ لجهة الخيارات، التي إعتبر البعض انها جاءت خارج الخطّ الذي كان يُعتمد من قِبَل المؤسسين.
ويأتي غياب هذا الحزب العريق، أقّله إعلاميًا، بعد سلسلة من الإخفاقات المتلاحقة، ونتيجة التباعد بين القيادة والقاعدة، فضلًا عن الإختلاف في وجهات النظر بين الأمين العام ورئيسة الحزب، التي تُعتبر عابرة للطوائف والإصطفافات التقليدية.