لم يكن صعبا على من تابع الازمة السياسية الكبيرة بين التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل من جهة وحزب الله من جهة اخرى خلال الاسابيع الماضية، ان يحسم عدم قدرة الطرفين على اعادة عقارب الساعة الى الوراء، اذ ان اصلاح العلاقة بينهما كان قد اصبح مستحيلا,اقله في المدى المنظور.
ولعل السبب الحقيقي الذي يقف خلف انفجار الخلاف بين الحليفين، اي ترشيح وتبني حزب الله لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الانتخابات الرئاسية، يكرس حتمية التباعد الى ما بعد انتهاء الاستحقاق الرئاسي ومعرفة كيفية تطور وتبدل التوازنات السياسية على الساحتين الداخلية والخارجية..
لكن المؤشرات التي بدأت تظهر خلال الايام الماضية، اعادت الامل لافرقاء الثامن من اذار بإمكان القيام بخطوات جدية وانجاز تقدم على صعيد اعادة احتواء التيار الوطني الحر وتوحيد الفريق السياسي المتحالف مع حزب الله في الاستحقاق الرئاسي وفي غيره من القضايا.
استطاع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، خلال ازمة الزلزال الذي ضرب المنطقة، ان يعيد تأكيد ثبات موقفه السياسي العام من خلال تصريحات علنية وواضحة من قانون قيصر وحصار سوريا، الامر الذي انهى السردية التي انتشرت عن رغبة باسيل الانسحاب تدريجيا من تحالفه مع الحزب بهدف الوصول الى رفع العقوبات الاميركية عنه.
موقف باسيل العالي النبرة، والذي لا يساعده في معركة رفع العقوبات قد يكون خفف من ارتياب حرب الله من خطواته الاخيرة، ليترافق الامر مع تراجع التوتر الذي بدأ يظهر بين التيار من جهة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري مما اوحى بإمكان حصول خرق في العلاقة بين الطرفين .
مهادنة التيار لبري، وان كانت آنية، فهي مرتبطة بالتوتر المستجد بين رئيس المجلس والقوات اللبنانية، والذي يأخذ مسارا تصاعدياً، لذلك فإن المؤشرات الايجابية التي ظهرت على سلوك التيار، دفعت حزب الله الى اعادة تشغيل محركاته عله يتمكن من الوصول الى اتفاق يرضي باسيل ويضمن حلا رئاسياً.
لا يضع حزب الله امالا كبيرة على التحّول في النظرة الرئاسية للتيار الوطني الحر، لكن الاكيد ان تخفيف التوتر في علاقة حلفائه يخدم قدرته على تحسين شروطه التفاوضية في اي تسوية مقبلة ويمكنه من ايجاد ثغرات تساهم الوصول الى حل جذري...