هدد رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوجين، بسحب جزء من مسلحيها من جبهة باخموت شرقي أوكرانيا، في حال عدم تسليم الجيش الروسي الذخيرة اللازمة، في الوقت الذي تواجه المجموعة خسائر تصل إلى ما يقرب من 65% من مجنديها الجدد، كما أنها تعاني نقصاً في المقاتلين، ومشكلات لوجستية وأزمات في سلاسل الإمداد.
وقال بريغوجين في مقابلة مع الصحفي الروسي سيميون بيغوف، أمس السبت إن مقاتلي فاغنر فرضوا سيطرتهم على معظم مدينة باخموت، مشيراً إلى وجود نقص في الذخيرة لديهم.
ولفت إلى أن مستودعات الجيش الروسي ممتلئة بالذخيرة، مضيفاً أن الوضع الحالي يُنذر بزوال "فاغنر" بعد فترة وجيزة.
وأوضح بريغوجين أن الشركة طلبت 4 آلاف ذخيرة، رغم أن الاشتباكات تتطلب 80 ألف ذخيرة يومياً.
وأكد أن الجيش الأوكراني يرسل باستمرار تعزيزات إلى جبهة باخموت، "فيما تم قطع الذخيرة عن مسلحي فاغنر".
كما أضاف أنه بعث برسالة إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، يُطلعه فيها على مشكلة نقص الذخيرة.
خسائر فادحة
بحسب ما كشفت مصادر لموقع Middle East Eye البريطاني يوم الجمعة الماضي فإن غالبية مقاتلي "فاغنر" الذين قُتلوا كانوا أعضاء في وحدات مكونة من سجناء جنَّدتهم المجموعة من السجون في مقابل عفو السلطات عنهم وتلقيهم رواتب للقتال.
وزعمت مصادر استخبارية غربية أن 90% من الوحدات القتالية التابعة لـ"فاغنر" في أوكرانيا تتكون الآن من سجناء جنَّدتهم المجموعة من السجون والمؤسسات العقابية، وقد ورد أن عملية التجنيد بدأت في شباط 2023.
وقال المصدران، اللذان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأسباب أمنية، إن معظم خسائر "فاغنر" نجمت عن افتقارها إلى الأسلحة المتطورة، وعجزها في بعض الأحيان عن الحصول على ما تحتاج إليه من ذخائر بسيطة، مثل طلقات السلاح "كلاشنكوف إيه كيه 47".
وأوضح المصدران أن فاغنر واجهت أيضاً مشكلات تتعلق بعجز القيادة وضعف قدراتها على الإدارة، فضلاً عن تأخر الرعاية الطبية، وعجزها عن تلبية الاحتياجات في أحيان أخرى، ما أفضى إلى تآكل القوة الضاربة لوحدات المجموعة.
من جهة أخرى، تعرّضت "فاغنر" لصعوبات لوجستية كبيرة في الإمدادات وغيرها، وزاد عليها عدم اكتراث القيادة الروسية بهذه المشكلات، فاضطرت إلى البحث عن الأسلحة في دول أخرى، منها تركيا. (عربي بوست)