Advertisement

لبنان

تفاصيل مثيرة عن عمليّة "إغتيال" في بيروت.. هكذا قتلت إسرائيل "الأمير الأحمر"

Lebanon 24
19-07-2023 | 12:00
A-
A+
Doc-P-1088990-638253646853103486.jpg
Doc-P-1088990-638253646853103486.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية جوانب من فشل الموساد في محاولة اغتيال نفذها قبل 50 عاماً، لقتل أحد المسؤولين عن عملية ميونخ التي قتل فيها رياضيون إسرائيليون مشاركون في الألعاب الأولمبية التي عقدت هناك.
Advertisement

وأشارت الصحيفة إلى "انتكاسة" في ما حدث بـ"ليلة ليلهامر" في النرويج، حين فكر الموساد بالانتقام من منفذي عملية ميونيخ في أوائل السبعينات، حيث طارد قادة منظمة "أيلول الأسود" المسؤولين عن قتل الرياضيين الإسرائيليين. ورغم بدئه بسلسلة اغتيالات لكبار مسؤولي المنظمة، إلا أنه وقع بواحدةٍ من أكبر الفضائح المهينة في تاريخه.

مايا باوينس، مراسلة صحيفة "معاريف"، ذكرت أنه "بعد خمسين عاما على فشل الموساد في تنفيذ واحدة من أخطر اغتيالاته في النرويج التي استهدفت القيادي الفلسطيني علي حسن سلامة، فقد عاد المحققون في القضية لتلك الأحداث الدرامية، وتوقفوا عند سبب تلقي الجنود أمراً بإطلاق النار رغم تقديرهم أن الشخص المستهدف ليس "الأمير الأحمر"، كما تم التطرق إلى كيفية تفسير سلسلة الأخطاء الهائلة".
 
ولفتت باوينس إلى أنه "لم يخطر ببال أحد من الإسرائيليين أن هذه المدينة النرويجية ذات المناظر الطبيعية الخلابة ستكون بمثابة خلفية لواحدة من أكبر الفضائح في الموساد، المسماة الليلة المريرة في صيف 1973"، وأضافت: "بعد بضعة أشهر من عملية ميونيخ في 1972، شرعت دولة الاحتلال بقيادة رئيسة الوزراء غولدا مائير في عملية أسمتها غضب الله بهدف القضاء على قادة منظمة أيلول الأسود منفذي تلك العملية، وأسندت المهمة للموساد بقيادة تسفي زامير، وفي غضون أشهر تم اغتيال 9 منهم في قبرص وأثينا وروما وباريس. كذلك، تم في بيروت اغتيال قادة من حركة فتح، لكن فريقاً من الموساد وصلَ مدينة ليلهامر النرويجية للقضاء على علي حسن سلامة الملقب بالأمير الأحمر، إلا أن تلك العملية ترافقت مع سلسلة هائلة من الأخطاء، انتهت بالقضاء على الشخص الخطأ، واعتقال 6 من أفراد الموساد".

وأشارت إلى أن "اطلاق النار على الشخص الخطأ وضع علامات استفهام أمام هذا الفشل المريع للموساد: فهل نشأت عن حكم خاطئ، أو فشل في القيادة، ولماذا لم يتعاون النرويجيون مع إسرائيل، وهل استخلص الموساد الدروس من هذا الإخفاق غير المسبوق، لأن الجنرال موشيه إلعاد أوضح أن "سلامة كان قائداً فلسطينياً ورجلاً ذات مآثر كثيرة، له قدر من العظمة كانت ستجعله يحل محل ياسر عرفات كرئيس لمنظمة التحرير"، فيما يؤكد المؤرخ وعضو الكنيست السابق البروفسور ميخائيل بار زوهار أن "عرفات رآه خليفة له".

وأكدت أنه "قبل ذلك الفشل في تلك الليلة، تأكد الموساد أنه من بين جميع قادة أيلول الأسود، كان الوحيد الذي لم يُقبض عليه، ولم يُقضَ عليه، هو علي حسن سلامة"، وتابعت: "عندما عملت دورية هيئة الأركان في بيروت، عرفت أنه ليس بعيدًا عنها، مع العلم أن تسفي زامير رئيس الموساد، وأهارون ياريف الرئيس السابق للجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، أخبرا غولدا مائير أنها إذا أرادت محاربة منظمة أيلول الأسود، فيجب أن تدوس رأس الأفعى لتنتفي المنظمة من الوجود".

وكشفت أن "خطأ الموساد في اغتيال الشخص المستهدف ساهم بتأليف العديد من الكتب وإنتاج الأعمال السينمائية التي حاولت البحث في أسباب إخفاق تلك العملية"، وأضافت: "المفاجأة كانت هي أنه بعد 15 دقيقة من إعلان الموساد عن اغتيال سلامة، وصل تقرير يفيد بأنه تم رؤيته يتدرب في فندق ببيروت"، وهنا كانت اللحظة الصادمة.

وأوضحت أن "التخطيط لعملية الاغتيال كان معيبًا، فقد اتضح في اللحظة الأخيرة أنه لا توجد طرق لفرار عناصر الموساد الذين تم اعتقالهم في النرويج، رغم ورود أنباء أن علي حسن سلامة سيسافر إلى أوسلو على متن الخطوط الجوية السويسرية، ورغم توفر رقم الرحلة والتاريخ والوقت، لكن المعلومات تم إلحاقها بكلمة "ربما"، فهل مثل هذه البلاغات الاستخبارية التي تصل الموساد يجوز أن تنتهي بكلمة ربما، ومن دون الحديث عن المصدر؟".
 
وأكملت: "لقد بقي سلامة 7 أشهر في بيروت من دون أن يغادرها، مما يكشف عن حجم الخطأ الجسيم الذي وقع فيه الموساد، وشكل لاحقاً وصمة عار أخرى في تاريخه".
 
وأشارت إلى أن "الموساد يستخلص بسرعة الاستنتاجات والدروس، لكنه لا ينشرها، مما يجعل من فشل ليلهامر يمثل بشكل لا لبس فيه نقطة فاصلة في الجهاز، وقد حاول طوال العقود الماضية التكفير عن هذا الخطأ، لأنه في البداية اختفى سلامة، عندما اندلعت حرب أكتوبر عام 1973، ولم يتم العثور عليه، كما أوقفت غولدا مائير جميع الأنشطة التي أعقبت هذا الفشل. وبعد حرب يوم الغفران، تم تعيين سلامة قائداً للقوة 17 الخاصة بياسر عرفات، وأصبح حرفياً يده اليمنى تدريجياً وسافر معه إلى الأمم المتحدة وموسكو، ونتيجة لذلك اكتشفه الأميركيون، وحاولوا إقناعه بالعمل معهم، لكنهم فشلوا".

وتابعت باوينس في تقريرها: "في العام 1971، أقيمت مسابقة ملكة جمال الكون في ميامي، وحينها جرى انتخاب ملكة جمال لبنان جورجينا رزق. وفي حفل عشاء ما، التقى رزق بعلي حسن سلامة فوقع الأخيرُ في حبها، ثم تزوجا. وإثر ذلك، تلقى الزوجان دعوةً من وكالة المخابرات المركزية الأميركيّة لقضاء شهر العسل على نفقتها في الولايات المتحدة، وذهبا إلى ديزني لاند، وكان ذلك بين عامي 1974-1975. وحينها، رأى الأميركيون في سلامة مصدراً غير عادي، يمكنه إقامة صلة مباشرة وراء الكواليس بينهم وبين عرفات".

وأكملت: "في سنوات لاحقة، باشر الموساد برصد سلامة، وتحديد مساره، وتنقله من صالة ألعاب الرياضية، ومقرّ عرفات، ثم يعود للمكتب في بيروت، لكنه ارتكب خطأ لا يجب أن يرتكبه، وهو أنه كان يسلك نفس الطريق كل يوم، رغم أن لديه دائمًا قافلة تحرسه، أمامه جيب لاند روفر مع 4-5 حراس، ويقود سيارة أميركية مزدحمة بين حارسين شخصيين، وخلفه سيارة جيب مزودة بمدفع رشاش، يحيط بها حراس من جميع الاتجاهات، لكن الموساد قرر القضاء عليه في الطريق، وهو ما حصلَ يوم 22 كانون الثاني 1979 في بيروت، حين تم تفجير سيارة فولكس فاجن بجانب سيارة سلامة، لتنتهي بذلك مطاردة الأمير الأحمر".

وتكشف هذه المعلومات الحصرية عن مزيد من الإخفاقات الأخرى التي أحاطت بفشل اغتيال سلامة في النرويج، وتطرح أسئلة صعبة حول تأثيرات هذا الإخفاق، وتبعاته على الفشل المدوي لحرب أكتوبر ذاتها، كما تُسلّط الضوء على الإشكاليات الكبرى التي تحيط بعمل أجهزة الأمن الإسرائيلية.

وللعلم، فإنّ الرواية التي أخرجها الموساد في حينه اقتصرت على خطأ القوة المنفذة في تشخيص سلامة، ولم يأتوا على ذكر قصة المعلومة التي وصلتهم من بيروت، ولذلك فإن الخطأ الحقيقي في عملية الاغتيال الفاشلة لم يكن خطأ في التشخيص فقط، وإنما عدم إيصال المعلومة في وقتها الصحيح، حيث وصلت قيادة الموساد قبل تنفيذ الاغتيال بـ40 دقيقة. (عربي21)
 
 
 
 
 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك