Advertisement

لبنان

لماذا لم تحسم المعارضة بعد موقفها من "مشاورات" لودريان؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
04-08-2023 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1094323-638267388763849874.jpg
Doc-P-1094323-638267388763849874.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
 
عندما طرح الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان فكرة "اجتماع العمل" أو "المشاورات" على القوى السياسية التي التقاها في زيارته الثانية إلى بيروت، محدّدًا شهر أيلول المقبل موعدًا لالتئامها، لم يحصل على "جواب نهائي" من قوى المعارضة حول موقفها منها، وهي التي كانت شريحة واسعة منها تعلن صراحةً رفضها فكرة "طاولة الحوار" التي كان الفرنسيّون يدعمونها، لاعتبارات وحسابات متفاوتة.
Advertisement
 
ومع أنّ هناك في قوى المعارضة من خرج ليستهجن "إجازة الشهر الكامل" التي منحها الموفد الرئاسي الفرنسي للبنانيين قبل زيارته المقبلة، في حين أن الوضع لم يعد محتملاً، والفراغ لا يمكن أن ينتظر، فإنّ هذه القوى لم تحسم حتى الآن موقفها من "المشاورات الموعودة"، رغم عقدها أكثر من اجتماع "تشاوري" لتنسيق الموقف، في محاولة للوصول إلى "رأي موحّد"، لا يبدو أنّ الوصول إليه أصبح "ميسّرًا"، أقلّه في الوقت الحالي.
 
ثمّة من يقول إنّ سبب التريّث هو رغبة المعارضة في ترك الفريق الآخر "مرتبكًا"، من دون أن يدرك حقيقة موقفها، وثمّة من يعزوه إلى كون المعارضة هي "المرتبكة"، لأنها غير قادرة على "توحيد موقفها"، في ظلّ وجهات نظر متباينة داخل صفوفها، فأيّ الطرحَيْن هو الصحيح وسط هذه "المعمعة"؟ وهل يمكن أن تنقسم في نهاية المعارضة، بين مشارك في المشاورات، ومقاطعٍ لها، إن حصلت أصلاً؟!
 
"مرونة مطلوبة"
 
داخل قوى المعارضة، من يعتبر أنّ الموقف يجب أن يكون "مَرِنًا"، بعيدًا عن "التشدّد" الذي تبديه بعض القوى، فتقفل كلّ الأبواب أمام التفاهم مع الفريق الآخر، رغم إدراكها أنّ كل الطرق الأخرى "مسدودة"، وهو ما كرّسته كلّ جلسات الانتخاب التي عقدت حتى الآن، وقد لا تغيّره بالضرورة "الجلسات الانتخابية المتتالية"، التي لا تبدو "في متناول اليد" في كلّ الأحوال، مع رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إليها تلقائيًا.
 
يرى أصحاب هذا الرأي أن المطلوب من قوى المعارضة البناء على "الإيجابيات" التي ظهرت في مبادرة لودريان، فهو لم يتبنّ ما وصفه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مثلاً بـ"حوار الممانعة"، بل مزج بين طرحي الفريقين المتنازعين، فأخذ مبدأ الحوار، من دون اعتماد الاسم بحرفيّته، ولكنّه في المقابل سلّم أيضًا بمبدأ "الجلسات الانتخابية المتتالية"، بمعزل عن نتائج المشاورات، وهذا "مكسب" قد لا يكون بالإمكان تحقيقه في ظروف مغايرة.
 
ويلفت هؤلاء إلى أن أهمية مبادرة لودريان لا تنبع فقط من كونها تستند إلى "قوة دفع" من الدول الخمس المعنيّة بالشأن اللبناني، ولا من كونها تشكّل "نعيًا" لما سُمّيت بالمبادرة الفرنسية سابقًا، والتي قوبلت بـ"سخط معارض"، ولكن في كونها قبل هذا وذاك، راعت الهواجس التي طرحها المتحفّظون على الحوار، فحصرت "أجندة" المشاورات بموضوعي برنامج واسم الرئيس، بعيدًا عن أيّ بحث آخر، بل "حدّدتها" بمهلة زمنية قصيرة لا تسمح بأي "اجتهادات".
 
أين "الضمانات"؟
 
في المقابل، ثمّة قوى أخرى داخل المعارضة لا تحبّذ إعطاء الفريق الآخر "صكّ براءة" من خلال المشاركة في المشاورات، التي يعرف الجميع أنّها مجرد "مرادف" للحوار، وتعتبر هذه القوى أنّ مجرد القبول بالمشاركة في مثل هذه المشاورات من شأنه أن يضرب مبدأ العمل الديمقراطي في الصميم، فالمطلوب الإصرار على انتخاب الرئيس ديمقراطيًا، بعيدًا عن تفاهمات القاعات المغلقة، التي تفرغ الانتخابات الرئاسية من مضمونها.
 
بين هؤلاء من يطرح علامات استفهام حول "الضمانات" بتحقيق النتائج، إذا ما تم التجاوب مع "طرح" لودريان المستجدّ، فهل تعهّد "حزب الله" مثلاً بالمشاركة في جلسات انتخاب متتالية في حال عدم التوصل إلى أيّ تفاهم في المشاورات؟ ما الذي يمنع أن تكرس المشاورات إذًا الوضع الحالي، في حال أصرّ الحزب على تعطيل النصاب إذا ما فشل في إقناع خصومه بمرشحه المعلن، والذي يتمسّك به ويرفض التخلي عنه حتى لو كان ذلك "شرط" الآخرين للتحاور معه؟
 
وإذا كان الحوار القائم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" يزيد من هواجس قوى المعارضة ولا يخفضها، وسط مخاوف من أن يكون رئيس "التيار" الوزير السابق جبران باسيل في صدد إبرام "صفقة" مع الحزب، تشكّل "انقلابًا" على تقاطعه معهم، فإنّ هناك من يتريّث في حسم الموقف بانتظار "وضوح الرؤية الفرنسية"، فلماذا على قوى المعارضة أن تعلن موقفها، إذا لم يحدّد لودريان حتى الآن "شكل وآلية" المشاورات التي يريد الدعوة إليها؟!
 
داخل قوى المعارضة، لا تزال "الرؤية" غير واضحة إزاء "مشاورات" لودريان المنتظرة، طالما أنّ "التصوّر النهائي" لشكل "اجتماع العمل" الذي وعد به الرجل لا يزال غير واضح المعالم. يقول البعض إنّ "النوايا" إيجابية، وإن "المَيْل" هو نحو المشاركة، وهذا موقف جزء من المعارضين بالحدّ الأدنى، لكن الأرجح أنّ الأمور ستبقى "متروكة" لخواتيمها، ولا سيما أنّ الوقت الفاصل عن أيلول قد يحمل معه "مفاجآت" غير محسوبة!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك