Advertisement

لبنان

إسرائيل تحاول ردع "حزب الله": التصعيد لن يفيدكم!

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
22-02-2024 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1167140-638441957651975105.jpg
Doc-P-1167140-638441957651975105.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger


من الواضح أن اسرائيل تسعى منذ الايام الماضية، وبعد حديث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخير الذي اعلن خلاله أن الحزب سيرد على استهداف المدنيين بإستهداف مماثل تراق فيه دماء، الى توجيه رسائل ميدانية يراد من خلالها التخفيف من قدرة الحزب على إيلام تل ابيب وتثبيت المعادلات معها خصوصاً في مسألة المدنيين، أو معادلة المدني "في مقابل المدني".
Advertisement

ترى تل ابيب انها غير قادرة على ايلام "حزب الله" عسكرياً وفق المسار الحالي للمعركة، ولعل افضل "انجازات" الحزب حتى اللحظة انه استطاع ان يخوض معركة نظيفة وأن يحيّد المدنيين اللبنانيين بشكل شبه كامل عن الاستهدافات الاسرائيلية، ما سلب اسرائيل قدرتها على الضغط عليه عبر بيئته الحاضنة كما فعلت في "حرب تموز" والحروب الاخرى السابقة. كما ان الحزب، ومن خلال تمكنه من تخفيف عدد خسائره العسكرية، زاد من ازمة تل ابيب.

من هنا قد يكون الحل الاسرائيلي الاساسي، للضغط على الحزب، وإلزامه تقديم تنازلات سياسية وميدانية، هو كسر "معادلة المدني بالمدني"، وقد جاءت مجرزة النبطية لكي تجسّ نبض حارة حريك، ولمعرفة السقف الذي قد يصل اليه الحزب للردّ على قتل المدنيين. لكن، وبعد خطاب نصرالله بات الانظار سيد الموقف لإختبار قدرة الحزب وإرادته بالردّ على الاستهدافات العميقة.

منذ ما بعد خطاب نصرالله بدأت إسرائيل سياسة مختلفة، اذ استهدفت بلدة الغازية واصابت مصنعا مدنيا فيها ودمرته، ومن ثم ارتكبت مجزرة جديدة امس ادت الى استشهاد طفلة وامها، وهذا يعني ان اسرائيل تريد القول أن ردّ الحزب، مهما كان قوياً لن يكون متماثلاً مع قدرة اسرائيل على اصابة المدنيين اللبنانيين، وهذا يعني، من وجهة النظر الاسرائيلية، ان معادلة "المدني في مقابل المدني" ليست معادلة رابحة للحزب بل على العكس من ذلك، فإنه الى حين قيام الحزب بالردّ على مجزرة النبطية تكون اسرائيل قد ارتكبت اكثر من مجرزة اخرى.

كما ان هناك رسالة ثانية تريد اسرائيل ايصالها من خلال استهدافاتها وهي انها لا تخاف التصعيد ولن يستطيع خطاب لنصرالله ردعها، وعليه، على الحزب ان يخاطر بردّ قد يؤدي الى تحقيق ما يريده نتنياهو، اي توسع الحرب، وهنا تصبح الحسابات معقدة في حارة حريك من منظار اسرائيلي، خصوصا ان تل ابيب توحي بأنها جاهزة للتصعيد ولولا ذلك لما استمرت بعمليات الاستهداف التي تقوم بها والتي تصيب المدنيين.

في المقابل باتت حاجة "حزب الله" لرد سريع وفعال جدا ضرورية أكثر من اي وقت مضى، على اعتبار ان هذه الخطوة ستقطع الطريق على اسرائيل وتمنعها من التوسع بعدوانها على المدنيين،لان عدم الرد، سيؤدي النتيجة ذاتها للتصعيد الذي قد يحصل نتيجة الرد نفسه، اي ان عدم الذهاب الى مخاطرة لفرض قواعد اشتباك جديدة خوفا من التصعيد، ستسفر عنه خسائر عسكرية ومدنية اكثر من التصعيد نفسه.. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك