Advertisement

لبنان

الملوثات تفتك بصجة الانسان الجسدية والنفسية

Lebanon 24
28-03-2024 | 22:16
A-
A+
Doc-P-1180550-638472876399767565.jpg
Doc-P-1180550-638472876399767565.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت كارين عبد النور في "نداء الوطن": كشفت دراسة حديثة نشرتها الشهر الماضي دورية Nature Sustainability عن صلة غير متوقّعة بين جودة الهواء والصحة العقلية، وتحديداً الانتحار. فما العلاقة بين التغيّرات المناخية والصحتين النفسية والعقلية، وهل لبنان بمنأى عنها؟
Advertisement
الأرقام التي نشرتها «الدولية للمعلومات»، إستناداً إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، تشير إلى ارتفاع في أعداد القتلى بنسبة 91.3%، حوادث الخطف بنسبة 150% والانتحار بنسبة 14.3%، وإلى تراجع السرقة بنسبة 13%، خلال شهري كانون الثاني وشباط 2024. علماً بأن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى من المصرَّح عنها بكثير. وفي حين يُتوقّع أن تسجّل هذه الرقام أعلى مستويات لها منذ العام 2012، عزت «الدولية للمعلومات» أسباب هذه الحالات إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وكذلك النفسية والشخصية. من جهتها، أشارت الدراسة آنفة الذكر إلى أن معدّل الانتحار يرتفع أسبوعياً في العالم بنسبة 25% مع زيادة بنسبة 1% في تلوّث الجسيّمات الدقيقة (PM 2.5). وتبيّن أن 16% من حالات الانتحار حول العالم تحدث في الصين التي تُعتبر من أكثر البلدان تلوّثاً.

في لبنان، طبعاً، ثمة أسباب «قاتلة» بأزمة مناخية أو بدونها. لكنّ الأرقام تفتح باب التساؤلات حول تأثيرات مناخية محتملة يمكن أن تكون سبباً رئيسياً وراء الحالات النفسية والعقلية التي يواجهها الإنسان، لا سيّما في ظلّ التغيّرات المناخية والاحتباس الحراري والملوّثات الهوائية التي تهدّد حياة البشر. الطبّ لدينا، كما في غالبية الدول العربية، ليس معنياً تماماً في التوفيق بين عِلم الجريمة، من ناحية، والتغيّر المناخي، من ناحية أخرى. فمسبّبات كثيرة تحول دون ذلك فيما الخطر يتحوّل من محتمل إلى حتميّ. ندع الشقّ اللامناخي جانباً ونجول لبنانياً وعربياً.
البداية من لبنان مع المتخصّصة في عِلم الجريمة، باميلا حنينه، التي أشارت في حديث لـ»نداء الوطن» إلى أن الاحتباس الحراري والتغيّرات المناخية لا تقتصر تداعياتها على الكوارث الطبيعية وانتشار الأمراض، إنما على البنية الفكرية للإنسان أيضاً. فارتفاع درجات الحرارة يزيد معدّلات العنف لدى الإنسان بسبب ارتفاع حرارة جسمه، ما يجعله أكثر عصبية. «أثبتت الدراسات أن ارتفاع الحرارة بواقع 4 درجات مئوية يزيد احتمال حدوث نزاعات مسلّحة بنسبة 26%. كما أظهرت دراسات أخرى أن الأفكار السوداء زادت لدى غالبية الشعب الأميركي، ما قد يؤدّي إلى حالات انتحار. وهذا ضاعف من عمليات النزوح من مناطق حارة إلى أخرى أكثر اعتدالاً».
 
في دراسة أخرى، قدّم علماء الجريمة أدلّة على أن التقلبات في درجات الحرارة، لا سيّما الارتفاع المفاجئ جداً، تزيد من معدّلات العنف (وفي طليعتها القتل والسرقة والاعتداءات الجنسية والجسدية). بينما يقمع الانخفاض السريع في درجات الحرارة الجريمة. «تؤثر تلك الدرجات على نوع الجريمة أيضاً. ففي جنوب فرنسا، مثلاً، وهي منطقة حارة، تكثر جرائم العنف، أما في شمالها البارد فتكثر الجرائم المالية. لكنّ ذلك لا ينفي وجود عوامل خارجية كثيرة أخرى تؤثر على سلوك الفرد. فوقوع جريمة في فصل بارد أمر محتمل».
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك