انشغل لبنان الرسمي أمس بزيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الى بيروت، موجّها رسالة حاسمة بقوله "من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات لم تتكشف بعد، خصوصا وانه ، طبقا لما اورد" لبنان 24" عند الاعلان عن الزيارة، لم يحمل معه الورقة الفرنسية المعدلة بشأن حل الوضع في الجنوب، بحيث أفيد ان العمل عليها لا يزال جاريا، ولم تنته باريس من صياغتها بنسختها النهائية. وفي المعلومات ان الورقة سيحملها الى لبنان موفد خاص فور جهوزيتها، علما انه جرت مناقشتها تفصيليا في اجتماع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الاليزيه.
وبحسب مصادر ديبلوماسية فان هناك تنسيقا قويا بين فرنسا والولايات المتحدة الاميركية في هذا الصدد، الا ان واشنطن تعتبر ان بت الامور الاساسية سيحصل مع وقف النار في غزة، في وقت يعتقد الفرنسيون انه من الاجدى اعداد الارضية والتفاهمات في هذه المرحلة، كي تكون جاهزة عند انتهاء الحرب في غزة، فتطبق الحلول تلقائيا على لبنان".
ووفق اوساط متابعة "فان مفاعيل زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى بيروت تنتظر معطيات محددة، فهذه الزيارة تندرج في سياق التأكيد على الجو الاوروبي بشأن التهدئة وقد عززت هذا التوجه من دون تقديم مقترح محدد، على أنها بدت استطلاعية أكثر بشأن إمكانية التوصل إلى وقف النار".
وفي مؤتمره الصحافي في قصر الصنوبر في ختام زيارته لبنان اعتبر سيجورنيه إن "الازمة طالت كثيرا ونتفادى أن تعصف في لبنان حرب إقليمية، وندعو الاطراف كافة إلى ضبط النفس، ونحن نرفض السيناريو الأسوأ في لبنان وهو الحرب". وفي جولته على المسؤولين سمع سيجورنيه من رئيس مجلس النواب نبيه بري "تمسك لبنان بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته" كما عرض بري لوقائع الاعتداءات الاسرائيلية على القرى الحدودية الجنوبية من خلال خارطة أعدها المجلس الوطني للبحوث العلمية تبين حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالقرى والبلدات، فضلاً عن الأراضي والمساحات الزراعية والحرجية، وإستخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دولياً وتجاوزها لقواعد الاشتباك .
اما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقال خلال لقائه مع سيجورنيه "ان المبادرة الفرنسية تشكل اطارا عمليا لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 الذي يتمسك لبنان بتطبيقه كاملا، مع المطالبة بالتزام اسرائيل بتنفيذه ووقف عدوانها المدمّر على جنوب لبنان، بالاضافة الى دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه وتحقيق السلام الدائم على الحدود" .
في المقابل، زار بيروت امس وزير خارجية البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني من اجل توجيه دعوة رسمية الى لبنان للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد في المنامة الشهر المقبل، واستقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وجرى التطرق للوضع في المنطقة وجدول اعمال القمة .