Advertisement

لبنان

"وسطية" باسيل على المحكّ.. هل من تغيير في تموضعه السياسي؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
13-06-2024 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1211253-638538723028589574.png
Doc-P-1211253-638538723028589574.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أثار دخول رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل على خطّ المبادرات الرئاسية الهادفة إلى إنهاء الفراغ الرئاسي، الكثير من الجدل في الأوساط السياسية، حيث انقسم الأفرقاء إزاءها بين مرحّب ومعترض ومتحفّظ، باعتبار أنّ الرجل يُعَدّ "طرفًا"، بل ثمّة من يحمّله مسؤولية إجهاض العديد من المبادرات السابقة، بما في ذلك مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الأولى، حين اعترض على ترؤس الأخير للحوار.
Advertisement
 
ولعلّ ما أثار الجدل أكثر تمثّل في محاولة باسيل وضع نفسه في الخانة نفسها مع كلّ من "كتلة الاعتدال" التي تتموضع في الوسط، والتي سبق أن أطلقت مبادرة رئاسية حاولت من خلالها "التوسّط" بين الأطراف المتنازعة، وكتلة "اللقاء الديمقراطي" التي تسعى لاستعادة دور "بيضة القبان" الذي لطالما عُرِف به "الحزب التقدمي الاشتراكي"، علمًا أنّ باسيل حرص على التأكيد مرارًا وتكرارًا أن جهوده "تتكامل" مع مبادرات الكتلتين المذكورتين.
 
وفي السياق، ثمّة من يرى أنّ باسيل بمحاولته تكريس "وسطية" قد لا تبدو منسجمة مع سجلّه السياسي، يبحث عن دورٍ ما للعبه في المرحلة المقبلة، فيما يعتبر آخرون أنّه يحاول أن يستقطب "الوسطيين" لفرض "الخيار الثالث" المرفوض من "الثنائي الشيعي"، ولا يستبعد البعض وجود نوع من "المقايضة" التي يسعى إليها، لكن كيف تُفهَم "وسطية" باسيل وسط كلّ ذلك؟ وهل يمكن الحديث عن "استدارة" في التموضع، وبالتالي الموقف السياسي؟
 
محاولة "جدّية"
 
يقول المحسوبون على "التيار الوطني الحر" والمؤيّدون لرئيسه، إنّ تحرّك باسيل على خط المبادرات الرئاسية يأتي بالدرجة الأولى، انطلاقًا من عدم رغبة باسيل بالبقاء بموقع "المتفرّج"، في ظلّ الفراغ الرئاسي المستمرّ، والاستعصاء الحاصل على خطّ الأزمة، بعيدًا عن أيّ مصالح سياسية خاصة أو ضيّقة، علمًا أنّ باسيل كان واضحًا بكلامه بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري حين نفى أن يكون حاملاً أساسًا لمبادرة، بالمعنى التقليدي للكلمة.
 
ويذكّر هؤلاء بأنّ محاولة باسيل إحداث خرق في أزمة الانتخابات الرئاسية لا ينبغي أن تكون محطّ استغراب أحد، فرئيس "التيار" كان من أوائل من تحرّكوا منذ اليوم الأول للفراغ الرئاسي، وقد أطلق أكثر من مبادرة في أكثر من مناسبة، علمًا أنّه حاول تحفيز بكركي في المقام الأول على لعب دور جامع للقادة المسيحيين للاتفاق في ما بينهم، لكنّ هذه المبادرة اصطدمت في حينه، ولا تزال، بالفيتوات التي حوّلت اللقاء المسيحي إلى مجرّد "صلاة".
 
وبمعزل عمّا إذا كان باسيل قد أصبح "وسطيًا"، حتى يتلاقى مع أطراف وسطية كـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" و"كتلة الاعتدال"، يقول المؤيدون لـ"التيار الوطني الحر" إنّ سلوك الأخير في الاستحقاق الرئاسي لطالما كان داعمًا للتفاهم والتوافق، وهو ما كرّره في أكثر من مناسبة، علمًا أنّ "انفتاحه" على حوار برئاسة بري، خلافًا لموقفه السابق، ينبغي أن يُفهَم في سياق "تغليبه" منطق الحوار والتفاهم، الذي دعا إليه حتى في ذروة "التقاطع" مع المعارضة.
 
"مقايضة" وأكثر؟
 
لا يلقى منطق باسيل والمؤيّدين له الصدى نفسه لدى الأطراف الآخرين، ولا سيما الخصوم، ممّن يشكّكون بـ"صدقية نواياه"، علمًا أنّ هؤلاء ينقسمون في قراءة الدور الذي يلعبه، إذ يحصره بعضهم في خانة "الاستعراض"، لا أكثر ولا أقلّ، وربما البحث عن دور، بعدما شعر أنّ الأمور "فلتت من يده" في الآونة الأخيرة، فلا العلاقة مع "حزب الله" بقيت على سابق عهدها، ولا التقاطع مع المعارضة نجح في تقريبه من أطرافها.
 
ولا يتردّد البعض في الحديث عن "مقايضة" يسعى باسيل إليها من خلال الجهد الذي يقوم به، فانفتاحه على رئيس مجلس النواب تحديدًا، بعدما أجهض مبادراته الحوارية سابقًا، ليس أمرًا عابرًا برأي هؤلاء، الذين يلفتون إلى أنّه يريد أن "يعطي" بري ما يريده من حوار أو تشاور برئاسته، ومن دون تحفّظ، لـ"يأخذ" في المقابل مكاسب، قد تكون على شكل سحب ترشيح رئيس تيار "المردة" لصالح مرشح يتوافق عليه مع "الثنائي".
 
وفي السياق نفسه، ثمّة وجهة نظر أخرى تشير إلى أنّ "جوهر" الجهد الذي يقوم به باسيل يندرج في خانة المساعي التي يقوم بها منذ اليوم الأول، في سبيل "قطع الطريق" أمام رئيس تيار "المردة" في المقام الأول، وهو يسعى لذلك هذه المرة من خلال فتح قنوات التواصل مع "الوسطيين" بصورة عامة، في محاولة لتأسيس كتلة تمضي باتجاه "الخيار الثالث"، وصولاً لفرضه على الطرفين المتنازعين، بصورة أو بأخرى.
 
قد تبدو "وسطيّة" باسيل نافرة لكثيرين، فرئيس "التيار الوطني الحر" لم يكن يومًا "وسطيًا"، ولن يكون، وهو الذي فتح "المعارك" مع الجميع تقريبًا، حتى وصل إلى مرحلة بات فيها "منبوذًا" من الجميع، إن جاز التعبير. مع ذلك، ثمّة من يقول إنّ المساعي التي يقوم بها قد تكون "مفيدة"، فإشادة الرئيس بري به، باعتباره "أفضل من غيره"، يمكن أن تكون مقدّمة لتموضعات جديدة، لها تأثيره على الواقع الرئاسي العام! 
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك