حذّرت السلطات
اليابانية من خطر وقوع زلزال مدمر في البلاد خلال العقود الثلاثة المقبلة، في ضوء توقعات علمية تشير إلى احتمال كبير لتكرار كارثة زلزالية على نطاق واسع، قد تطال مناطق شاسعة من
اليابان.
وبحسب ما نقلته صحيفة "آساهي" اليابانية، قد تتعرض البلاد لما يُعرف بـ"زلزال ميغا" في صدع نانكاي البحري، الواقع قبالة الساحل الجنوبي
الغربي لليابان، مع احتمال حدوث هذا الزلزال بنسبة تصل إلى 80% خلال الثلاثين عامًا المقبلة.
ويخشى الخبراء من أن تتسبب هذه الهزات الأرضية العنيفة، التي قد تتراوح قوتها بين 8 و9 درجات على مقياس ريختر، في موجات مدٍّ بحري (تسونامي) هائلة، قد يصل ارتفاعها إلى 20 مترًا، مهدّدة حياة السكان والبنية التحتية في مناطق واسعة.
وفي إطار الاستعدادات لمواجهة هذا السيناريو الكارثي، أعلنت
الحكومة اليابانية عن تحديث شامل لخطة
الطوارئ الوطنية، يشمل تدابير وقائية موسّعة، أبرزها بناء سدود إضافية، إنشاء مراكز إخلاء متطورة، تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتكثيف برامج التوعية والتدريب للسكان. ومن المتوقع أن تشمل هذه الإجراءات 723 بلدية موزّعة على 30 محافظة في أنحاء البلاد.
ويُعيد هذا التحذير إلى الأذهان كارثة زلزال نانكاي الذي وقع في 21 كانون الأول 1946، وبلغت قوته 8.1 درجة، مخلّفًا دمارًا واسعًا وموجات تسونامي بلغ ارتفاعها 6 أمتار، أودت بحياة أكثر من 1300 شخص، وأدت إلى تدمير نحو 36 ألف منزل بشكل كلي أو جزئي.
ويُذكّر علماء الزلازل بأن منطقة صدع نانكاي تشهد زلازل مدمّرة بهذا الحجم بمعدل مرة كل 100 إلى 150 عامًا، ما يعزز المخاوف من قرب موعد الكارثة التالية، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية والجيولوجية التي قد تؤثر على وتيرة النشاط الزلزالي.
وتواصل السلطات اليابانية دعواتها إلى المواطنين بضرورة التحلّي بالجاهزية والوعي، واتباع التعليمات الصادرة عن الجهات المختصة، في إطار سعي البلاد لتقليل الخسائر البشرية والمادية في حال وقوع الزلزال المرتقب. (روسيا اليوم)