ورد الرئيس الفرنسي على اتهام نتنياهو له بتأجيج معاداة السامية في
فرنسا، بعد تعهده بالاعتراف بدولة فلسطينية. وجاء الرد في رسالة موجهة إلى نتنياهو، نُشرت الثلاثاء، سرد فيها
ماكرون الإجراءات التي اتخذتها فرنسا لمكافحة معاداة السامية، مؤكداً أن مزاعم التقاعس "غير مقبولة وتُسيء إلى فرنسا بأكملها".
وكان نتنياهو قد بعث برسالة إلى ماكرون في وقت سابق من الشهر الجاري، قال فيها إن دعوته للاعتراف بالدولة
الفلسطينية "تُؤجج نار معاداة السامية"، واصفًا الخطوة بأنها استرضاء ومكافأة لإرهاب حركة
حماس، وأنها تشجع من يهددون اليهود الفرنسيين وتغذي كراهية اليهود في الشوارع
الفرنسية.
رد ماكرون على هذه المزاعم مؤكداً أن الاعتراف بدولة فلسطينية لن يسمح لحماس بتهديد
إسرائيل، بل سيمهد الطريق لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأوضح أن تصميم فرنسا على أن يكون للشعب الفلسطيني دولة ينبع من قناعة بأن السلام الدائم ضروري لأمن إسرائيل ولتكاملها الإقليمي في شرق الأوسط، كما أنه سيسهم في استكمال عملية التطبيع التي تدعمها
باريس.
كما انتقد الرئيس الفرنسي استيلاء إسرائيل الوشيك على مدينة غزة واحتلالها، إضافة إلى الإجراءات الأخرى التي تتخذها حكومة نتنياهو ضد
الفلسطينيين. واعتبر أن "احتلال غزة، والتهجير القسري للفلسطينيين، وتجويعهم، ونزع الصفة الإنسانية عن خطاب الكراهية، وضم
الضفة الغربية، لن يحقق النصر لإسرائيل أبدًا، بل سيعزز عزلة البلد ويغذي أولئك الذين يجدونها ذريعة لمعاداة السامية، ويعرضون الجاليات اليهودية في العالم للخطر".
واختتم ماكرون رسالته بدعوة نتنياهو للتخلي عن ما وصفه بـ"الاندفاع القاتل وغير القانوني نحو حرب دائمة في غزة"، مشيراً إلى أنه نشر رسالته لأنه أراد الموازنة مع نشر نتنياهو رسالته بدوره.