اكتسب التصعيد العسكري الاسرائيلي الاخير ضد
لبنان دلالات خطرة لكونه يستبق مجموعة مواعيد مفصلية تتزاحم جميعها الأسبوع المقبل تحديدا . فثمة أولا تحرك ديبلوماسي كثيف للبنان مع سفر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى نيويورك في الساعات المقبلة للمشاركة في افتتاح أعمال
الدورة العادية للأمم المتحدة ، كما أن الأسبوع المقبل يشهد فعاليات إحياء "
حزب الله" للذكرى السنوية لاغتيال أمينيه العامين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين . وغداً الأحد تعقد لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل "الميكانيزم" اجتماعا في الناقورة بحضور الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس التي تصل اليوم إلى
بيروت خصيصا من اجل مشاركتها في هذا الاجتماع ولن تعقد أي لقاءات سياسية في بيروت . مجمل هذه التحركات والمحطات تعكس تقدم أولوية الوضع الخطير بين لبنان وإسرائيل في وقت تتفاقم فيه جوانب توتر داخلية ناشئة عن سخونة السجالات بين "حزب الله" والأفرقاء السياسيين.
وجاء في افتتاحية اللواء": رئيس الجمهورية يغيب عن لبنان اعتباراً من اليوم وحتى نهاية الاسبوع المقبل للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، ويرتقب ان يثير بشكل خاص في كلمته او في لقاءاته مع رؤساء الوفود المشاركة تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى وتدمير كل مقومات الحياة في قرى الجنوب كما يحصل في غزة، وسبل لجم كيان الاحتلال عن خرق تفاهم وقف الاعمال العدائية، بينما لم يظهر اي رهان على ان زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس اليوم الى لبنان ومشاركتها في اجتماع لجنة الاشراف الخماسية ستؤدي الى اي نتيجة طالما ان الاحتلال يدير الأذن الطرشاء لكل مساعي التهدئة.
وكان عون استقبل مساء امس، وقبل سفره الى نيويورك مستشار
وزير الخارجية السعودي الامير يزيد بن فرحان، واجرى معه جولة أفق تناولت الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.وفُهم ان الموفد السعودي نقل رسالة عاجلة للرئيس عون قبل سفره الى نيويورك".
ومجمل الأوضاع، عرضها الرئيسان عون ونواف سلام في بعبدا، بدءاً من الاعتداءات الاسرائيلية التي لم تتوقف طوال الأيام الماضية.
وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل العدوان الاسرائيلي المتمادي، وما يتعين ان يطرحه الوفد اللبناني الى اجتماع "آلية مراقبة وقف النار"في الناقورة غداً، بمشاركة الموفدة الاميركية مورغن اورتاغوس.
وعلم "
لبنان 24"ان اورتاغوس ستصل إلى بيروت اليوم في مهمة قصيرة تتعلق بترؤس اجتماع لجنة مراقبة وقف اطلاق النار(الميكانيزم)في الناقورة غدا الاحد لتغادر مباشرة بعد الاجتماع الى
الولايات المتحدة الاميركية.
وبحسب المعلومات فان هدف زيارة اورتاغوس الابقاء على وتيرة عمل لجنة (الميكانيزم) ودورها في المرحلة المقبلة، ولن تعقد اي لقاءات اخرى خلال هذه الزيارة القصيرة.
وكتبت"الاخبار" يُتوقّع أن تكون زيارة أورتاغوس شبيهة بالزيارة السابقة. فهي ستنتقل بالطوّافة إلى الناقورة للمشاركة في اجتماع الميكانيزم غداً الأحد، والاجتماع بعدد من الضباط الميدانيين المعنيين بتنفيذ خطّة مصادرة السلاح جنوب الليطاني. وبحسب المعلومات، فإنّ أورتاغوس «غير راضية عن التقدّم البطيء للخطّة، رغم تقديرها لجهود الجيش». ونُقل عن فريق عملها في لبنان أنها سوف «تتحدّث بلهجة عالية السقف تجاه ضرورة الإسراع في سحب السلاح، استغلالاً لضعف حزب الله العسكري في المدّة الراهنة».
وأشار مصدر رسمي لـ "نداء الوطن" إلى وجود تخوف جدي من نوايا
إسرائيل توسيع رقعة الحرب. ولفت إلى أن ما شهدته الساعات الماضية، أكبر دليل على أن إسرائيل لن تسحب فكرة الحرب من قاموسها، ولو كانت نواياها سليمة، لكانت ردت على الورقة
اللبنانية التي أقرتها الحكومة، لكنها تستعمل أسلوب شراء الوقت وعدم التجاوب.
وأكد المصدر، أن لبنان ماض في خطة حصر السلاح بغض النظر عما يحصل، وهذا أمر داخلي قبل أن يكون مطلبًا خارجيًا، وحذر المصدر مما قد تحمله الأيام المقبلة إذا لم تستطع الدول وضع حد لتوسيع العدوان
الإسرائيلي.
ولفت المصدر، إلى أن السلطات اللبنانية تجري اتصالات مع الدول والعواصم الفاعلة وعلى رأسها واشنطن وباريس، وسط ترقب لما ستحمله زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس الذي يغلب عليها الطابع العسكري والتنسيقي.
وفي الإطار نفسه، أبلغت مصادر سياسية "نداء الوطن" أن التطورات الميدانية تنطوي على رسالة عشية زيارة أورتاغوس للبنان. وهذه الرسالة مدعومة أميركيًا، كما عبّرت عن ذلك السفيرة الأميركية ليزا جونسون في كلمتها خلال حفل استقبال أقامته سفارة الولايات المتحدة الأميركية لمناسبة الذكرى الـ 249 للاستقلال. فقالت جونسون: "بعد عشرة أشهر من وقف الأعمال العدائية برعاية الولايات المتحدة، قام الجيش اللبناني بعمل جدير بالثناء لتجريد "حزب الله" والجماعات غير الحكوميّة الأخرى في لبنان من السلاح. ومع ذلك، لا يزال هناك المزيد من العمل لضمان احتكار الدولة للسلاح في جميع الأراضي اللبنانية".