Advertisement

عربي-دولي

بين استنفار الإخوان وزخم الدعوات للسلام… السودان على مفترق حاسم

Lebanon 24
02-11-2025 | 08:42
A-
A+
Doc-P-1437148-638976949462082221.png
Doc-P-1437148-638976949462082221.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
منذ منتصف نيسان 2023، يعيش السودان حربًا دامية بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، أودت بحياة الآلاف وأغرقت البلاد في مأساة إنسانية واسعة. ومع دخول الحرب عامها الثالث، تتكثف المساعي المحلية والدولية لوقفها، في مقابل تصعيدٍ إخواني يدعو للحسم العسكري.
Advertisement

داخل السودان، اكتسبت حملة "أنقذوا السودان"، وهي مبادرة مدنية تضم سياسيين وإعلاميين وقانونيين ومهنيين، زخمًا كبيرًا على شبكات التواصل الاجتماعي.
دعت الحملة إلى هدنة إنسانية فورية واعتبرت أن استمرار الحرب "كارثة أخلاقية ووطنية"، محذّرة من امتداد نيرانها إلى مدن جديدة.

في السياق نفسه، تعمل المجموعة الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، وبريطانيا) على تنفيذ خطة تهدئة تشمل هدنة إنسانية لثلاثة أشهر يليها وقف لإطلاق النار والدخول في عملية سياسية ترسم مستقبل البلاد.

وأكد مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي، أن أطراف النزاع أبدت ترحيبًا مبدئيًا بالخطة، مشيرًا إلى أن الرباعية قدمت "خارطة طريق متكاملة لإنهاء الأزمة".

في المقابل، كثّفت قيادات تنظيم الإخوان حملات التعبئة ضد أي مسار تفاوضي، خصوصًا بعد سقوط الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور – بيد قوات الدعم السريع.
ورغم ضعف الإقبال الشعبي، نشرت المنصات الإعلامية التابعة للتنظيم صورًا وفيديوهات تُظهر تجنيد الشباب والأطفال في شمال السودان، بإشراف قيادات إخوانية عسكرية.

في أحد المقاطع، تعهّد المصباح طلحة، قائد كتيبة البراء التابعة للتنظيم، بمواصلة القتال حتى "تحرير كل السودان"، مكرّرًا شعارات دينية كانت وقودًا لحروب التسعينيات التي قسّمت البلاد.
يرى المحلل السياسي صلاح شعيب أن رسائل الأمين العام للتنظيم علي كرتي تهدف إلى إطالة أمد الحرب للحفاظ على نفوذ الإخوان داخل المشهد العسكري والسياسي، مستغلين بعض الانتهاكات الفردية لتبرير الاستنفار.
ويضيف أن الرغبة الشعبية الواسعة في إنهاء الحرب تُضعف قدرة التنظيم على تعبئة الشارع لصالح أجندته.

الكاتبة صباح محمد الحسن تعتبر أن المبادرات الداخلية والخارجية المطالبة بالسلام أضعفت الخطاب الإخواني، مشيرة إلى أن التهديد الأميركي بخيارات بديلة في حال إفشال الهدنة يقلّص من تأثيرهم.

تتواتر معلومات عن قرب توقيع هدنة إنسانية بين الجيش والدعم السريع، بعد اجتماعات غير مباشرة في وزارة الخارجية الأميركية.
ورغم قبول مبدئي من الطرفين، إلا أن ضغوط الإخوان على قيادة الجيش ما زالت تعرقل الإعلان الرسمي.

في المقابل، أكدت حكومة تحالف "تأسيس" في دارفور استعدادها للتعاطي مع الخطة، بينما شدد تحالف "صمود" المدني على أن خطة الرباعية هي "الفرصة الأخيرة لإسكات أصوات البنادق".

السودان يقف اليوم بين نداءات الحرب وصيحات السلام.
ففيما تسعى القوى المدنية والدولية لإنقاذ البلاد من الانهيار، تواصل قيادات إخوانية التحشيد العسكري والديني للحفاظ على نفوذها.
لكنّ المزاج الشعبي المتعب من القتال قد يكون الحاسم في تحديد وجهة السودان: نحو هدنةٍ تنقذ الأرواح… أم فوضى تطيل المأساة.
 
 
(سكاي نيوز)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك