كتب الان سركيس في"نداء الوطن": يستفيق جنوب
لبنان كل يوم على حدث أمني. ولا تقتصر الغارات
الإسرائيلية على منطقة الشريط الحدودي، بل تصل إلى البقاع. ولا تغادر المُسيّرات سماء لبنان وتخرق أجواء القصر
الجمهوري، ما يشير إلى التصعيد القادم. لم تتعلّم الدولة
اللبنانية الدرس، وعلى الرغم من هزائم حرب الإسناد وخسائرها الضخمة، لا تزال
إيران تتحرّك بحريّة على الأراضي اللبنانية وتعيد بناء قدرات "
حزب الله. وما يدعو إلى الاستغراب أكثر، هو عِلم الدولة اللبنانية بخطورة الوضع، من دون أن تتحرّك بالشكل المطلوب. ووصلت رسائل التنبيه من
الأميركيين والأوروبيين والعرب، والجميع متفق على أن عدم نزع سلاح "حزب الله" الذي جرّ لبنان إلى الحرب سيؤدّي إلى حرب أكثر دموية وتدميرًا، خصوصًا أن
إسرائيل تتصرّف من دون رادع ولا أحد يستطيع الوقوف في وجهها، وكل ما يفعله "حزب الله" هو منحها حجّة للإعتداء على الجنوب ولبنان.
ووسط المخاوف الدولية والعربية من انفجار الوضع في الجنوب بعد قراءة كل الأحداث التي تحصل، دخلت
روسيا على خطّ التحذيرات، وتشير المعلومات إلى أنه صحيح لم تُبلّغ موسكو لبنان رسميًا بما قد يحصل ومعرفتها بخفايا الأمور العسكرية، لكن هناك قلقًا كبيرًا في العاصمة الروسية من تطور الأوضاع ووصولها إلى مرحلة تصعيد خطير في الجنوب.
ولا يقتصر الخوف الروسي على الجنوب، بل يشمل كل لبنان. ولا يتحدّث الروس عن توغل بري واحتلال أراضٍ لبنانية إضافية أو حرب على الطريقة التقليدية قد يستفيد منها "حزب الله" مثلما استفاد من حرب "تموز" 2006، بل هم قلقون من توسّع رقعة الاعتداءات وحجمها ونوعيتها خصوصًا أن تل أبيب تملك أحدث التكنولوجيا والأسلحة، ومنحها الرئيس الأميركي
دونالد ترامب كل ما تحتاجه ليس فقط لضرب "حزب الله" بل لمواجهة إيران.