كتبت " الشرق الاوسط":تتسارع وتيرة عودة اللاجئين السوريين الطوعية من
لبنان إلى بلادهم، فيما تتجه الأنظار إلى مبادرة قطرية - أممية تهدف إلى إعادة مئات الآلاف من السوريين خلال الأشهر المقبلة. وانطلقت صباح الخميس الماضي الدفعة الثامنة ضمن العودة المنظمة، من منطقة «معرض رشيد كرامي الدولي» بمدينة
طرابلس شمال لبنان، حيث غادر نحو 450 لاجئًا الأراضي
اللبنانية على متن 14 حافلة. وأوضح مصدر في الأمن العام اللبناني أن الجهاز «يشرف على تنظيم خطة العودة ضمن إجراءات إدارية وقانونية دقيقة، ويشجع السوريين على العودة الطوعية إلى بلادهم». وأكد المصدر « أن العملية تسير وفق الخطة المرسومة، مع انتهاء منها بنهاية العام الحالي، بحيث لا يبقى سوري واحد في لبنان بوضع غير قانوني». وقال المصدر في الأمن العام: «حتى نهاية العام الحالي يفترض بمن يرغب البقاء في لبنان أن تكون لديه إقامة شرعية، وألا يبقى أحد بصفة لاجئ؛ لأن
الأمم المتحدة رفعت الغطاء عنه، وأصبحت شريكة في إعادته طوعًا إلى بلاده في سوريا».
وأعلنت ممثلة «مفوضية اللاجئين» لدى لبنان، تيريزا فريحة، أن العودة التدريجية للنازحين «تأتي تنفيذًا لبرنامج العودة الطوعية الذي وضعته الأمم المتحدة رسميًا في تموز 2025 بالتعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية، والمديرية العامة لأمن العام، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)».
وأكدت فريحة، أن البرنامج «يهدف إلى دعم اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم طوعًا من خلال تزويدهم بالمعلومات، والمساعدة القانونية، والمساعدات النقدية، والنقل إلى
سوريا عبر المعابر الحدودية الرسمية». وأوضحت أن «حتى نهاية تشرين الأول 2025 عاد أكثر من 332 ألف لاجئ سوري إلى سوريا من لبنان، بينهم نحو 30 ألف لاجئ استفادوا من برنامج العودة المدعوم من المفوضية». ووفق الإحصاءات الرسمية اللبنانية، يبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان نحو 1.8 مليون شخص، بينهم 880 ألف لاجئ مسجلون رسميًا لدى «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين». في موازاة ذلك، يستعد لبنان لتنفيذ خطة قطرية - أممية جديدة تهدف إلى تسهيل عودة نحو 400 ألف نازح سوري إلى بلادهم خلال الأشهر المقبلة، في ظل تنسيق مباشر مع السلطات
السورية. وقال مصدر
دبلوماسي متابع لهذا الملف إن «المرحلة الأولى من المبادرة ستبدأ الشهر المقبل». وأوضح المصدر لــ »الشرق الأوسط«، أن دولة قطر «تتعهد بتمويل مشاريع إعادة تشمل بناء وترميم المنازل التي سيعود إليها النازحون، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة ومستشفى طبي في كل بلدة مستهدفة بالعودة».