Advertisement

لبنان

هل بدأ التوتر العلني بين عون وجعجع؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
22-11-2025 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1445323-638994001658367151.webp
Doc-P-1445323-638994001658367151.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في المشهد السياسي اللبناني، تتخذ العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع منحى واضحًا نحو التباعد، وكأن ما كان خافيا أصبح اليوم يطفو على السطح بلا مواربة.
Advertisement

المتابعة الدقيقة للتصريحات الأخيرة والمواقف المتبادلة تظهر أنّ الكيمياء السياسية بين الرجلين شبه مفقودة، وأنّ مسار الاختلاف ليس ظرفيا بل مرتبط بعوامل متراكمة، بعضها قديم وبعضها مستجد في الأشهر الماضية.

أحد أبرز هذه العوامل يتمثل في القلق الذي برز داخل معراب منذ لحظة وصول العماد جوزيف عون إلى قصر بعبدا. فالتجربة اللبنانية أثبتت دائمًا أنّ أي رئيس جديد يكتسب تلقائيًا زخماً شعبياً وموقعا مركزيا في الوعي العام، ما يجعله محورا للمتابعة اليومية ويمنحه فرصة لبناء مشروع سياسي قابل للتوسع.

هذا الواقع بدا وكأنه يثير خشية لدى جعجع، الذي يدرك أنّ أي صعود إضافي في رصيد الرئيس يمكن أن يرسي توازنات جديدة في الشارع المسيحي، وربما يعيد رسم صورة الزعامة والمرجعية داخل هذا الشارع، خصوصًا إذا استطاع عون الاستفادة من موقعه من دون الدخول في مواجهات مباشرة.

ورغم أن عون يؤكد باستمرار أنه لا ينوي رعاية لوائح انتخابية في المرحلة المقبلة، إلا أنّ مجرد وجوده في سدّة الرئاسة يمنحه تأثيرًا غير مباشر على المزاج العام، ويجعله قادرًا على التأثير في خيارات الناخبين بطريقة أو بأخرى. هذا العامل وحده كافٍ لفتح باب التوتر بينه وبين معراب، خاصة إذا كان جعجع يراهن على إبقاء الساحة خالية من أي منافس يمتلك قدرة على سحب جزء من الجمهور التقليدي لحزب القوات.

العامل الثاني هو طموح جعجع الرئاسي الذي لم يخفِه في أي محطة. فالرجل يعتبر نفسه مرشحا جديا، ويرى أن اللحظة المناسبة لا تحتمل الانتظار طويلًا. من هنا، قد يكون التصعيد السياسي ضد العهد محاولة لتكوين مناخ عام يوحي بفشل الرئيس، وبالتالي رفع أسهم معراب في السباق المقبل. فالتجارب اللبنانية تُظهر أن صورة “الرجل المنقذ” غالبًا ما تتعزز عندما يظهر خصمه في موقع الضعف أو العجز، وهذا ما يفسر السعي المستمر نحو الضغط على بعبدا وإرباكها في الملفات اليومية.

أما العامل الثالث فيرتبط بالتوترات الإقليمية والدولية التي تتفاقم مع ازدياد التدخل الأميركي المباشر في الملفات اللبنانية. فالتشدد الأميركي، وما يرافقه من ضغط سياسي واقتصادي، لا يرضي عون لأنه يساهم، بشكل غير مباشر، في إضعاف موقعه الداخلي وإظهار عهده كمرحلة مأزومة. هذا العامل يزيد من حدّة التباعد بين الفريقين، إذ يرى عون أن هذه الضغوط تُستخدم كأداة سياسية تخدم خصومه أكثر مما تخدم الاستقرار الداخلي.

كل هذه العناصر، مضافًا إليها التنافس الدائم على الشارع المسيحي ومحاولة كل طرف تثبيت نفسه كمرجعية أولى، تجعل العلاقة بين جعجع وعون مرشحة لمزيد من التباعد. فالمعادلة أصبحت واضحة: معراب تبحث عن تقدم سياسي ورئاسي، وبعبدا تحاول الحفاظ على توازنها وموقعها الرمزي، وبينهما خصومة تتسع كلما اقترب موعد الاستحقاقات المقبلة.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash