Advertisement

لبنان

محطتان استثنائيتان في زيارة البابا إلى لبنان… هذا سر أهميتهما

إليانا ساسين - Eliana Sassine

|
Lebanon 24
24-11-2025 | 02:30
A-
A+
Doc-P-1446050-638995727538880039.jpg
Doc-P-1446050-638995727538880039.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ثلاثة أيّام تشكّل الإطار العام للزيارة الّتي يستعدّ البابا لاوون الرابع عشر للقيام بها إلى لبنان. ومع اقتراب الموعد، بدأ اللبنانيون من مختلف المناطق بالتوجّه إلى منصّات التسجيل وحجز أماكنهم، قادمين من الشمال والجنوب والبقاع، حرصًا على المشاركة في حدث يُنظر إليه كنافذة رجاء وسط الأزمات الاقتصادية والأمنية المتلاحقة الّتي يعيشها البلد.
Advertisement

وعند الساعة الثالثة وخمسٍ وأربعين دقيقة من عصر الأحد في 30 تشرين الثاني، من المتوقّع أن تحطّ طائرة الحبر الأعظم في مطار بيروت الدولي إيذانًا بانطلاق الزيارة.

ورغم العدد الكبير من المحطات الروحية والرسمية التي يتضمّنها برنامج البابا، إلّا أنّ محطتين تحديدًا تبرز أهميتهما بطابع مختلف واستثنائي.

ضريح القديس شربل – عنايا

في اليوم الثاني من الزيارة، يتوجّه البابا عند الساعة 9:45 صباحًا إلى دير مار مارون – عنايا لزيارة ضريح القديس شربل.
وتكتسب هذه المحطة رمزية خاصة، إذ تعدّ المرة الأولى التي يزور فيها بابا الدير الّذي يشكّل أحد أهم المراكز الروحية في الكنيسة المارونية وفي الشرق بأكمله.

القديس شربل، الراهب الناسك الّذي عاش حياة بسيطة في دير مار مارون ثمّ في صومعة عنّايا، أصبح أحد أكثر القديسين اللّبنانيين انتشارًا حول العالم، بعدما تزايدت شهادات الشفاء المنسوبة لشفاعته في لبنان والمهجر.

وتعود جذوة شهرته العالمية إلى الظاهرة الّتي تلت وفاته مباشرة، حين شوهد نور يسطع فوق قبره طوال أسابيع، ما أثار دهشة الرهبان والأهالي، ودفع الكنيسة إلى فتح ملفّه.

وفي 9 تشرين الأوّل 1977، أعلن البابا بولس السادس الأب شربل قديسًا للكنيسة الجامعة خلال احتفال رسمي في روما، لتتحوّل عنايا إلى أحد أبرز مراكز الحج المسيحي.

وتوثّق الرهبانية المارونية اللّبنانية سنويًا مئات الحالات التي تُدرس كنماذج شفاء، بعضها موثّق طبّيًا.

وتشير أوساط كنسية إلى أنّ زيارة البابا لاوون الرابع عشر من شأنها تعزيز حضور الدير عالميًا وإدراجه رسميًا ضمن مسارات السياحة الدينية الدولية، خصوصًا مع تزايد أعداد الحجّاج الأجانب سنويًا.
 
No photo description available.

ضريح مار شربل- عنّايا في لبنان لبس حلّته الجديدة استعدادًا لاستقبال قداسة البابا لاون الرابع عشر — The Middle East Council of Churches

مستشفى راهبات الصليب – جلّ الديب
وفي اليوم الثالث والأخير، يبدأ البابا جولته من مستشفى راهبات الصليب في جل الديب، وهي محطة تحمل طابعًا روحيًا وإنسانيًا بامتياز.

فالزيارة تُعدّ الأولى من نوعها لبابا إلى هذا الصرح الّذي انطلقت جذوره مع رسالة الطوباوي الأب يعقوب الكبوشي في بدايات القرن الماضي.

نشأت الفكرة عندما شعر الأب يعقوب بنداء داخلي تجاه الأشخاص الّذين يموتون وحيدين، المهاجرين الّذين يبتلعهم البحر، ضحايا الحروب، والمرضى الّذين لا أحد يرافقهم في أيامهم الأخيرة.

ومع توسّع خدمته، التقى كاهنًا مسنًّا متروكًا بلا رعاية، فنقله إلى المكان البسيط الّذي كانت تديره مجموعة فتيات ملتزمات. شيئًا فشيئًا، تحول هذا المكان إلى بيت رحمة يستقبل منسيّي المجتمع: مرضى بلا عائلة، أشخاصًا ذوي إعاقات، وكبار سنّ يحتاجون إلى رعاية. ومن هنا وُلدت مؤسسات أصبحت لاحقًا ركائز في العمل الاجتماعي: مستشفى السيدة للأمراض المزمنة، دار المسيح الملك، ومستشفى راهبات الصليب للأمراض العقلية.

اليوم، يُعدّ المستشفى من أكبر مراكز الرعاية النفسية والعقلية في الشرق الأوسط، ويوفّر خدماته لأكثر من 800 مريض من مختلف الطوائف والجنسيات.

وتحرص الراهبات ومعهنّ الطاقم الطبي والتمريضي على متابعة رسالة الأب يعقوب القائلة إنّ "رحمة الله لا تعرف تمييزًا".

وخلال الزيارة، سيجتمع البابا مع المرضى والعاملين، ويتجوّل في القاعة الّتي كانت تُستخدم سابقًا كمسرح لإدخال الفرح إلى قلوب المرضى، قبل أن ينتقل إلى الأقسام المتخصّصة، ومنها قسم الأطفال الذين يعانون إعاقات ذهنية وتشوهات خلقية.

وتعتبر هذه الزيارة رسالة دعم مباشرة للعاملين في هذا الحقل الدقيق، وتثبيتًا لجوهر الكنيسة القائم على مرافقة المتألم واحتضان المهمّش.
تيليتون "صار الوقت" للتبرّع لمؤسّسات راهبات دير الصليب يجمع مبلغ 4 ملايين دولار - MTV Lebanon
إعلان برنامج لقاء البابا لاون الرابع عشر في مستشفى دير الصليب في 2 كانون الأول | Abouna
أخيرًا، ليست هاتان المحطّتان في زيارة البابا تفصيلين عابرين، بل لكل منهما جذورها الروحية وسرديتها الخاصة، تعكسان إرثًا من الإيمان وتجسيدًا حيًا للرحمة في قلب وطن جريح يبحث عن ما يعيد إليه نبض الرجاء.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

إليانا ساسين - Eliana Sassine