كتب عمر البردان في" اللواء": في الوقت الذي تلقى مبادرة الرئيس عون دعماً من جانب رئيس البرلمان
نبيه بري، وكذلك الأمر رئيس الحكومة نواف سلام وعدد كبير من الوزراء، إلا أن المعلومات التي توافرت تشير إلى أن "
حزب الله" الذي سبق وأبدى اعتراضاً على خيار المفاوضات، وعده تنازلاً لمصلحة
إسرائيل، لا يبدو في موقف يجعله يتعامل بإيجابية مع اقتراح رئيس الجمهورية . لا بل أنه قد يبدو أكثر تشدداً الآن، بعد اغتيال الاحتلال لرئيس أركانه، ما قد يلغي قنوات التواصل التي ذكر أنها قد تفتح مجدداً، بين الرئاسة الأولى وقيادة "الحزب"، للبحث في موضوع المبادرة الرئاسية، وما يمكن القيام به لدعم الموقف الرسمي في مواجهة الاعتداءات
الإسرائيلية، ودفع الاحتلال للانسحاب النهائي من جميع الأراضي
اللبنانية المحتلة . وتشدد المصادر، على أن هناك ضرورة وطنية لدعم المبادرة الرئاسية ، باعتبار أن إضعاف الرئيس أو التشكيك بقدراته، سيفسح في المجال أن يقوم هناك ترتيب بين إسرائيل والقوى الفاعلة في
لبنان .
وتبدي المصادر خشية جدية، من أن تلجأ إسرائيل في حال اعتبرت أن الدولة اللبنانية ليست الطرف المفاوض المطلوب، أي أنها غير قادرة على حل الأمور العالقة، ومن ضمنها موضوع السلاح، إلى الذهاب مباشرة إلى مفاوضة إيران
أو "حزب الله" . ولهذا فإن المصلحة الوطنية العليا تكمن في أن تفاوض الدولة اللبنانية وبشكل مباشر، ومن خلال رئيس الجمهورية الجانب
الإسرائيلي لحل
القضايا العالقة . أما إذا استمررنا في القول بأن هذه الدولة ضعيفة، وأنها غير قادرة، سنعطي الذريعة لإسرائيل من أجل تسريع عملية المفاوضات مباشرة مع "حزب الله"، معتبرة أن الحراك المصري باتجاه لبنان، غايته تقديم حبل إنقاذ عربي ل"حزب الله"، بانتظار أن تقوم طهران بخطوات من أجل حل المشكلة مع
الولايات المتحدة .
وكتب معروف الداعوق في" اللواء": بعدما استنفد مشروع اطلاق يد النظام الايراني في تخريب الدول العربية غاياته، واستنزاف قدراتها لمصلحة اسرائيل والولايات المتحدة، وبدأت تداعياته ترتد سلباً على مصالح واشنطن، تم ضرب كل اذرع وحلفاء ايران بالمنطقة، والهجوم على النظام الايراني بمشاركة اميركية نافرة، وتم اضعافه واصبحت قدارته محدودة وعديمة التأثير قياساً عما كان عليه في العقدين الماضيين.
ولعل محاولات التوسط التي يبذلها اركان النظام مع المملكة وغيرها، استجداءً للادارة الاميركية بتغيير ادائها نحو الافضل، لأجل وقف الضغط المتواصل وسياسة الحصار الخانقة، وحتى التهديد بشنّ هجوم اميركي جديد على ايران، ابلغ دلائل ومؤشرات على معاناة النظام وقلقه من مصير بائس اذا استمرت اساليب تطويقه من واشنطن للمرحلة المقبلة على حالها. تؤشر زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة الاميركية معالم مرحلة جديدة في المنطقة،
تطوى من خلالها سياسة الحرب الاميركية السابقة على «الاسلام السنّي» فعلياً، والتي تتلطَّى وراء محاربة «التطرف والارهاب الاسلامي» ظاهرياً، ويؤمل ان تكون مرحلة مختلفة وتتماهى مع مصالح شعوب المنطقة العربية والاسلامية، وأن تحقق الدفع المطلوب لاخراج حل الدولتين الى حيِّز الوجود بالرغم من الاعتراض والرفض الاسرائيلي المتواصل لهذا الطرح، وأن تكبح جماح التسلط والهيمنة الاسرائيلية على المنطقة العربية كلها.