Advertisement

لبنان

بين التهديدات والتهديدات المضادة..ما مصير وقف اطلاق النار؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
25-11-2025 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1446474-638996602150234613.jpeg
Doc-P-1446474-638996602150234613.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ارتفعت في الأسابيع الأخيرة وتيرة الحديث في المنطقة عن احتمال توسّع المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، خصوصًا مع تكاثر الإشارات العسكرية والتحضيرات الميدانية على جانبي الحدود. ورغم أن الصورة العامة تبدو متوترة، إلا أنّ ما يتكوّن على مستوى القراءة السياسية والأمنية يوحي بأن الطرفين، كلٌّ لأسبابه الخاصة، لا يقفان على عتبة حرب واسعة بقدر ما يقفان على مفترق تصعيد مضبوط ضمن سقوف محدّدة.
Advertisement

بعد عملية الاغتيال التي طالت القيادي في "الحزب" هيثم الطبطبائي بدأت اسرائيل العمل على تعزيز دفاعاتها الشمالية بشكل واضح، وهي لا تخفي قلقها من أي مبادرة هجومية قد يقدم عليها حزب الله، خصوصًا بعد التجربة التي مرّت بها في مواجهات سابقة.

هذه الاستعدادات ليست مجرد خطوات احترازية عادية، بل تعكس خشية حقيقية من أي عملية نوعية قد تهزّ الداخل الإسرائيلي كرد مباشر من الحزب. ورغم ذلك، فإنّ هذا القلق لا يبدو كافيًا لدفع إسرائيل نحو قرار الحرب الشاملة، لأن قيادة المؤسسة العسكرية تدرك أن الذهاب إلى هذا الخيار سيضع الجبهة الداخلية تحت ضغط غير مسبوق، وسيُدخل البلاد في مواجهة مكلفة وطويلة من دون ضمانات سياسية أو ميدانية.

وفي المقابل، جاء بيان الحرس الثوري الإيراني بنبرة تصعيدية، الأمر الذي أعطى الانطباع بأن المنطقة على حافة انفجار كبير. لكنّ التدقيق في خطوات حزب الله الفعلية يظهر أن الحزب لا يتجه نحو ردّ واسع، ولا يبدو مستعدًا لفتح معركة شاملة في الوقت الراهن. فالحزب يدرك أن أي عملية كبيرة ستستدعي ردًا إسرائيليًا قاسيًا على مستوى القيادات والعناصر، وأن ثمن ترميم القدرات ليس تفصيلاً يمكن تجاوزه سريعًا. مهما حاول الحزب الحدّ من الخسائر، يعرف أنه سيدفع كلفة عالية في الأرواح والبنية العسكرية ما دامه قرر تحسين واقعه وقدراته.

من الجهة الأخرى، ورغم التصعيد الكلامي الإسرائيلي والرسائل العسكرية التي توجهها تل أبيب يوميًا، لا يظهر أنها تتعامل مع الواقع بمنطق الحرب الشاملة. ما تريده إسرائيل فعليًا هو الحفاظ على القدرة على تنفيذ الاغتيالات النوعية كلما سنحت الفرصة، لأنها تعتبرها الوسيلة الأكثر فاعلية لمنع حزب الله من ترميم قدراته أو إعادة تنظيم بنيته القيادية. هذه المقاربة، التي تجمع بين الضربات الدقيقة والتصعيد المحسوب، تمنح إسرائيل ما تريده من دون أن تضطر للذهاب إلى حرب قد تُفقدها قدرة الردع إذا طالت واستنزفتها.

انطلاقًا من ذلك، يصبح المشهد أكثر وضوحًا: لا حزب الله ذاهب إلى ردّ كبير، ولا إسرائيل متجهة إلى حرب واسعة. الطرفان يتخذان إجراءات ميدانية، ويواصلان العمل وفق الشروط، لكنّ السقف يبقى مضبوطًا بدقة. وحدها الأحداث الاستثنائية غير المتوقعة يمكن أن تغيّر هذا المسار. أما ضمن المعطيات الحالية، فالحرب الواسعة ليست على الأبواب.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash