كَثُرَت التقارير والتحليلات التي تُشير إلى تصعيد
إسرائيل في
لبنان، بعد إنتهاء زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان وإمكانية شنّ تل أبيب عدواناً واسع النطاق، بهدف تدمير بنية "
حزب الله" العسكريّة، والقضاء على ترسانته الصاروخيّة، بضوء أخضر أميركيّ.
ونقل أكثر من طرفٍ لبنانيّ المخاطر التي تُهدّد لبنان من قبل إسرائيل إلى البابا لاوون الرابع عشر، الذي شدّد على أنّ البلاد ستُزهر من جديد على الرغم من كافة الصعوبات، كشجرة الأرز القويّة، وحثّ اللبنانيين على الحوار والسلام، كسبيل وحيدٍ للإستقرار.
ويوم الإثنين الماضي، طلب
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب من البابا خلال اللقاء المسكونيّ في ساحة الشهداء، المُساعدة عبر قنواته الدبلوماسيّة والدوليّة، لوقف الإعتداءات والتهديدات الإسرائيليّة، وأوضح أمامه ، أنّ "غياب الدولة أجبر اللبنانيين على "المُقاومة"، للدفاع عن الأرض".
وبعد مشهدية إستقبال البابا في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الأحد، حيث شدّد "حزب الله" وحركة "أمل" على أهميّة العيش المُشترك بين المسيحيين والمسلمين، ما يجعل لبنان بلد الرسالة بالنسبة إلى الفاتيكان، تطرّق الشيخ الخطيب إلى موضوع "المُقاومة" في كلمته أمام البابا، عبر الإشارة إلى أنّ اللبنانيين أُجبِروا على الدفاع عن أرضهم، وهم ليسوا هواة سلاح، ما يعني وفق مراقبين، أنّ "الثنائيّ الشيعيّ" قال بوضوح من ساحة الشهداء خلال إنعقاد اللقاء المسكونيّ، أنّه سيستمرّ بـ"
المقاومة" طالما أنّ هناك مخاطرَ إسرائيليّة تُهدّد البلاد".
وفي هذا السياق، أعلن البابا لاوون الرابع عشر فور وصوله إلى روما، أنّه أجرى إتّصالات ببعض القادة، وأنّه سيستمرّ في مُحادثاته، من أجل التوصّل إلى سلامٍ في لبنان، ودعا "حزب الله" إلى الحوار وترك السلاح.
غير أنّه وفق المراقبين، فإنّ "الشيخ الخطيب قصد الدولة بالتقصير، عبر ضعف إمكانياتها وقدرات الجيش في صدّ أيّ عدوان إسرائيليّ"، علماً أنّ أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أشار أيضاً إلى تفوّق إسرائيل الكبير على "المُقاومة" عسكريّاً وإستخباراتيّاً. ويقول المراقبون، إنّ "الحزب" يُوحي أنّه لا يزال بإمكانه فرض المعادلات على تل أبيب، من خلال التهديد الذي تُشكّله صواريخه على المستوطنات والمدن الإسرائيليّة، وفي قدرته على تهجير الإسرائيليين كما جرى منذ 8 تشرين الأوّل من العام 2023، وشلّ الإقتصاد وأغلبيّة القطاعات الحيويّة والمدارس
في إسرائيل".
ويُتابع المراقبون، أنّ "حزب الله" لهذا السبب يتمسّك بسلاحه، إذ يعتبره نقطة "قوّة" للبنان، وهو قادر حتّى لو كان أضعف بكثير من إسرائيل، على إيلام العدوّ، للأسباب التي ذُكِرَت في السابق، بينما الدولة فشلت حتّى الآن عبر الإتّصالات الدبلوماسيّة في حثّ الولايات المتّحدة والدول الغربيّة في الضغط على تل أبيب، من أجل وقف إعتداءاتها على لبنان، واحترام إتّفاق وقف إطلاق النار، والسماح للجيش بتطبيق خطّة حصر السلاح، من وجهة نظر "الثنائيّ الشيعيّ".
من هذا المُنطلق، أوصل "حزب الله" و"أمل" رسالة إلى البابا لاوون الرابع عشر، بأنّ "المُقاومة" مستمرّة في عملها إلى حين إنسحاب إسرائيل من الجنوب بشكلٍ كامل، وتحرير الأسرى اللبنانيين، وترسيم الحدود البريّة، إضافة إلى إعادة الإعمار وتقويّة الجيش كيّ تتولّى الدولة مسؤوليّة الدفاع عن أمن جميع المواطنين، بينما عكس ذلك يعني بقاء السلاح غير الشرعيّ.