لم تمضِ سوى ثلاثة أيام على الانقطاع الشامل للكهرباء في
لبنان ليلة عيد الميلاد المجيد، حتى عادت الشبكة الكهربائية إلى الانهيار مجددًا، اليوم، نتيجة أعطال ناجمة عن الصواعق، ما أدخل البلاد مرة جديدة في عتمة شبه كاملة.
وكان لبنان قد شهد ليلة
عيد الميلاد انقطاعًا عامًا للتيار الكهربائي في مختلف المناطق، إثر عطل تقني مفاجئ في إحدى مجموعات التوليد في
معمل الزهراني، أدى إلى خروجها عن الخدمة، قبل أن يتسبب ذلك بتعطّل سائر المجموعات وانهيار الشبكة بالكامل. يومها، لم تُسجَّل أي إجراءات طارئة فعّالة لإعادة
التيار سريعًا، وبقيت البلاد في الظلام خلال واحدة من أكثر الليالي رمزية لدى اللبنانيين.
واليوم، يتكرّر المشهد نفسه، ولكن هذه المرة بفعل الأحوال الجوية، حيث أدّت الصواعق والزوابع إلى أعطال جديدة في الشبكة، كشفت مجددًا هشاشة البنية الكهربائية وغياب أي منظومة حماية أو خطط استباقية للتعامل مع الطوارئ المناخية.
ويطرح هذا التكرار السريع لانهيار الشبكة سؤالًا ملحًّا:
هل سيغرق لبنان في العتمة مع كل منخفض جوي أو هطول أمطار؟
في ظل عجز مزمن عن صيانة الشبكة، وغياب الاستثمار في أنظمة الحماية والطوارئ، يبدو الاستقرار الكهربائي في البلاد رهينة العوامل الطبيعية، لا السياسات العامة.
هذا الواقع يعيد فتح ملف الكهرباء من زاوية أكثر خطورة، تتجاوز التقنين والعجز المالي، إلى مسألة أمن حياتي يومي، في بلد بات الظلام فيه أسرع حضورًا من أي حل.