Advertisement

لبنان

"سناء" تتحدّى "Paul" لسنا مكسر عصا

Lebanon 24
10-11-2019 | 23:34
A-
A+
Doc-P-643868-637090512148028834.PNG
Doc-P-643868-637090512148028834.PNG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتبت ساندي الحايك في "نداء الوطن": على الجانب الأيسر من أحد المقاهي الأكثر شهرةً في الجمّيزة، تقف وحيدة. لا تنبس ببنت شفةٍ. عيناها تنطقان بالكثير عوضاً من لسانها.

 

من دون جلبةٍ، تضع حقيبتها المدرسية على ظهرها وتُثبّت لافتةً بين يديها كُتب عليها: "خصمولنا 40 في المئة من رواتبنا. قاطعوا Paul". وقفتها الممتلئة بالثقة والحزم، بتعابير متأرجحة بين الغضب والأسى، لفتت أنظار كثيرين. معظم المارة اتجهوا نحوها لاستيضاح الأمر، فأجابتهم باختصار: "رح يخصمولنا من معاشاتنا بحجة الأوضاع بالبلد". تداول ناشطون الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي وتداعوا إلى التضامن معها. شيئاً فشيئاً بدأ يزداد عدد المتجمهرين على بعد خطوات منها، في مقابل ازدياد الضغط على إدارة المقهى التي أوعزت إلى أحد المدراء التفاوض معها. وهي، سناء مازح، ابنة الـ 18 ربيعاً، طالبة في المرحلة الثانوية، أرغمها طلاق والديها على العمل لمساعدة أمها وأخواتها الثلاث في سبيل تأمين حياة كريمة.

Advertisement

سناء نموذج مُصغّر عن حال أبناء جيلها. شباب محكومون بنظام طبقي غير عادل، يتمدد ليُلقي القبض على حياتهم بمختلف مفاصلها كخيوط العنكبوت. تتكبد سناء ألوف الدولارات سنوياً ثمناً لتحصيلها العلمي، فهي طالبة في مدرسة خاصة، تُضطر لأن تدفع إلى جانب أقساطها الشهرية، ثمن الكتب والقرطاسية وباص النقل من وإلى المدرسة. خيار الانتقال إلى مدرسة حكومية غير وارد بالنسبة لها: "لا شيء في بلدنا يُشجع لحثنا الإقدام على هذه الخطوة، بل على العكس، كلّ أصدقائي التلامذة في المدارس الرسمية يصرخون بوجهي أثناء لقاءاتنا "لا تشكيلنا منبكيلك". تعرف سناء جيداً واقع بلادها. تُدرك مكامن الخلل فيه، إذ يكاد لا يمر يوم من دون أن تصطدم ككل اللبنانيين بفاجعة جديدة. كل ذلك جعلها تُدرج السفر/الهجرة إلى الخارج على سُلم أولوياتها: "أريد أن أتخرج من المدرسة بمجموع جيد وأتقدم بطلب للحصول على منحة دراسية في الخارج. لكن الثورة بدّلت كل شيء. أنا الآن أسير نحو المجهول وقد تبدلت كل الخطط في رأسي، ولكنني على يقين أنني أملك فرصة البقاء هنا، لأنني أسعى إلى بناء وطن أفضل".

 

على الجانب الأيسر من أحد المقاهي الأكثر شهرةً في الجمّيزة، تقف وحيدة. لا تنبس ببنت شفةٍ. عيناها تنطقان بالكثير عوضاً من لسانها.

 

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا

المصدر: نداء الوطن
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك