Advertisement

لبنان

إطلاق سراح "جزار الخيام".... دوامة من التناقضات بين "حزب الله" و"الوطني الحر"!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
17-03-2020 | 02:30
A-
A+
Doc-P-684517-637200315340200766.jpg
Doc-P-684517-637200315340200766.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في غمرة انشغال اللبنانيين بالأزمات المستفحلة في لبنان، والتزامهم بقرار وزارة الصحة بملازمة بيوتهم في ظل انتشار وباء "كورونا"، اصدرت المحكمة العسكرية قرارا يقضي بإطلاق سراح العميل عامر الفاخوري.
Advertisement

ووفق مصادر مطلعة، فإن جميع الموفدين الاميركيين الذين حضروا مؤخرا في زيارات رسمية حملوا قضية الفاخوري كواحدة من ابرز الملفات التي تمت مناقشتها مع الرؤساء الثلاثة وكبار المسؤولين في لبنان.

واضافت المصادر أن إحدى القوى السياسية التي لطالما لوّحت لها الادارة الاميركية بفرض العقوبات، أرادت إرضاء واشنطن بأي ثمن، وهي التي ساهمت بإطلاق سراح الفاخوري ومنح القضاء العسكري غطاء سياسيا لإصدار هذا القرار، لا سيما وان سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا، قد قامت بزيارة ضمن زياراتها البروتوكولية الى القضاء العسكري من اجل طرح مسألة توقيف الفاخوري والمطالبة بالافراج عنه، على اعتبار ان جميع القضايا المقامة ضده تُعدّ ساقطة بمرور الزمن.

وتساءلت المصادر عن الأثمان السياسية المغرية التي دفعت بأركان "العهد" للقبول بإطلاق سراح العميل الفاخوري، إذ أن موقف الرؤساء الثلاثة في مرحلة سابقة من اخلاء سبيله واعتبار أن الفكرة غير واردة على الاطلاق لا يمكن أن يتبدّل بين ليلة وضحاها من دون مقابل سياسي يغيّر في طبيعة العلاقات اللبنانية - الأميركية.

ولفتت المصادر الى أن الضغوطات التي جاهر بها بعض المسؤولين في "الكونغرس" بوقف المساعدات الاميركية للجيش اللبناني في حال عدم تسليم الفاخوري الى واشنطن، قد تكون سببا مباشرا لإخضاع السلطات اللبنانية للقبول بالشروط الأميركية من دون أن تحسب حساباً للارتدادات الشعبية السلبية التي قد تطال حكومة حسان دياب.

الشارع اللبناني في معظمه أصابته حالة من الغليان بعد تلقّيهم خبر الافراج عن الفاخوري، الا أن قرار القاضي غسان عويدات بتمييز الحكم ترك لدى البعض منهم بصيص أمل في دوامة الخيبة. فبيئة المقاومة التي استفاقت مصدومة من اعلان قرار اخلاء سبيله، راحت تتساءل عبر شبكات التواصل عن الجهة التي أمّنت الغطاء السياسي لهذا القرار، وكذلك ذوو الاسرى المحررين الذين استشاطوا غضبا من ميل كفّة العدالة التي ضربت عرض الحائط رحلة عذابات طويلة لم يلتئم جرحها "بمرور الزمن"!

بيان "حزب الله" الذي علّق من خلاله على اطلاق سراح العميل الفاخوري معتبرا انه "كان من الأشرف لرئيس المحكمة وأعضائها الاستقالة" يبدو أنه لم يشفِ الغليل، إذ أنه وفي جولة سريعة على الفضاء الالكتروني يمكنك ببساطة أن تلحظ الكمّ من العتب الذي حملته بعض التغريدات، إن لم نقُل لوما، حيث اعتبر هؤلاء أن الشعارات لم تعد تغني ولا تسمن، وأن اعادة "المقاومة" النظر في مواقفها المهادنة لـ "العهد"، بحسب ما وصف البعض، التي لم تعد تليق بتاريخها ولا بتاريخ شهدائها الذين استبسلوا في الدفاع عن الوطن بوجه اسرائيل بات واجباً ورد جميل.

علامات استفهام كثيرة غلّفت قرار القضاء العسكري، ولكن ترى كيف سيمتص الثنائي الشيعي خيبة بيئته في المرحلة المقبلة؟ وما هو موقف جمهور "التيار الوطني الحر" من اخلاء سبيل العميل الشهير بـ "جزار الخيام"؟ لا سيما وأن حليفهم الاساسي "حزب الله" لفت في بيانه الى "ثبوت كل الجرائم المنسوبة إليه وماضيه الأسود والدموي"، في حين أن احد أشرس نواب "الوطني الحر" زياد اسود رأى بعد ايام من توقيف الفاخوري في تغريدة له على موقع "تويتر" انه تبيّن بأنه "مسؤول امن لوجستي في معتقل الخيام.... ولم يقم بأعمال تعذيب!"
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك