Advertisement

لبنان

معطيات تنكشف عن حادثة موكب الحريري: لبنان نجا من فتنة خطيرة!

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
30-06-2020 | 04:00
A-
A+
Doc-P-719139-637291128784109314.jpg
Doc-P-719139-637291128784109314.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
حتى الآن، لا  يُمكن وضع "الإنفجار المفترض" الذي وقع على مسافة من موكب الرئيس سعد الحريري في البقاع، ضمنَ خانة الاستهداف أو عملية اغتيال تطال زعيم "التيار الأزرق". فمع المعلومات المتضاربة والفرضيات المتقاطعة، فإنّ ما بات واضحاً في مسار التحقيقات أنّه "لا عمل أمنياً وراء ما حصل، حتى أن الحادث قد يكون عابراً، باعتبار أنّ لا معطيات واضحة بشأنه". كذلك، فإنّ الحديث عن طائرة مُسيّرة وانطلاق صاروخ باتجاهها هو "فرضية" من بين الفرضيات التي جرى طرحها، لكن لا يُمكن البناء عليها والتسليم بها أيضاً، كما أنه لا يُمكن استبعادها. تقول المصادر أنّ "حادثاً حصل فعلاً، لكن ماهيّته لا يمكن وصفها بالأمنيّة، وقد يكون صوت الإنفجار الذي سُمع ناجما عن إحدى الكسارات أو عمليات تفجير الصخور في محيط المنطقة، وهذه فرضية وردت لدى البعض". 
Advertisement

ومع هذا، فإنّ أمر التكتّم على الموضوع لمدّة 10 أيام، أثار بعض الشكوك لناحية أن أهالي المنطقة التي قيل أنها شهدت على الإنفجار، لم يسمعوا بشيء، كما أن الناشطين هناك لم يقدّموا أي معلومة عبر مواقع التواصل الإجتماعي تفيد بحدوث شيء غريب. ومنطقياً، فإن اشكالاً فردياً بين شخصين بأي منطقة في لبنان يتحول خبراً تتناقله كافة وسائل الإعلام، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بانفجار وصاروخ، وفي منطقة تزورها شخصية بحجم الحريري؟ 

الثابت الوحيد في هذه المسألة القائمة، هو عقلانيّة الحريري في التعاطي مع الملف، إذ أنّه لم يُصعّد، لم يتّهم، ولم يعمد إلى استغلال ما حصل إعلامياً أو سياسياً. فما بدا واضحاً في بيان مكتبه الإعلامي المقتضب أنّ الموضوع حتى الآن ما زال محصوراً في إطار الفرضيّات، وأنّ هناك شيئاً ما قد حصل فعلاً، لكن لا يُمكن البناء عليه من دون البحث في ماهيّته، خصوصاً أن الموكب لم يتعرّض لأي أذى، في حين أنه حتى الآن لا وجود لأي أدلة ماديّة واضحة. 

وواقعياً، فإن المقربين من الحريري على مدى الأيام الـ10 الماضية كانوا يتابعون الملف مع فرع المعلومات، حتى أنّ الحريري نفسه لا يعيرُ اهتماماً كبيراً للموضوع، وقد ترك الملف في عهدة القوى الأمنيّة ولم يعطه أي أبعاد. تقول مصادر "لبنان24" أنّ "المعلومة جرى تسريبها إلى قناة "الحدث" قبل أيام قليلة من إعلانها، إلا أنه جرى الطلب لاحقاً عدم التحدث بها، لكن أمر السير بها إعلامياً طغى على المشهد. وهنا جرى الإفصاح عن المعلومة، وما حصل أن الإعلام تفوّق على الأمن". ومع ذلك، توضح المصادر أنّ "المراجع الأمنية المتابعة للموضوع كانت ستصل إلى استنتاجٍ مفاده أنّ ما حصل عرضيّ ولا عمل أمني، لكن أمر نشر المعلومة وضع الأجهزة الأمنية أمام ضرورة التوضيح، على رغم أنها كانت قد تأخذ خطوة عدم الكشف عنه. ولو بقي الأمر طي الكتمان، لكان انتهى من دون أي بحث".

وعلى أرض الواقع، فإنّ تعاطي الحريري مع الملف، وتيّقنه من أن ما حصل لا يستأهل الخوض فيه، يدلّ على مُهادنة واضحة، وعلى حرص على عدم الإنجرار وراء أي فتنة. كان يمكن للحريري الخارج من الحكومة والذي يعاني من التطويق والحرب السياسيّة، أن يستغل أي حادث لصالحه، على رغم أن ما حصل ساهم في شدّ العصب نحوه، أقله لدى جمهوره. لكن ما تبيّن أن التعامل مع الأمر كان حكيماً، وقد رأى الحريري أن الوضع لا يحتمل أي فتنة في الشارع، وقد استطاع في بيانه الأخير لجم الكثير من التحريض، كما أنه قطع الطريق أمام الاستغلاليين. وعملياً، فإن الخطوة الحريريّة بهذا الإتجاه كانت بعيدة عن الشعبويّة، وساهمت في تعزيز ربط النزاع مع "حزب الله"، وقد أراد رئيس "تيار المستقبل" إحباط أي فتنة من باب هذه الحادثة مع الحزب، وهذا ما برزَ بشكل كبير من خلال الجو العام المتعلق بالنواب والمسؤولين السياسيين ضمن التيّار. أما الخلفيات غير المباشرة وراء ذلك، فأساسها "تناغم" بين الحريري وقيادة "حزب الله"،إذ كشفت مصادر الأخير لـ"لبنان24" أنّ "هناك تواصلاً فعالاً بين الطرفين"، لا سيما بعد بروز مسألة بهاء الحريري مؤخراً". ووفقاً للمصادر عينها، فإنّ "موضوع الحكومة الخلافي جرى تحييده عن التواصل بين الحريري والحزب، لكن هناك حرصا على إبقاء هذا التقارب". وفي ما خصّ موضوع الإنفجار في البقاع، فقد أشارت مصادر الحزب إلى أنه "لن يكون هناك أي تعليق، إذ أن ما حصل قد لا يكون جدياً، في حين أنّ الحديث عن إطلاق صاروخ باتجاه طائرة مسيرة فوق موكب الحريري من قبل الحزب، غير واقعي".
 
المصدر: خاص "لبنان 24"
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك