Advertisement

لبنان

"حال الطوارئ" تسيطر حكومياً وصحياً... الاقفال يواجه كورونا غداّ وتأخير التشكيل

Lebanon 24
12-01-2021 | 22:51
A-
A+
Doc-P-783772-637461145924418790.jpg
Doc-P-783772-637461145924418790.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عشية الاقفال التام الصحي الذي تدخله البلاد اعتباراً من فجر غد الخميس، بدا المشهد الداخلي اللبناني، مستمراً في التخبط. فالدولة تسعى جاهدة الى فرض سلطتها على الارض في تطبيق منع التجول، فيما يبدو عجزها واضحاً في امكانية الوصول الى تأليف حكومة اختصاصيين تكون قادرة على انقاذ البلاد من الانهيار الحاصل، في وقت لا يزال البحث قائماً حول جنس الملائكة في ما يتعلق بموضوع لقاح كورونا.
Advertisement

الى الاقفال درّ
اذاً، تدخل البلاد فعلياً اعتباراً من فجر الغد الاقفال العام والشامل والصحي، وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن مراقبة الاقفال الشامل الذي تدخل إليه البلاد بدءا من الغد تعد أولوية لدى الأجهزة الأمنية واللوجستية والطبية المعنية، لافتة إلى أنه ربما تبقى إعداد إصابات كورونا مرتفعة إنما على الأقل يتم تفادي كارثة أي تفلت، فضلا عن أن ذلك سيمنح الأجهزة الطبية والتمريضية نفسا.

وأوضحت المصادر أنه في خلال فترة الأقفال ستعقد اجتماعات للجنة كورونا لمراقبة سير هذه الفترة.

وفهم من المصادر إنه في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع ساد كلام صريح بأنه في حال لم تطبق الإجراءات بشكل صارم فالسيناريوهات الأسوأ هي في الانتظار، مع العلم ان ما تم تقريره يشكل اختبارا لما تم التوافق عليه، وأن إي خرق في الأيام المقبلة يعني إعادة النظر بالقرارات التي خرجت. ودعت إلى عدم إطلاق توقعات بإنتظار التطبيق على الأرض.

الحكومة في خبر "كان"
هذا في الشأن الصحي أما في الشأن السياسي، فلم يعُد الكلام عن أزمة حكومية مفتوحة مجرد توقعات أو تكهنات. فخطوط التوتر بينَ الرئاستين الأولى والثالثة تُنذِر باستمرار البقاء في مأزق تتحلّل معه كل مظاهر الدولة والاستقرار والاقتصاد والأمن، فيما يتعاظم الخطر على الأمن الصحي مع خروج جائحة كورونا عن السيطرة.
وفيما لاذ الرئيس نبيه برّي بالصمت، بدت الأجواء المحيطة "بحزب الله" منزعجة، وتتحسر على الدرك الذي بلغه الخطاب السياسي، لا سيما على مستوى الجهات المخولة تأليف الحكومة، وأشارت أوساط لـ"اللواء" إلى أن النفق المظلم الذي دخل إليه ملف تأليف الحكومة يصعب الخروج منه، وقالت إن تحريكه وفي حال كان متوقعا في وقت سابق اضحى في غياهب النسيان اقله قبل تهدئة الأجواء في أعقاب زوبعة الفيديو المسرب لرئيس الجمهورية.

ولاحظت الأوساط ان الملف وضع في الوقت الراهن في الثلاجة لفترة، بانتظار ليس جلاء الطقس البارد القطبي، بل المسار الإقليمي - الدولي بعد عاصفة تنصيب جو بايدن المتوقعة الأربعاء المقبل.

ووصفت مصادر سياسية سيناريو تسريب الفيديو عمدا عن رئيس الجمهورية ميشال عون والذي يتهم فيه رئيس الحكومة المكلف سعدالحريري بـ"الكذب" بانه يهدف إلى تسميم العلاقة كليا بين الرئيسين وإنهاء كل محاولات تشكيل الحكومة العتيدة، بعدما فشلت كل المحاولات المستميتة السابقة لتحقيق هذا الهدف، لافتة الى ان جانبا من هذا الهدف قد تحقق ونتجت عنه زيادة التشنج والتجاذب السياسي حول عملية تشكيل الحكومة واتساع الهوة القائمة أساسا بين عون والحريري وفي النهاية تأخير ولادة الحكومة الجديدة وزيادة العراقيل والعقبات في طريقها. ونفت المصادر حدوث اي تحرك أو مساعٍ لتبريد الاجواء وتنفيس الأجواء المحتقنة بينهما.

واشارت إلى ان من يريد تشكيل الحكومة بالفعل لا يسعى الى افتعال اشتباك سياسي حاد على هذا النحو المسيء في حين اظهرت كل الوقائع عكس ما قاله رئيس الجمهورية بهذا الخصوص، ما وضع رئيس الجمهورية في مازق حرج واظهر بطلان الاتهامات الموجهة ضد الحريري. وتوقفت الاوساط مليا عند موقف تكتل لبنان القوي الذي يدعو فيه الرئيس المكلف الحريري لمعاودة الاتصال برئيس الجمهورية لتسريع عملية التشكيل، واستغربت كيف يوجه التكتل مثل هذه الدعوة ورئيس الجمهورية يتهم رئيس الحكومة المكلف بالكذب، وكيف يوفق بين هذين النقيضين، وما يمكن ان تكون عليه العلاقة بين الرئيسين مستقبلا، وتوقعت ان تأخذ الامور بعض الوقت كي يتسنى تبريد الاجواء السياسية واعادة العلاقات الى وضعية مؤاتية للانطلاق قدما بعملية التشكيل الى الامام.

على ان الأبرز، الاتصال الهاتفي، الذي اجراه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بالرئيس المكلّف سعد الحريري، وأكد خلاله رفضه المطلق للحملة التي يتعرض لها موقع الرئاسة الثالثة، واستنكاره وشجبه للإهانات الشخصية التي طالت شخص الرئيس الحريري بالرغم من بعض التباينات السياسية العرضية.

واشارت مصادر رسمية متابعة الى ان لا معلومات حتى الان عن مساعٍ جديدة لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات بين الرئيسين، مشيرة الى انه "حتى لو وجدت هذه المساعي، فالسؤال هل تستطيع ان تصل الى نتيجة ايجابية في ظل هذا التشنج والتصعيد"؟.

واوضحت المصادر "ان المشكلة كبرت، وبتنا امام حائط مسدود، ولا بد من الانتظار "كم يوم" حتى تمر ذيول هذا الخطأ التقني غير المقصود الذي جرى توزيعه عن طريق الخطأ من دون مونتاج ومن دون إخفاء صوت الرئيسين كما يجري عادة». وكررت المصادر: ان الشريط مجتزأ وهو مقطّع وبعض وسائل الاعلام حرّفت مضمونه وعكسته، والقوى السياسية تستثمره سياسياً لمصالحها. 

وقالت: الحقيقة ان الرئيس عون قال:ان الحريري يقول بأننا أعطيناه لائحة بأسماء وزراء. هذا كذب. لم نعطه لائحة بأسماء، وبالتالي لم يقل عون ان الحريري لم يسلمه لائحة بالتشكيلة الحكومية لأنه سلمه لائحة فعلاً.

ولكن على خطٍ موازٍ، ذكرت مصادر موثوق بها لـ"اللواء"، ان البطريرك بشارة الراعي لا زال يعمل على معالجة الازمة، ولم يوقف تحركه غير المعلن خشية الإلتفاف عليه وتحاشياً للمزايدات، وهو قام خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، باتصالات في الداخل مع المعنيين بتشكيل الحكومة ليعودوا الى رشدهم، ومع دول الخارج المعنية بمساعدة لبنان من اجل الضغط على القوى السياسية لمعالجة الازمة.

إلا ان المصادر اشارت الى ان اجواء التصعيد ما زالت مخيمة على الوضع الحكومي، ولا بد من انتظار تراجع موجة التصعيد لتعود الامور الى مسارها الطبيعي بما يسمح بإستئناف التواصل بين المعنيين بالتشكيل ومساعي الحل. 

في هذه الاثناء، دخلت القوات اللبنانية امس، على خط الفيديو المسرّب وغمزت من قناة الرئيس عون وسجلت «تمريكة» على الرئيس الحريري من باب انه لم يسمع النصيحة بالاعتذار عن التكليف. فقد اصدرت الدائرة الإعلامية في حزب القوات بيانا، رأت فيه "ان التسريب حصل عن سابق تصور وتصميم في رسالة مباشرة ومن دون لفّ ودوران وبالعربي المشبرح: اعتذر عن التكليف دولة الرئيس، لا نريد التعاون معك، ليش ما عم تفهم علينا".
في غضون ذلك، أكدت الأوساط القريبة من بيت الوسط لـ"النهار" ان لدى تيار "المستقبل" اقتناعا بأنّ معضلة التعطيل باتت واضحة ويقف خلفها رئيس "التيار الوطني الحرّ" الذي يريد العودة شخصيّاً الى المشهد الحكومي ونسف معايير حكومة المهمّة المبنيّة على قواعد الاختصاص وفرض معايير الحكومة السياسيّة، واضعاً توقيع رئيس الجمهورية في جيبه. ويبدو واضحاً لـ"المستقبل" أنّ باسيل يأخذ موقع الرئاسة الأولى رهينة ويحتكر المفتاح الحكوميّ ويريد الانتقام من الشعب اللبناني بعد الخسائر السياسية المتوالية التي لحقت به، وهو يعمل عن قصد على استدراج اشتباكات سياسية مع غالبية القوى والاحزاب، بما فيها "القوات اللبنانية" وتيار "المرده" والتقدمي الاشتراكي وحركة "أمل" إضافةً الى "بيت الوسط".
 
وتتحدّث أجواء "المستقبل " عن تعامل الرئيس المكلّف مع الموضوع الحكومي وأداء واجبه في تقديم تصوّر واضح من 18 وزيراً الى رئيس الجمهورية، فيما لم يأتِ جواب من الأخير حتى الآن؛ مع إشارتها الى حال من انكار يعيشها العهد الذي ينحو باتجاه ممارسات لا تحترم الدستور وآلياته وتغفل تأثيرات جائحة "الكورونا" التي فتكت بالشعب اللبناني بكامل أطيافه ومناطقه. ولا أفق سيفتح في ظلّ هذا المشهد سوى باب "جهنّم"، فيما يترجم الحلّ الذي يؤكّده "المستقبل" في الدخول من باب العودة الى الدستور واحترامه.
في المقابل، أكدت مصادر رفيعة المستوى في "تيار المستقبل" لـ"نداء الوطن" أن "الحريري ليس في وارد الاعتذار، ولا التراجع عن صيغة حكومية مصغّرة من اختصاصيين غير حزبيين، خالية من الثلث المعطل"، كاشفة عن ان "طائرة الحريري لن تتوقف عند الزيارات الأخيرة التي قام بها سواء إلى الامارات او تركيا، بل ستتحرّك قريباً لاستكمال جولة خارجية، مهمتها استعادة الثقة التي فقدها لبنان جرّاء سياسات العهد وحلفائه، خصوصاً مع الدول العربية"، ومحملة مسؤولية التعطيل بشكل مباشر إلى ثلاثة: "ميشال عون وجبران باسيل وحزب الله".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك