Advertisement

لبنان

الحلبي: لورشة مكثّفة تنقلنا من التراجع إلى الريادة

Lebanon 24
02-11-2021 | 12:53
A-
A+
Doc-P-881910-637714797995965197.jpg
Doc-P-881910-637714797995965197.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عقد وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي سلسلة اجتماعات عمل  في زيارته الأولى للمركز التربوي للبحوث والإنماء في الدكوانه، استهلها بلقاء مع رئيس المركز التربوي جورج نهرا، في حضور رؤساء المكاتب والوحدات والدوائر والهيئة الأكاديمية التي تضم رؤساء أقسام المواد ومديري دور المعلمين والمعلمات ومراكز الموارد والمستشارين وعائلة المركز التربوي من تربويين وإداريين وفنيين. 
Advertisement
 
وحيا الحلبي "هذه المؤسسة التربوية العريقة، التي كان تأسيسها في عام 1971 خطوة سباقة في عصرها، إذ أن المؤسسات التي تعنى بالتخطيط ووضع المناهج التربوية وتأليف الكتب المدرسية وإنتاجها وإجراء البحوث التربوية والدراسات والإحصاءات، ومراقبة تطبيق المناهج، إلى جانب إعداد المعلمين وتدريبهم، أرادها المشترع لكي تكون الجهة المخططة هي غير الجهة المنفذة، وذلك قناعة لبلوغ الأداء الأفضل للقطاع التربوي".
 
وقال: "إن زيارتي اليوم للمركز التربوي ليست بروتوكولية، بل هي زيارة عمل تركز بالدرجة الأولى على تزخيم إطلاق ورشة تجديد المناهج التربوية بصورة فعلية، استنادا إلى روزنامة محددة نلتزمها، وتشكيل فرق الإختصاصيين بالتعاون بين الوزارة والمركز التربوي والمؤسسات التربوية الخاصة وكليات التربية في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة المعنية، وبدعم وتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي والمؤسسات الفرنسية والبريطانية، وأي جهة تتمتع بالخبرة في هذا المجال مع تأكيد أن هذا العمل يقوده اللبنانيون الأعرف بحاجاتهم وتطلعاتهم ولا تعوزهم الخبرات لتحقيق هذه الغاية". 
 
أضاف: "إن هذه الورشة تتطلب تعزيز المركز بالموارد البشرية المؤهلة والمتميزة للقيام بهذا العمل الكبير على الصعيد الوطني والعربي، وربما الدولي. إن الدول العربية قامت بجهود كبيرة في ميدان التطوير التربوي، وكذلك دول في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية وغيرها، وحققت نهوضا اقتصاديا انعكس إيجابا على حياة مواطنيها. لذا، نحن مدعوون، بعد تأخر طال أمده، إلى الإنطلاق في ورشة مكثفة تنقلنا من التراجع إلى الريادة، وتعيدنا إلى الموقع المتقدم الذي تستحقه أجيالنا الصاعدة". 
 
وتابع: "لقد التقيت العديد من المؤسسات التربوية الخاصة والجامعية. كما التقيت العديد من السفراء الأجانب، ولمست من جانبهم الاستعداد للتعاون والمشاركة في هذه الورشة الكبرى، التي تتضمن أيضا توجهات نحو التقييم المدرسي والإمتحانات الرسمية ومصير الشهادات، وذلك في إطار نقاش وطني على أعلى المستويات. وهذه الورشة تشمل إعداد المعلمين بحسب مقتضيات المناهج الجديدة التي تنقلنا نحو التعليم التفاعلي الرقمي واستخدام الإمكانات التي تتيحها التكنولوجيا والتدفق المعرفي عبر المنصات المفتوحة والمتجددة، وذلك لإعداد متعلمين مواطنين منتجين وقادرين على قيادة المستقبل بأفضل السبل". 
 
وأردف: "إن المناهج الراهنة لم تأخذ فرصتها كاملة في التطبيق ضمن المدارس الرسمية، وبقيت مواد مثل التكنولوجيا غير مطبقة فيما يسعى بعض النواب إلى إدخال التوجيه المهني إلى المناهج التربوية. وبالتالي، يجب أن نعيد الدور إلى هذه المواد التي شهدت إهمالا، لأنها ربما تشكل سبيلا لفرص العمل التي تحتاج إليها السوق، على غرار المواد الإجرائية من الفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والرياضة وغيرها". 
 
وأشار إلى أن "لبنان المتنوع يحتاج أيضا إلى أن تكون مادة الحوار مدخلا لتعويد اللبنانيين على إتقان سماع الرأي الآخر واحترام الإختلاف وسلوك تجميع المشتركات للبناء عليها وتحديد نقاط الخلاف للتحاور حولها. كما أن البيئة والحفاظ عليها تقضي بأن يعامل اللبناني أرضه وخيراتها برفق وأن يحفظ مواردها وأن يعتني بخيراتها لكي نورث أبناءنا أرضاً معطاءة وشجرة وارفة ومناخا معتدلا"، وقال: "إنكم تشكلون فريق عمل متماسكا ومنتجا، رغم الحاجة إلى تعزيز الأقسام والمكاتب بالموارد البشرية، وإنني على استعداد لدرس اقتراحات رئيس المركز بتأمين الأشخاص الذين يتمتعون بالأهلية للقيام بالعمل المنتظر، فثابروا على إنتاجيتكم لأنكم تشكلون نواة الورشة ومحركها. كما أعرف الأوضاع  القانونية والإدارية والمالية التي تستدعي المعالجة لإنصاف العاملين الذين لم تعد تعويضاتهم تكفيهم لأيام قليلة، وسيكون هذا الأمر موضع متابعتي وعنايتي أيضا". 
 
أضاف: "اليوم هو للتعرف إلى الخطط والمشاريع المؤهلة للورشة ومناقشة الحاجات لتسريع الخطى وتوفير مقومات الحضور والإنتاج. إنني أعول على عملكم في أن تنحو مناهجنا لإعلاء مفهوم الدولة ومؤسساتها وبناء المواطنة على قاعدة المواساة مع احترام الإنتماءات والخصوصيات، فالتربية ليست بالتلقين، بل بالتحفيز على التحليل والتفكير". 
 
وإذ اعتبر أن "المركز التربوي هو ورشة إعداد الإنسان والمواطن"، قال: "لا تدعوا الخلافات تحل بينكم فيذهب رعيكم هباء". 
 
ثم بدأت اجتماعات العمل مع رؤساء المكاتب والأقسام والباحثين وتناولت عروضا للوضع القائم والدراسات التقييمية والمهام الإدارية والتربوية وبرنامج التعافي الذي تم إنجازه في وقت قياسي. 
 
ثم كان عرض لروزنامة تطوير المناهج وتدريب الأساتذة ومهام الهيئة الأكاديمية وكل أقسام المواد، وبرنامج الإعداد والتدريب اثناء الخدمة ومقررات التدريب، وخطط التعليم المدمج والإلكتروني، ثم نظام الجودة في مراحل التعليم ما قبل الجامعي. 
 
وبعد ذلك، تم عرض برنامج البحوث التربوية والدراسات التي يقوم بها قبل تطوير المناهج، ثم ترفع التوصيات لصانعي القرار التربوي. 
 
وكذلك، تم عرض لإعداد برامج المواد الدراسية ودراسة حاجات المجتمع التربوي وحاجة سوق العمل إلى مهارات، وكيفية إعداد المتعلم لسوق عمل متغير ومتطور. 
 
وعرض الإختصاصيون أيضا أهمية التوجيه المهني منذ الصغر والمستجدات الحديثة في المناهج من منظور عالمي، وكذلك توجهات المنهج التربوي المطور وتضمين المناهج كل ما يتعلق بالعناية بذوي الحاجات الخاصة. 
 
وأشار المجتمعون كذلك إلى ملامح المتعلم الذي تستهدف المناهج إعداده، واسس المنهج وعناصره ونموذج بناء المنهج وآليات التنفيذ، وصولا إلى الكتاب المدرسي والوسائل التعليمية. كما تم عرض الهيكلية وأيام التعليم. 
 
وعرض المتخصصون أيضا كيفية مواكبة المناهج الجديدة للتحول الرقمي ومضامين المنصة اللبنانية الوطنية للتعليم ومنصة كلاسيرا، إضافة إلى عرض مالي وتمويلي. 
 
وكان الوزير يناقش كل المفاصل التربوية والإدارية والفلسفة التي يبنى عليها منهج كل المواد والتزام المواعيد المحددة لكل مرحلة، وموضوع المواطنة والتربية الوطنية والتنشئة ولغة الصياغة والمقاربات والتهيئة البحثية والدراسات التي سبقت وضع أصول التطوير والتحديث. 
 
وعبر في نهاية الإجتماعات التي دامت نحو خمس ساعات عن ارتياحه لما تم إعداده، مشيدا ب"جو التعاون بين أفراد فريق العمل، وبالتعاون مع العديد من الباحثين من الجامعات وكليات التربية، الذين أعدوا دراسات بحثية حول مختلف المحاور وعرضوا موجزات عنها في الإجتماع". 
 
وأكد "أهمية تغليب مصلحة التلميذ ومصلحة البلد على اي مصلحة أخرى"، مشددا على "أهمية عزل التربية عن السياسة السائدة ليبقى هذا الملف البالغ الأهمية بمنأى عن الضغوط القائمة". 
 
وقال للمشاركين: "لقد سمعت اليوم ما يفرحني ويعطيني الأمل بأن المركز التربوي هو احد مؤسسات الدولة التي لا تزال تعمل بكل إنتاجية، رغم كل الحاجات والصعوبات، وإنني اقدر عاليا هذا العمل، فالبلد يحتاج إلى إجراءات وإنجازات محسومة يشعر بها الناس، فثابروا على الإنجاز ولا تدعوا الإحباط يتسلل إلى نفوسكم  ونحن بجانبكم في كل المحطات المقبلة". 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك