وسط ارتفاع أسعار المحروقات، أصبحت تكلفة "اشتراك المولّد" الباهظة الشغل الشاغل للكثير من اللبنانيين وسط عدم الحصول على ساعات كافية من التيار الكهربائي.
وخلال الفترة الأخيرة، طلبت وزارة الاقتصاد من أصحاب المولدات، تركيب عدّدات للمواطنين، والالتزام بتسعيرة الكيلو وات الواحد التي تصدر شهرياً.
وفي الواقع، فإنّ فكرة تركيب العدادات لاشتراك المولدات ليست جديدة وهي مُطبّقة منذ 6 سنوات في بلدة برجا - الشوف، إذ ألزمت البلدية السابقة في العام 2015، جميع أصحاب المولدات على تركيب العدادات لكافة المواطنين مع توحيد التسعيرة التي لم تتعدّ الـ400 ليرة للكيلو وات الواحد في ذلك الحين.
وفي اتصال مع "لبنان24"، يقول رئيس بلدية برجا السابق نشأت حمية الذي استطاع تطبيق فكرة العدادات بالتعاون مع أصحاب المولدات عام 2015 إن "تلك الفكرة فعالة جداً وقد أفادت المواطنين في البلدة، إذ توجه الكثير منهم إلى الاشتراك بالمولد وباتت قيمة الفواتير زهيدة".
وأضاف: "قبل تركيب العدادات، كان المواطن يدفع مبلغاً مقطوعاً يصل إلى 100 ألف ليرة شهرياً. في بعض الأحيان، كان المولد يتعطل لأيام عديدة ولا يحصل المواطن على التغذية بسبب ذلك ولكنه يجد نفسه مضطراً لدفع مبلغ المقطوعة. كانت هناك صرخة من الناس لأنهم يدفعون المال ولا يحصلون على الخدمة بانتظام وبالشكل المطلوب. عندها، بادرنا لايجاد حلّ، وبعد مداولات واجتماعات كثيرة توصلنا إلى صيغة تقضي بتركيب عدادات في المنازل لكل المشتركين باعتبار أن تركيب عداد على المولد فقط لاحتساب ساعات الدوران فيه ظلم وإجحاف للناس".
وأردف: "مع تركيب العدادات، انخفضت الفواتير إلى النصف، أي أن المواطن بات لا يدفع 100 ألف ليرة، بل راح يدفع بحسب صرفه واستهلاكه، وتبين أن التكلفة لم تكن تصل إلى مستوى تسعيرة المقطوعة. بعد تطبيق فكرة العدادات، كانت هناك فواتير تأتي بقيمة 25 و 30 ألف ليرة، وهو الأمر الذي أراح الناس كثيراً وأصحاب المولدات والبلدية أيضاً، علماً أن سعر الكيلوواط كان حينها 400 ليرة لبنانية".
وأكّد حمية أن "الرقابة استمرت بعد تركيب العدادات من خلال وسائل عديدة، في حين أنه تم اتخاذ اجراءات إضافية مثل إلزام أصحاب المولدات على تغذية المنازل 24/24 وإنارة الشوارع".