Advertisement

لبنان

لا حلول ممكنة إلاّ بالعودة إلى الحضن الحكومي

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
21-11-2021 | 02:00
A-
A+
Doc-P-888512-637730811398133045.jpg
Doc-P-888512-637730811398133045.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

المشاكل الكثيرة التي يعاني منها كل مواطن، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، لا تُحّل بالمعاندة والمكاسرة والمكابرة، بل بالحوار الهادىء والعقلاني وداخل المؤسسات.

إنتظر اللبنانيون ما يقارب السنة حتى أصبح عندهم حكومة. ولم تكد "فرحتهم تصل إلى قرعتهم" حتى إنفجرت هذه الحكومة من الداخل، مع العلم أنه عندما سميت "معًا للإنقاذ" كان الهدف أن توضع الخلافات السياسية جانبًا، لأنها كثيرة.

كان الرئيس ميقاتي يعلم، ومنذ اليوم الأول الذي قَبِل فيه التحدّي والمواجهة، أن تحت كل مشكلة توجد ألغام سياسية موقوتة. وكان يعرف جيدًّا أن ثمة أطرافًا سياسية تريد أن تستخدم الحكومة كـ"حصان طروادة" لتحقيق بعض الغايات والمصالح الشخصية والآنية. وهذا قد ينطبق على الجميع من دون تحديد جهة معينة، وإن كان "الثنائي الشيعي" هو المسؤول الأول والأخير عن التعطيل الأخير لعمل الحكومة للأسباب المعروفة، وهو لا يزال يصرّ على مطلبه قبل أن يفكّ عن "أسر" العمل الحكومي.

الأمور بالنسبة إلى كل من رئيسي الجمهورية والحكومة واضحة. وكذلك الحلّ. فهما يجزمان بأن لكل مشكلة أو أزمة حلاّ ما في مكان ما. فبالحوار وحده يمكن التوصّل إلى ما يُسمّى بتدوير الزوايا وإلى التسويات، من دون التنازل بالطبع عن الأساسيات والجوهر. فالزمن ليس زمن الزوايا المسنّنة والنافرة

بالسياسة والتفاهم يمكن التوصل إلى ما يرضي الجميع. ولكن بالمعاندة ورفع السقوف تبقى الأمور تراوح مكانها، إن لم نقل تتراجع. فكل مراوحة في هذه الأيام الصعبة تعني بالتأكيد تراجعًا على كل الصعد، خصوصًا أن المواطن، الذي إنتظر بفارغ الصبر تشكيل الحكومة، لم يعد يستطيع أن يتحمّل أكثر.

المكان الطبيعي والوحيد لحّل المشاكل وطرح الهواجس هو مجلس الوزراء، وداخل الجدران الأربعة. أما خارج هذه "الأسوار" فكل ديك صيّاح. وما أكثر الديكة التي تصيح فيما العين على بيض الدجاج.

هذه السياسة في إدارة الأزمة الحكومية، والتي يعتبرها البعض حكيمة في هذه الظروف الدقيقة والمصيرية، لا تعجب بعض الذين لا يرون سوى القشّة في عيون الآخرين، ولا يريدون أن يروا إلاّ السواد. فحتى الصيام في رجب لا يعجبهم. يريدون أخذ البلد إلى حيث أخذوه منذ سنوات طويلة، وإلى حيث أوصلوه. يريدون قتل النواطير فيما العنب لا يزال حصرمًا، و"إن رأوه في حلب".

منذ اللحظة الأولى لإفتعال الأزمة الحكومية، ومن بعدها حادثة الطيونة، ومن بعد بعدهما أزمة العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، لم نسمع من هؤلاء النافخين في أبواق السلبية و"لعنة الظلام" سوى نغمة واحدة لا غير، وهي مطالبة الرئيس ميقاتي بالإستقالة

لنسلّم جدلًا بهذا المنطق ونفترض أن الرئيس ميقاتي قدّم إستقالته فماذا نكون قد حققّنا؟ وماذا يمكن أن تؤول إليه الأمور؟ فالكلام "الطائش" الذي يُقال هنا وهناك، ومفاده "علي وعلى أعدائي"، ليس فيه الحدّ الأدنى من المسؤولية، وليس فيه شيء مما يُعرف بـ"بعد النظر" و"الرؤية الثاقبة" و"القرار الحكيم". 

وبعد، ماذا ستكون عليه النتيجة؟ 

على الأقل، بعدم إستقالة الرئيس ميقاتي لا تزال هناك إمكانية للحل والتفاهم، وهذا ما ستثبته الأيام الطالعة عندما تطلع الشمس، التي لا بدّ من أن يراها كل ما أنعم عليه الله بنعمة البصر والبصيرة. فالذين ينظرون كثر. أمّا الذين يرون فقليلون.

Advertisement
المصدر: لبنان 24
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك