هي محطات إنتخابية نقابية نحتاج لتعدادها الى أصابع اليدين الإثنتين، عَبَرتْ على التوالي، من خلال فسحات زمنية قصيرة، وعلى مدى أشهر العام الجاري الذي بقي لنا في عهدته شهر واحد سيشهد أول يوم فيه آخر استحقاق نقابي مع فتح صناديق نقابة محرّري الصحافة اللبنانية لاختيار إثني عشر عضواً يشكلون معاً مجلس النقابة.
انتخابات نقابات المهن الحرّة جرت في مواعيدها المحدّدة شهراً بعد آخر، مرةً بسلالة ورقي وأخرى ببلطجة وتكسير، لكن في كل المرات تحت مصطلح مطاط هو " الإنتفاضة".
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، لا بدّ من " نبش صفحات المعاجم" لتحديد ماهية كلمة إنتفاضة المشتقّة من كلمة "نَفضَ" أي قام بحركة فيها سرعة وقوة واضطراب وتشنج، ولها أيضاً مرادفات كثيرة منها ما هو غير مألوف لغوياً، مثل كلمة رِعدة أو بُرداء أو عُرواء على سبيل المثال لا الحصر.
شهر أيار شهد إنتخابات نقابة الأطباء في لبنان، تلاه حزيران الذي سُجلت فيه إنتخابات نقابة المهندسين في بيروت والشمال ونقابة الممرضات والممرضين، أما الثقل الإنتخابي فحَمَله منفرداً شهر تشرين الثاني مع إجراء انتخابات نقابة المحامين في بيروت والشمال، ونقابة الصيادلة ومجلس نقابة خبراء المحاسبة المجازين ونقابة الطوبوغرافيين المجازين ومجلس الكتّاب العدل، وإنتخابات نقابة أطباء الأسنان التي أُرجئت بعد عراك وتكسير، وكذلك نقابة المعالجين الفيزيائيين التي تمّ ترحيلها الى السنة المقبلة لدواعٍ "لوجستية وصحية" كما ورد في بيان التأجيل، من دون أن ننسى الإشارة الى إرجاء انتخاب المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين بإيعاز من وزير فاعل على ما يُقال "والله أعلم".
بعد هذا السرد المفصّل، لا بد من الإشارة الى أنه وبعد التجارب الإنتخابية بكل أوجهها، يمكن القول أنه لا يجب الإعتداد بما يفرزه المشهد الإنتخابي النقابي في محطاته المتتالية، وإن كان من الثابت أن "الرأي العام بدو التغيير"، وأن الصراع بين التقليد والتجديد على أشدّه الى أن يقضي الله أمر انتخابات نيابية كان مقرّراً "اذا مش بآذار ...بأيار".