Advertisement

لبنان

تسعيرة المولد الكهربائي تظلم صاحبه والمواطن!

Lebanon 24
07-12-2021 | 23:07
A-
A+
Doc-P-894653-637745411235278429.jpg
Doc-P-894653-637745411235278429.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت زيزي إسطفان في نداء الوطن:
 
قصة المولدات في لبنان مثل حكاية إبريق الزيت، فبين انخفاض ساعات التغذية بالتيار الكهربائي وارتفاع سعر المازوت وتسعيرة الدولار يدور أصحاب المولدات ومعهم المواطنون ويغرق البلد في العتمة... على من يقع اللوم؟ على من يتّهمهم الناس بالجشع والتسعير الاعتباطي؟ أم على وزارة الطاقة التي "تقطّر" الكهرباء وتفرض على أصحاب المولدات تسعيرة أقرب الى الوهم منها الى الواقع؟ أم على وزارة الاقتصاد العاجزة عن مراقبة تعرفة المولدات؟ أم الحق على المواطن وحده الذي ولد في هذا الوطن البائس؟
Advertisement

عبدو سعادة رئيس تجمع أصحاب المولدات يحاول شرح الواقع كما هو بدون التلطي في خيال اصبعه. فالطابة ليست في مرمى أصحاب المولدات بل عند وزارة الطاقة التي تضع التسعيرة. ويؤكد ان معظم اصحاب المولدات يلتزمون بالتسعيرة ولو على حساب أرباحهم وأن 75 % من الاشتراكات تخضع اليوم لنظام العدادات فيما الـ 25% الباقية هي التي رفض مشتركوها او أصحاب المولدات تركيب عدادات لها لأسباب مختلفة. التسعيرة التي تصدرها وزارة الطاقة يؤكد سعادة مجحفة بحق أصحاب المولدات والمشتركين على حد سواء فهي حالياً 6500 ليرة لكل كيلوواط على السواحل و 7152 ليرة في المناطق العالية والقرى. من هنا باتت كلفة الاشتراك على المواطن مرتفعة جداً أما على صاحب المولد فهي لا تراعي سعر صرف الدولار وارتفاعه المستمر ولا سعر المازوت الذي تحتسبه وزارة الطاقة بسعر وسطي هو 314000 للصفيحة فيما هو في السوق أعلى من ذلك بكثير. وعدم مراعاة هذين الأمرين يجعل أصحاب المولدات بالكاد قادرين على شراء المازوت لتشغيل مولداتهم وتحصيل كلفة التشغيل ومصاريف الصيانة من دون احتساب اية أرباح.

ويصر سعادة أنه إذا لبت وزارة الطاقة مطالبهم بدعم المازوت وتثبيت سعر صرف الدولار فإن كلفة المولد قد تتناقص الى النصف وكذلك إذا ازدادت ساعات التغذية بالتيار الكهربائي يمكن ان تنخفض الفاتورة أيضاً وبذلك نوفر على المواطنين حملاً ثقيلاً..

" نحن مستعدون للوقوف الى جانب كل بيت ولن ندع أحداً يعيش في العتمة ومستعدون ان نعطي من يشاء أمبير او اثنين او ثلاث ولا نريد أرباحاً فنحن لسنا "زعران" بل ان التسعيرة ظالمة بحقنا وقاتلة بالنسبة للمواطنين".


لكن حسن النية هذه يقابلها تشكيك من قبل المواطنين ولا سيما الذين يتعرضون لتسلّط بعض أصحاب المولدات، لكن سعادة يبرر الفوضى الحاصلة بقوله ان البعض ممن لم يركبوا العدادات لمشتركيهم يحسبون الكلفة حسب ساعات التغذية التي يؤمنونها فهم يتولون حساباتهم بأنفسهم حتى لا يخسروا. صحيح ان الالتزام بالتسعيرة ليس 100% لكن لا يمكن تحميل أصحاب المولدات سبب ارتفاع كلفة الاشتراك. هذا ظلم بحقهم لأن من يخسر لن يلتزم حكماً بتسعيرة الدولة فإما أن يعطي الكهرباء وفق حساباته او من الأفضل له ان يطفئ مولده. "لسنا كلنا ملائكة" يقول سعادة ولا كلنا شياطين، اعطونا حقنا وكلنا مستعدون للالتزام. لا نريد قرشاً حراماً ونحن ضد ظلم الناس".


معاناة الجبال مع التيار

في الجبال المعاناة مع التيار الكهربائي والمولدات تتخذ بعداً آخر، هنا البيوت متباعدة والمسافات الضرورية للإمدادات أطول ما يجعل سعر الكيلوواط أعلى ويرفع تكلفة الاشتراك. لكن وجود الاشتراك ضرورة في كل بيت جبلي وفق ما يخبرنا وسيم مهنا مختار بلدة كفرذبيان. هنا لا يعتمد السكان على الكهرباء للتدفئة لكن وجود الكهرباء ضروري لأسباب كثيرة تختلف عما هي عليه في المدن. فأهل القرية يحتاجون وجود تيار كهربائي متواصل للحفاظ على الثلاجات او اجهزة التبريد والفريزر التي يحفظون فيها مؤونة الشتاء التي تجنبهم الخروج أثناء العواصف. وهم بحاجة للإنارة حتى في وضح النهار مع وجود الضباب والغيم في أيام الشتاء، والطاقة الشمسية التي يعول عليها في المدن كبديل عن الكهرباء ليست فعالة في أيام الشتاء في القرى الجبلية لندرة وجود الشمس، هذا إضافة الى ضرورة وجود الانترنت لتأمين التعلم والعمل عن بعد في زمن الكورونا والعواصف الثلجية، من هنا يؤكد المختار ان حاجة كل بيت للمولد تجعل تكلفة الاشتراك لا تقل عن ثلاثة ملايين ليرة شهرياً للبيت العادي وترتفع مع ارتفاع الحاجة الى الكهرباء هذا في ظل تقنين حاد جداً للكهرباء بحيث تصل ساعة نهاراً وأخرى ليلاً. ويقول المختار رغم وجود شركة الكهرباء في كسروان وما يستتبع ذلك من ارتفاع في التلوث والإصابات بالسرطان إلا أن المنطقة تعاني من تقنين حاد يجبرها على الاتكال بشكل كبير على المولدات، وذلك ليس لإضاءة البيوت فحسب بل لأضاءة الطرقات والمستديرات التي تتحول الى خطر داهم مع وجود الضباب المترافق مع عدم الإضاءة.

نسأل المختار كيف يتدبر السكان أمرهم وهل كلهم قادرون على الالتزام بتكلفة المولد فيقول ان المنطقة لم تشهد بعد تراجع حجم الاشتراك الى أقل من خمسة أمبيرات لكن ثمة اشخاص كثر عادوا الى وسائل الطاقة البديلة مثل البطاريات و الـAPS والمولدات القديمة لتشغيل أقله أجهزة التلفزيون وبضع لمبات أما البرادات فلم يعد فيها ما يخافون عليه بعد أن صارت تحتوي على القليل القليل مما لا يفسده غياب الكهرباء.


تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك