حاول الرئيس فؤاد السنيورة خلال السنوات الماضية عدم الخروج من عباءة آل الحريري، بقي وبالرغم الخلاف العميق مع الرئيس سعد الحريري مساندا له في العلن ولم يأخذ طريقا نحو شق تيار المستقبل والبدء بحركة سياسية جديدة.
في الاشهر الاخيرة وبالرغم من التوجه العام للرئيس الحريري بالانسحاب من الحياة السياسية بقي السنيورة يحاول التنسيق معه واقناعه بتوجهات مغايرة لكن الحريري قرر في نهاية المطاف الابتعاد عن المشهد ما دفع السنيورة الى التفكير مليا قبل اخذ قرار خوض الحياة السياسية من جديد.
لا يرغب الرئيس سعد الحريري بكل الحراك السياسي للسنيورة، يقول البعض ان معظم تعاميم تيار المستقبل التي اعلن عنها بعد تعليق العمل السياسي والمرتبطة بمنع اي حزبي بالترشح للانتخابات تعود الى اصرار الحريري على قطع الطريق على السنيورة ومنعه من ملء الفراغ السياسي على الساحة السنية.
لكن السنيورة يعمل بشكل جدي على تحقيق امرين ، الاول هو التماهي مع موقف المملكة العربية السعودية من خلال تصعيد خطابه السياسي ضد خصومها ومن خلال التحالف العلني مع القوات اللبنانية في اكثر من ساحة انتخابية مشتركة، اما الامر الثاني فهو تشكيل لوائح انتخابية في مختلف الدوائر السنية.
يريد الرئيس السنيورة وضع حجر الاساس لحركته السياسية التي لم يعلن عنها بعد، فهو يعمل بشكل شبه ثابت على ترشيح شخصيات في بيروت وزحلة وصيدا وطرابلس، ما يوحي انه يريد تحقيق خرق في كل هذه الدوائر وتشكيل كتلة سنية في المجلس النيابي المقبل.
الاهم في حراك الرئيس السنيورة انه جاء، وللصدف، متزامنا مع الغياب التدريجي لبهاء الحريري عن الساحة السياسية، اذ تبدو المنافسة على جمهور تيار المستقبل باتت منحصرة اليوم بين السنيورة ونواب تيار المستقبل الذين سيترشحون للانتخابات.
يرى البعض في حراك الرئيس السنيورة بداية حركة سياسية ستتعاظم بعد الانتخابات النيابية المقبلة لكن اخرين يعتبرون ان عودة الحريري الى الحياة السياسية ستؤدي تلقائيا الى تراجع السنيورة اذ ان التجارب اكدت ان الرجل ليس في وارد الدخول في مشاحنات وصدامات سياسية مع آل الحريري..