Advertisement

لبنان

تعدّدت الأسباب.. والسقوط واحد

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
30-05-2022 | 02:00
A-
A+
Doc-P-957315-637894945003653749.jpg
Doc-P-957315-637894945003653749.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد مرور نحو أسبوعين على نتائج الإنتخابات النيابية، وبعدما إستفاق الذين لحقت بهم هزيمة مدّوية من الصدمة، يعود الجميع إلى إعادة قراءة ما جرى، في محاولة لتقييم الأسباب ومعها النتائج، في ضوء ما تجمّع لديهم من معطيات حسّية، مع ما يتطّلب ذلك من جرأة في إجراء "جردة حسابية" موضوعية. 
Advertisement
 
 ومن بين الذين يعترفون بأنهم لم يحقّقوا النتائج المرجّوة من هذه الإنتخابات هم "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر" وحلفاء "حزب الله".  
بالنسبة إلى "الثنائي" فإنه يمكن تحديد أسباب التراجع التي حالت دون تحقيق النتائج المرجّوة على الشكل التالي: 
- أداء الحلفاء وتقاعسهم عن خوض معركتهم، فكانت النتيجة أنهم خسروا مقاعدهم النيابية من أمثال أسعد حردان وطلال إرسلان وغيرهما. وهناك من نجح بفارق ضئيل من الأصوات وجاء نجاحه صدفة. 
- وجود ترشيحات كان يمكن تلافيها، مثل ترشيح مروان خير الدين في حاصبيا مع أن نجاحه كان مشكوكًا فيه كونه مصرفيًا، وكذلك  ترشيح إبراهيم عازار الذي كانت كل إستطلاعات الرأي تنبىء بخسارته،  فضلًا عن خلافات الحزب القومي وضعف مرشحيه في أكثر من دائرة.  
- الخلافات بين الحلفاء، وعلى وجه الخصوص القطيعة بين بري وباسيل التي انعكست إنعدام ثقة وصراعًا خفيًا بين مناصري الطرفين انتخابيًا. فإذا كانت ضربة انتخابات 2009 تجسدت في خسارة زحلة، فإن نكبة انتخابات 2022 تمثّلت في خسارة جزين التي كان لها سببان: خلاف "أمل" و"التيار" وخلافات "التيار الوطني الحر" الداخلية.  
- تصويت المغتربين الذي لعب دورًا تغييرًا في أكثر من دائرة، وهذا ما أدركه "حزب الله" منذ البداية حيث إعتبر أن نسبة التصويت للمغتربين ستحدث فرقًا في بيروت الأولى وجزين وزغرتا وغيرها من الدوائر.  
- قانون الإنتخاب نفسه الذي بفضله استطاعت قوى المجتمع المدني أن تنفذ على حساب غياب تيار "المستقبل"، وتعّزز حضورها، وتحقق فوز نواب بأصوات لا تزيد على مئة، بينما يخسر مرشح جمع ما يزيد على 10 آلآف صوت.  
- بث أجواء توحي بأن معركة الثامن من آذار محسومة له، وهو ما جعل خصومه يستعدون جيدا لمعركتهم ويحشدون ويتوّحدون لخوض المعركة في دوائر كثيرة، وهذا خطأ أساسي لأنه جاء بمنزلة إستفزاز دفع ثمنه في الصناديق.  
مصادر الأمير طلال إرسلان تحدد أسباب خسارته في الإنتخابات بالتالي:  
- تراجع نسبة التصويت المسيحي للائحة التي كانت تجمع إرسلان مع "التيار الوطني الحر"، وذلك نتيجة الإنخفاض الذي طرأ على شعبية التيار في الشوف - عاليه من 25 ألف صوت في انتخابات 2018 الى 15 ألف صوت عام 2022.  
- الإرتفاع الكبير في اقتراع المغتربين الذين أدلوا بنحو 17 ألف صوت في دائرة الشوف - عاليه، علما أن المجتمع المدني كان الأقوى حضورًا في الإغتراب.  
 
- حصول أمر مستغرب في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية، بنت جبيل، مرجعيون، حاصبيا)، حيث ُسّجل، في رأيهم، خرقان غير متوقعين في لائحة "الثنائي"، وكان من المستهجن أن تنال اللائحة التي ضمت المرشح فراس حمدان نحو 20 ألف صوت شيعي في معقل حركة "أمل" و"حزب الله"، الأمر الذي يدفع الى طرح علامات إستفهام وتعجب.  
- إعطاء الأولوية لمصالح جبران باسيل الإنتخابية في بيروت، حيث ديرت المعركة على أساس متطلبات حساباته، ما سمح بفوز إدغار طرابلسي وخسارة مرشح الحزب الديمقراطي نسيب الجوهري. 
أمّا "التيار الوطني الحر" فيحّمل الرئيس نبيه بري "مسؤولية" خسارته في جزين، متناسيًا الخلافات الداخلية التي أدّت إلى هذه النتيجة الحاسمة في الخيارات والعناوين. 
على أي حال، فإن ما حصل من مفاجآت إنتخابية تحتمّ على الجميع إعادة القراءة في الكتاب الذي يدعو إلى التعّلم من أخطاء الماضي، وإجراء "جردة حساب" ونوع من "فحص الضمير".     
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك