Advertisement

لبنان

رسائل جنوبية ملغومة وريحُ الجنوب هبَّت

Lebanon 24
07-06-2022 | 00:01
A-
A+
Doc-P-959769-637901823459558512.png
Doc-P-959769-637901823459558512.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتب طوني عيسى في " الجمهورية": في رأي بعض المراقبين، أنّ «حزب الله»- وإيران مِن ورائه- لن ينفّذ التهديد بضرب الحفّارة العائمة، لأنّ لبنان لا يمكن أن يتحمّل ردّاً إسرائيلياً قد يكون في حجم ضربة تموز 2006 التي دمَّرت البنى التحتية وأبقتها مشلولة لسنوات. لكنه ربما يوجِّه رسائله الساخنة من خلال «مسيَّرات» تخرق القبة الحديد الإسرائيلية، وتكون لها مفاعيل عسكرية محدودة.

ووفق بعض المتابعين، هذا «التحرّش» العسكري بالإسرائيليين يمكن أن يفتح باب المفاوضات الجدّية بين لبنان وإسرائيل. وقد يتمكن فيها الوسيط الأميركي من الضغط لإمرار طرحه القاضي بترسيم خطّ حدودي متعرِّج يتيح لإسرائيل الاستفادة من «كاريش» بكامله، مقابل استفادة لبنان من حقل «قانا» بكامله.

 

وفي ظلّ عدم التفاهم في لبنان على خطّ واضح لـ«الحقوق» اللبنانية، بين الخط 23 «المنبوذ» والخط 29 «الجريء جداً»، سيكون هذا الطرح نقطة وسطى، ويحقق مكاسب هائلة للبنان داخل البلوك 72، الذي يُقدَّر أنّه بين الأغنى بمخزونات الغاز في إسرائيل.

 

وثمة مَن يعتقد أنّ التباينات اللبنانية الظاهرة حول خطّ الحدود 29، لجهة اعتباره خطّاً للحقوق لا يمكن التنازل عنه أو اعتباره خطّاً للتفاوض فقط، قد تكون ملائمة لإتاحة شيء من المرونة خلال المفاوضات، ولكنها أيضاً تعبِّر عن خلفيات ومصالح سياسية متضاربة.

 

فـ»حزب الله» يرفع السقف ليقول للإسرائيليين إنّه هو مَن يجب التفاهم معه في أي اتفاق، أي إنّ إيران تمسك بالقرار اللبناني وبورقة حدود إسرائيل الشمالية وبورقة الغاز العابر من الشرق الأوسط إلى إوروبا.

 

ومن اللافت أنّ «الحزب» يدعو الدولة اللبنانية إلى أن تتجرّأ وتبدأ الاستثمار في البقعة التي تعتبرها حقّاً للبنان، وأَن لا تنتظر الاتفاق مع إسرائيل. فعلى رغم أنّ هذا الموقف يشكِّل مغامرة، فإنّه يُعتَبر متقدِّماً، إذ يدعو إلى انتقال لبنان من الإرباك إلى التحرّك عملانياً، على غرار إسرائيل.

 

وأما أركان السلطة فيناورون للحفاظ على الحدِّ الأدنى من العلاقات مع واشنطن، سواء لمصالح شخصية أو لضرورات تتعلق بحاجة لبنان إلى دعم واشنطن وعدم إغضابها. ومن التقاطعات السياسية أنّ مستشار الرئيس ميشال عون لملف المفاوضات، والمعروف بعلاقة جيدة مع الأميركيين، الياس بوصعب، فاز حديثاً بموقع نائب رئيس المجلس النيابي، ضمن تسوية يتردَّد أنّها لقيت تشجيعاً خارجياً، وسيكون له دور في هذا الملف الحيوي.

 

في المقابل، ما هي أدوات الضغط التي يمارسها الأميركيون والإسرائيليون؟

 

الأرجح أنّ الانهيار المالي والنقدي والاقتصادي هو العنصر الذي سيشكّل الضغط الأكبر على لبنان في المرحلة المقبلة. فلا مجال لاتفاق مع صندوق النقد الدولي ولا لمساعدات ولا تغطية سياسية عربية أو غربية للبنان إذا قرّر السير في مواجهة الحلف الإسرائيلي - العربي - الغربي. والدليل هو الانتظار بلا أمل لإمدادات الكهرباء من الأردن والغاز من مصر.

 

فلبنان المنهار لن يتحمّل مواجهة لا هوادة فيها مع الأميركيين والإسرائيليين والعرب، ولن يستطيع الوقوف حجر عثرة أمام إمدادات الغاز الشرق أوسطية نحو أوروبا، وفرنسا خصوصاً. فهل تقترب التسوية في لبنان من خلال بوابة الناقورة؟

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك