يقترب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية من رئاسة الجمهورية للمرة الثانية على التوالي.قبل ست سنوات، استطاع فرنجية ضمان حصوله على اكثرية نواب المجلس النيابي الا انه لم يستطع اخذ موافقة العماد ميشال عون يومها وبالتالي "حزب الله" الذي كان قد إلتزم مع عون علنا. احترم فرنجية التوازنات على مضض ليصل عون الى بعبدا بعد عدة اشهر.
تعود الرئاسة اليوم لتقترب من فرنجية، لدى الرجل اكثرية نيابية لا تعارض انتخابه رئيسا، لا بل تصوت له، هي ذاتها الاكثرية التي انتخبت الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس من الدورة الاولى يضاف اليها بعض النواب الذين تربطهم علاقة وثيقة بفرنجية، حتى "حزب الله" هذه المرة ليس ملتزما مع اي حليف آخر ، حتى ان الإلتزام الاخلاقي الضمني قد يكون لصالح فرنجية دون غيره.
كما ان التطورات الاقليمية تسير لمصلحة فرنجية، فرئيس تيار المردة حليف الرئيس السوري بشار الاسد وصديقة الشخصي وعلاقته وديه مع دول الخليج الذي يتقارب بشكل متسارع مع دمشق وهذا بحد ذاته قد يساعد على ان يكون فرنجية رئيس التسوية الكبرى في المنطقة اذ انه لا يستفز احدا بل يشكل صلة وصل حقيقية بين المتنازعين في لبنان وحوله.
عائق وحيد يقف في طريق فرنجية، هو ذاته العائق الذي منعه من الوصول الى الرئاسة قبل سنوات: موافقة الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اذ ان الواقع النيابي لفرنجية لا يتيح له في هذه اللحظة السياسية تجاوز جميع الاقوياء على الساحة المسيحية.ولعل أقربهم اليه هو باسيل بالرغم من كل الخلافات، لانه من المستحيل مثلا ان يحظى فرنجية بدعم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
حتى اللحظة لا يبدو باسيل ليّناً بالتعاطي مع مسألة ترشيح فرنجية، كما ان التقارب الذي بدأ بين الرجلين قبل الانتخابات النيابية الاخيرة تجمد نسبيا، من دون ان تعود العلاقة الى تدهورها السابق، لكن مسألة دعم باسيل لفرنجية يربطها الاول بمجموعة مكتسبات سياسية وادارية يرغب بالحصول عليها في العهد الجديد وهذا امر ليس مقبولا لدى الثاني بهذه السهولة.
من المتوقع ان يدخل "حزب الله" بشكل جدي على خط التقارب بين فرنجية وباسيل خلال المرحلة المقبلة، ليس خدمة لحليفه الزغرتاوي فقط، انما لان عدم توافق الطرفين يعني ان الرئيس المقبل سيكون من خارج صفوف "قوى الثامن من اذار" وهذا آخر ما يريده الحزب، لكن تدخل الحزب لن يضمن نتيجة ايجابية خصوصا ان شروط باسيل ستكون قاسية على فرنجية.
يقول بعض المتابعين ان فرنجية، بالرغم كل التوقعات، لن يكون بحاجة باسيل في حال حصل على توافق اقليمي ودولي، لان عددا كبيرا من النواب المسيحيين الذين هم خارج كتلتي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" سيصوتون لصالحه.
يبقى السؤال الاهم في هذه الحالة هو عن موقف "حزب الله"، فهل يقبل الحزب برئيس يغضب باسيل ويتحداه؟