Advertisement

لبنان

المعركة الرئاسية بين الأبعاد الداخلية والخارجية!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
24-11-2022 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1013743-638048773431993672.jpg
Doc-P-1013743-638048773431993672.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

تحمل المعركة الرئاسية في لبنان الكثير من المعاني السياسية، احدها مرتبط بواقع الشخصيات المتنافسة وموقعها على مستوى الزعامة على الساحة المحلية، كالمنافسة الشمالية مثلا ًبين رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. غير أن تأطير المعركة داخلياً يُبعدها تماماً عن البُعد الأساسي، إذ لا يمكن تحديد طابعها فعلياً بمعزل عن المعادلات الخارجية.

Advertisement

مما لا شكّ فيه أن المعركة الرئاسية في لبنان محكومة بطبيعة التوازنات في المنطقة، حيث أن الانعكاسات الخارجية التي بدت مُبهمة في مرحلة سابقة وتحديداً منذ أشهر فائتة، بدأت تتظهّر اليوم من خلال سعي الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها لتقليص نفوذ "حزب الله" داخل السلطة في إطار محاولة إضعافه بشكل عام وحصر قدراته التي تُسخّر من أجل تفوقه النوعي السياسي وغير السياسي أيضاً. لذلك يبدو  واضحاً أن الولايات المتحدة الاميركية تنتظر الوقت المناسب لتقول كلمتها، إذ وفق مصادر ديبلوماسية، فإن القوى الدولية لا تزال في مقعد المتفرّج من بعيد بانتظار مزيد من التطورات في المنطقة تبني عليها موقفاً حاسماً من الملف اللبناني. فهل تتجه واشنطن نحو المواجهة او نحو تسوية ملائمة تحدد المشهد السياسي المقبل في لبنان؟ 

وبالعودة الى الساحة اللبنانية، فإن أبرز الأبعاد التي تحملها المعركة الرئاسية اليوم هي الصراع العلني بين رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ومن خلفه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل والقوى السياسية التقليدية التي تمثلت في فترة ما ب"تيار المستقبل" وبفترة اخرى بتحالف "الحزب التقدمي الاشتراكي" مع "حركة امل". حيث أن معسكر خصوم "العهد" لا يزال يسعى الى استكمال انتصاراته التي تحققت من خلال فشل "العهد" وخروج عون من قصر بعبدا من دون التمكّن من تحقيق أي إنجاز سياسي او اداري او شعبي يُحسب، بمعزل عن الخطاب الاعلامي المرتبط بالعهد والذي سعى في الفترة السابقة لتسليط الضوء على ملفّ ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة وتسجيله في سجلّ الانجازات التي عجز حتى من يناصرون "التيار" عن تحديدها! 

ولعلّ اساس المعركة الرئاسية اليوم يتمحور حول قدرة القوى السياسية التقليدية من خصوم "العهد" على إيصال شخصية مقرّبة منها تتفاهم حولها ولا تشكّل عائقاً امام مشروعها السياسي المتمثّل بالحفاظ على "اتفاق الطائف". وترى مصادر سياسية مطّلعة أن رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية يشكّل أحد أوجه هذا التوجه حتى لو لم تُظهّر هذه القوى موقفها علانية حتى اللحظة. لكن جزءاً من استكمال الهزيمة السياسية للرئيس ميشال عون مجددا يكمن بحسب المصادر في بناء عهد جديد يعزل "العهد" القديم تماماً فلا يكون له أي سلطة عليه لا من قريب ولا من بعيد! 

يدرك "التيار الوطني الحر" طبيعة هذه المعركة، لذلك فهو يرفض القبول باسم فرنجية ويحاول البحث عن شخصية توافقية بين القوى المسيحية في لبنان ليكون له حضور في العهد الجديد، سيما وأنه لمس جدياً عجزه عن إيصال شخصية الى رئاسة الجمهورية خاضعة له بالمطلق، سواء كان النائب جبران باسيل او أي وجه اخر من وجوه تكتل "لبنان القوي".

حتى الساعة، فإن كل التحركات والاتصالات الجارية حول ملف الرئاسة الاولى لم تثمر خيطاً إيجابياً يُعوّل عليه، خصوصاً وأن الحراك الخارجي يسير ببطء ملحوظ على خط الحلحلة،  يقابله رفض "حزب الله" للمرشح الرئاسي ميشال معوض الذي لا يشكّل برأيه صورة "للرئيس المطمئن للمقاومة". فهل تبقى الكرة بين الطرفين الاساسيين المطروحين للرئاسة المتمثلين برئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون،  او تخرج من ملعب التوقعات لتفتح الاحتمالات على شخصية ثالثة تؤمن التوافق المطلوب وتخضع للتسوية المؤجلة وتحسم المعركة الرئاسية؟
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك