Advertisement

لبنان

القوى المسيحية اقتنعت... الحوار أصبح واقعاً

جو لحود-Joe Lahoud

|
Lebanon 24
30-11-2022 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1015602-638053970106268838.jpg
Doc-P-1015602-638053970106268838.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

بطريقته المعهودة وبأسلوبه المتبع منذ سنوات طويلة، حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري منذ بداية فترة الشغور الرئاسي ومغادرة الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون قصر بعبدا، خلق مساحة داخلية للحوار والتواصل بين مختلف الأفرقاء في لبنان من قوى سياسية وأحزاب وتيارات، وذلك عبر محاولة جمعهم على طاولة حوار تطرح بشكل أساسي اشكالية الانتخابات الرئاسية وعلامات الاستفهام الكثيرة حول بعض قضايا المستقبل التي ترافقها.

 

لكن دعوة بري لم تلق آذانا صاغية عند فئة محددة من الاحزاب اللبنانية لاسيما المسيحية منها، اذ عبّر كل من "التيار الوطني الحرّ" و"حزب القوات اللبنانية" عن رفضهما بشكل صريح لحوار رئيس مجلس النواب، باعتباره لن يتمكن من ايجاد اي خرق في الدوامة الرئاسية اللبنانية.

 

وفي هذا الاطار، أكد مرجع مطلع لـ "لبنان 24" ان " رفض (القوات) و(التيار) بشكل أساسي للحوار لم يأت بسبب يقينهما بعدم الجدوى من الحوار وحسب، بل نتيجة مجموعة عوامل أساسية تتمثل في رغبة كل منهما بلعب دور محوريّ في الملف الرئاسي وهذا ما يمكن اعتباره حقا طبيعيا لهما اذ يشكل كل فريق منهما أكثرية وازنة على الصعيد المسيحي في لبنان.

وبالتالي، يمكن القول انهما كانا يرغبان ان يتم التنسيق معهما بشكل أوسع وبطريقة أكثر وضوحاً قبل الدعوة الى الحوار، او لربما كانا يفضلان ان تأتي الدعوة من طرف آخر  كـ"بكركي" مثلا، ايماناً منهما بأهمية المحافظة على دور مارونيّ رائد في مجال وضع حدّ للشغور الحاصل في قصر بعبدا".

 

وفي سياق متصل، يشير المرجع عينه الى ان " (حزب الكتائب اللبنانية) كان تقريبا يدور في الفلك نفسه في ما خص دعوة الرئيس بري، على عكس ( تيار المرده) ومجموعة شخصيات مسيحية مستقلة لها دورها التاريخي والنيابي.

 

وهنا تظهر الصورة المسيحية المنقسمة، التي لم تستطع التمييز بين شخص الرئيس بري الذي له تموضعه السياسي الواضح وبين صفته كرئيس للمجلس النيابي، على الرغم من ان معظم القوى المسيحية التي تنادي بضرورة انتخاب رئيس من صفوفها تؤكد ان الرئيس وعند وصوله الى بعبدا، يصبح رئيسا لجميع اللبنانيين، لا لفئة منهم، لذلك على الجميع ان يتعاطوا معه انطلاقا من هذا الواقع.

 

وهذا ما يأخذنا للتساؤل عن عدم اكتراث القوى المسيحية المذكورة لموضوع وحدة المعايير أكان في تعاطيها مع الرؤساء او في عملية انتخابهم وتسميتهم".

 

ويرى المرجع ان " اعلان القوى المسيحية عدم رغبتها في الحوار، يمكن اعتباره تكتيكا يتم اعتماده لتحسين شروط الحوار اولاً، كما لشدّ العصب في صفوف المناصرين الذين تستهويهم بشكل كبير طرق واساليب المعارضة لاسيما عندما تترافق مع عناوين وشعارات رنارنة.

 

لكن الشعبوية والرفض لم يدوما طويلاً هذه المرة، اذ ان الرئيس بري الذي سارع لاعلان ايقاف محركاته الحوارية، سارع أيضا لاعلام الرأي العام ان رئيس "التيار الوطني الحرّ" قام بزيارته عشية اطلاق تصريحاته النارية من باريس.

 
Advertisement

كما ان الرأي العام اللبناني، أصبح على يقين بأن (حزب الكتائب اللبنانية) يدخل في مرحلة جديدة على صعيد تعاطيه مع الشغور الرئاسي، فعلى رغم من دعواته المتواصلة للطلاق مع (حزب الله)، وجد انه لا يمكن الاستغناء عن الحوار والتواصل معه.

 

وفي ما يتعلق بـ (القوات اللبنانية) فان تصريح رئيسها سمير جعجع حول موضوع النصاب وعدم رغبة في الدخول بلعبة التعطيل، يشكل محطة لا بد من التوقف عندها واعتبارها مؤشرا اساسيا في اطار الحوار والتواصل الداخلي".

 وامام هذا الواقع وعشية الجلسة النيابية الجديدة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، يؤكد المرجع ان " القوى المسيحية اصبحت على قناعة بضرورة خلق حوار داخليّ حول الملف الرئاسي، فكل تأخير في هذا الحوار وفي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يؤدي الى مزيد من تراجع الحضور والدور المسيحي.

 
 

لذلك وبعد اقتناع الجميع بعدم جدوى جلسات الخميس، من المرجح ان تكون مرحلة ما بعد الاعياد، مرحلة اطلاق حوار جديّ بين مختلف الأفرقاء قد يكون داخلياً او خارجياّ".

 

 

 

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك