Advertisement

لبنان

بعد الهجوم على"حزب الله"... هلّ يفكّ "التيّار" التحالف معه؟

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
07-12-2022 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1017731-638059977504769526.jpg
Doc-P-1017731-638059977504769526.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يصطف "حزب الله" إلى جانب "التيّار الوطنيّ الحرّ" في جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت قبل يومين في السراي الحكوميّ، فقام بتأمين النصاب رغم أنّه بحسب مراقبين كان النائب جبران باسيل يُعوّل كثيراً على موقف حليفه الشيعيّ الذي سبق وسانده في 13 تشرين الأوّل الماضي بوجه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وساهم بتأجيل جلسة إنتخاب رئيس الجمهوريّة في وقتها.
Advertisement
 
وبعد نهار الإثنين، يرى مراقبون أنّ العلاقة بين "الحزب" و"التيّار" دخلت في مرحلة جديدة، وخصوصاً وأنّ باسيل يعمل ولا يزال على تخريب الوساطات التي تقوم بها الضاحيّة الجنوبيّة، ولعلّ أوّلها تضييع الفرصة بولادة حكومة جديدة قبل نهاية عهد الرئيس ميشال عون، وإدخال البلاد في دوامة تجاذب دستوريّ وسياسيّ.
 
وثانيّاً، لا يزال باسيل يعمل، من خلال إنتهاجه التعطيل في كلّ الإستحقاقات،على ضرب الأمور الحياتيّة للمواطنين، فرغم أنّ الكثيرين يُحمّلون "العهد" السابق مسؤوليّة ما آلت إليه الأوضاع النقديّة والمعيشيّة في البلاد، لا يزال فريقه يُعطّل المساعي التي تُسهّل إنتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة وتشكيل حكومة قادرة على إكمال الإصلاحات ومتابعة المفاوضات مع صندوق النقد الدوليّ ووضع لبنان على سكة التعافي الإقتصاديّ. ويُشير مراقبون إلى أنّ لـ"حزب الله" قضيّة أساسيّة في الوقت الراهن، وهي إعطاء الوضع المعيشيّ الأهميّة القصوى، وقد سبق ووضع شروطاً على المرشّح الرئاسيّ بأنّ يكون قادراً على جمع اللبنانيين وتحييدهم عن الصراعات السياسيّة التي تحول دون الإسراع في معالجة الأوضاع الإقتصاديّة.
 
ويلفت المراقبون إلى أنّ باسيل أسقط التوافق عن رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة داخل فريق الثامن من آذار. ويقول المراقبون إنّ "الحزب" يُدرك أنّه من دون الميثاقيّة المسيحيّة لا يستطيع أنّ يوصل أيّ مرشّح إلى بعبدا، كما يعلم أنّه حتّى لو حشد الأصوات من فريق "المعارضة" لدعم فرنجيّة، فإنّه من دون تكتّل "لبنان القويّ" ليس قادراً على تأمين أكثريّة الثلثين لانتخابه، وقد أعلن بلسان حليفه برّي، أنّه يسعى لرئيسٍ جامعٍ ينال أكبر عدد من الأصوات، رافضاً أغلبيّة الـ65 نائباً، لأنّها تُدخل الرئيس الجديد في كباشٍ سياسيٍّ مع بقيّة الأفرقاء.
 
ومع إدراك "حزب الله" أنّ باسيل فرض معادلة التعطيل إلى أجلٍ غير مسمّى في الشقّ الرئاسيّ، جاءت جلسة الإثنين الماضي وقال "الحزب" بحسب مراقبين لباسيل إنّه إذا استمرّ بتأخير التوافق على فرنجيّة، أيّ إستمرار إدخال البلاد في الفراغ، فإنّ حكومة تصريف الأعمال قادرة على الإنعقاد لمعالجة المشاكل الحياتيّة التي تُهدّد اللبنانيين. وأمام هذا الواقع الجديد في العلاقة بين "التيّار" والضاحيّة الجنوبيّة، خرج النائب أسعد درغام ليقول إنّ "الثنائيّ الشيعيّ" يُريد الضغط على "الوطنيّ الحرّ" عبر جلسة مجلس الوزراء"، متّهماً إياه "بتعطيل إنتخاب رئيس الجمهوريّة"، ومُشيراً إلى أنّ "هذا الأمر يزيد من النقمة المسيحيّة عليه"، ما رأى فيه المراقبون أنّ "التيّار" عاد إلى نغمة تهديد "حزب الله" بفكّ التحالف معه واستفزازه عبر سحب الغطاء المسيحيّ عنه، فهل هذا الطرح واقعيّ؟
 
تُجيب أوساط سياسيّة أنّ الفراق بين "حزب الله" و"الوطنيّ الحرّ" صعب، فباسيل يحتاج الى الحزب لتحقيق حلمه الرئاسيّ مستقبلاً، و"الحزب" لا غنى له عن "التيّار" الذي يُعطي الشرعيّة المسيحيّة لـ"المقاومة" وسلاحها.
 
وفي السيّاق عينه، بدا لافتاً هجوم باسيل على "حزب الله" يوم أمس، وقد هدّد بأنّ تكتّله سيمتنع عن التصويت بالورقة البيضاء وسيطرح إسم مرشّحه في جلسة إنتخاب رئيس الجمهوريّة يوم غدّ. ويرى مراقبون أنّه إذا كان مرشّح "التيّار" جدّياً، فإنّ هذا الأمر سيزيد الشرخ في صفوف فريق الثامن من آذار، وسيُطيل عمر الفراغ أكثر. غير أنّ المراقبين، يلفتون إلى أنّ لغة التصعيد التي ينتهجها "الوطنيّ الحرّ" تجاه "الحزب" تُوضع في خانة فرض الشروط على حليفه الشيعيّ، ونغمة فكّ الإرتباط السياسيّ بينهما خير دليلٍ على ذلك. ويُضيف المراقبون أنّ إلتزام "حزب الله" السكوت يعني أنّ الضاحيّة الجنوبيّة ترفض الدخول في سجالٍ، لترك الفرصة متاحة أمام الحوار والتوافق.
 
ويعتبر مراقبون أنّ إنتقاد "التيّار" لـ"الثنائيّ الشيعيّ" لا يتعدى كونه محاولة جديدة لتصوير نفسه أنّه حامي حقوق المسيحيين ومصلحتهم، ويُضيفون أنّه من يُريد إنتخاب رئيسٍ للجمهوريّة وأنّ تكون الحكومة حاصلة على ثقة مجلس النواب بحجة حماية المصالح المسيحيّة، لا يقوم في الوقت عينه بتعطيل إنتخاب رئيسٍ جديدٍ ولا حتّى بمحاولة منع إنعقاد جلسة الحكومة التي تُعنى بملفات حياتيّة تخصّ المسيحيين وجميع اللبنانيين.
 
أمّا أوساط سياسيّة، فعلّقت على كلمة باسيل، وقالت إنّ تهديده ووعيده مردودان، فمن ينتهج فرض الشروط سبيلاً للتعطيل بهدف تحقيق مكاسب شخصيّة له ولتيّاره كما حصل من العام 2014 حتّى الـ2016 لا يحقّ له إتّهام غيره بالتآمر من باب جلسة وزاريّة كان أبرز بنودها معيشيّا. وتابعت الأوساط أنّ من يستثمر بصحة وأوجاع المرضى ويخلق خلافات مع حلفائه كيّ يقوموا بانتخابه، وهو الذي لم يترك بالأساس صديقاً له، غير صالح أنّ يكون على رأس الجمهوريّة اللبنانيّة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك