Advertisement

لبنان

كشّ الحمام: مطاردات بين الطيور والقوى الأمنية

Lebanon 24
13-01-2023 | 00:33
A-
A+
Doc-P-1028271-638091889476862321.jpg
Doc-P-1028271-638091889476862321.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت زينب حمود في "الأخبار":

انضمّ الحمام إلى الطيور التي تهدّد حركة الطيران، خصوصاً أن كثيرين من كشّاشي الحمام يعملون قرب حرم المطار في مناطق الأوزاعي والرمل العالي والشويفات.

كشاشو الحمام في الأوزاعي "خير الله"، يجيب صاحب محل مفروشات عندما تسأله عن واحد منهم. يؤشّر إلى السماء حيث سرب الحمام كصفّ العسكر، وإلى بيوتها الخشبية تغزو الأسطح. ثم يرشدك إلى بيت كشاش، واعداً «إذا لم تجديه في منزله، أدلّك على آخر». تصل متأكداً أنك لم تضلّ الطريق، فلكشاشي الحمام عالمهم الخاص. على سطح بناء قديم، يجلس رجل ثلاثيني على كرسي سارحاً في طيور الحمام التي تحوم من حوله، يرمي حبّات الذّرة البيضاء والصفراء أرضاً، فتهبّ لالتهامها، فيما تنتظر أخرى في الأقفاص موعد حريتها ساعة الكش عند التاسعة من كلّ صباح.
يتساءل كثيرون عن ماهية كشّ الحمام، وما إن كانت هواية أو مصلحة. ويقول أحد الكشاشين: "هي في الأساس هواية، البعض يدمنون عليها فيقضون ساعات على الأسطح من دون أن يشغلهم أي عمل آخر، والبعض يتخذها مصلحة من أجل المنفعة المادية فيتاجر ببيع الحمام وشرائه".
Advertisement

ليس كش الحمام نشاطاً بسيطاً، بل عالم معقّد له قواعده وأصوله وأخلاقه، إذ لكلّ كشاش وقت يصفر فيه يومياً ليطلق "كشته". ومهما اختبأ أبناء مجتمع الكش خلف التسلية والمتعة، يبقى الاستيلاء على طيور الغير هو الهدف الصريح. كثيراً ما يعود السرب ناقصاً طيراً أو اثنين، يلتقطه كشاش لا يعرف صاحبه فيستولي عليه، وحتى إذا عرف هوية الطير قد يقرّر الكشاش إفلاته أو «اللّعب بالنّار». وهذا يتوقف على أخلاقه وتصنيفه في مجتمع الكش. فهم ليسوا سواسية. «هناك من يحبّ أن يكش للكيف، أو لتعكير مزاج الآخر، أو للتسلية فيبرم اتفاقاً مع آخر ويكشان في الوقت ذاته فيكون التحدي بالتراضي».

الأمر كله يرتبط بالاتفاقيات التي تبرم غالباً خلال لقاء لمجتمع الكش. أحد الأماكن التي تجمعهم هو مقهى الحلبي في محلّة الكولا الذي تلفّ زواياه أقفاص الحمام المعروضة للبيع والشراء، وتتوسطه طاولات وكراس.

يتلقّى كشاشو الحمام، جيران المطار، منذ سنوات طويلة، إنذارات من البلديات ويتعرّضون لمطاردات من القوى الأمنية للتوقف عن الكشّ لما فيه من إعاقة لحركة الطيران. يذكر أحدهم كيف خبّأ الحمام قبل عشر سنوات عندما سمع عن "كبسة". بهتت رحلة المطاردة اليوم مع التفلت الأمني، لكن في كل مرة يُطرح فيها الموضوع على الكشاشين يصرّون على أن "الدولة تتبلّى عليهم، فطائر الحمام يهرب من الطائرة ولا يقترب من مسارها. وفي حين تعلّق على الحمام تترك طيور النورس تسرح وتمرح عند مكب خلدة، علماً أن الأخيرة يبلغ حجمها نحو أربع مرات حجم طائر الحمام، ومعروف عن النورس أنه طائر لا يهرب ويطير ببطء".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك