Advertisement

لبنان

جعجع وحيد في "المعارضة"... هل تحوّل جنبلاط نحو باسيل؟

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
27-01-2023 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1032767-638104092657502085.jpg
Doc-P-1032767-638104092657502085.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
 
على الرغم من أنّ "القوّات اللبنانيّة" حقّقت فوزاً مهمّاً في الإنتخابات النيابيّة الأخيرة، وحاولت التحكّم بخيارات "المعارضة" السياسيّة عبر جمع أركانها وتوحيد جهودهم، الا انه لا يبدو أنّها استطاعت حتّى الآن من إنجاز ما خططت له قبل 15 أيّار الماضيّ. وكما يظهر، فإنّ معراب تتّجه إلى التراجع خطوات في معركة الإنتخابات الرئاسيّة، بعدما لم توفق في ترشّيح رئيسها سمير جعجع، او تأمين الأصوات الكافيّة لرئيس "حركة الإستقلال" النائب ميشال معوّص، ما يُحتّم عليها السير بتسويّة، والموافقة أقلّه على الإقتراع لشخصيّة وسطيّة مع "الثنائيّ الشيعيّ" و"التيّار الوطنيّ الحرّ".
Advertisement
 
وفي الملف الرئاسيّ، يتّضح أنّ رئيس الحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" وليد جنبلاط اختار تموضعه الجديد إلى جانب "حزب الله" و"حركة أملّ" والنائب جبران باسيل لايجاد مرشّح مشترك بينهم، فيما يبقى سيره برئيس تيّار "المردة" وارداً إنّ طوى "الحزب" خلافه مع "الوطنيّ الحرّ" واستطاع إقناعه بانتخابه. ويقول مراقبون إنّ ميشال معوّض سيخسر دعم كتلة "اللقاء الديمقراطيّ"، والموضوع مسألة وقت فقط، ريثما يتمّ التوافق على أحد الأسماء التي عرضها زعيم "المختارة" على حسين الخليل ووفيق صفا وباسيل. ويُضيف المراقبون أنّ خسارة معراب للانتخابات الرئاسيّة سيُعزّز موقعها المعارض أكثر، ولن تكون شريكاً في أيّ حكومة، وستستثني نفسها عن أيّ محاصصة مع الفريق الحاكم الجديد.
 
أمّا سنّياً، فكان لافتاً إعلان جعجع خلال مقابلة تلفزيونيّة، أنّه يفتقد للرئيس سعد الحريري ككقائد للطائفة السنّية. ورغم خلافه معه، يعتبر مراقبون أنّه كان يتّفق مع الحريري على الكثير من المواضيع الأساسيّة، وأهمّها السياديّة ومواجهة "حزب الله". ويُشير المراقبون إلى أنّ جعجع فقد بعد إبتعاد حليفه القديم عن الحياة السياسيّة شخصيّة سنّية بارزة ، وهو لم يستطع حتّى الآن إقناع نواب "صقور المستقبل" بمجاراته رئاسيّاً، وهم أقرب للتسويّة مع "الثنائيّ الشيعيّ" ويتمنون في الوقت عينه الإقتراع لفرنجيّة الخصم المسيحيّ السياسيّ لمعراب. ويوضح المراقبون أنّ النواب السنّة باتوا مشتّتين في مجلس النواب، وقد حاول جعجع أنّ يستقطب نواب "الإعتدال الوطنيّ" وغيرهم من المستقلّين إلى صفّه لكنّه فشل.
 
وبالعودة إلى ما قبل العام 2019، كان هناك تنسيق عالٍ بين قيادة "القوّات" وتيّار "المستقبل" و"التقدميّ" على كافة الأصعدة نيابيّاً وحكوميّاً ورئاسيّاً، ولم يتبق لجعجع سوى جنبلاط في الإنتخابات النيابيّة الأخيرة، وقد خاضاها على القطعة في بعض الأقضيّة، فيما رفض "التيّار الأزرق" لـ"القوّات" استبعدها عن التحالف مع "اللقاء الديمقراطيّ" في دوائر إنتخابيّة أخرى. ومع تمايز نواب جنبلاط وتكتّل "الإعتدال الوطنيّ" والنواب السنّة المستقلّين عن معراب في إنتخابات رئاسة مجلس النواب وهيئة المكتب وحاليّاً في الإستحقاق الرئاسيّ، يتبيّن أنّ جعجع يُغرّد وحيداً في سرب "المعارضة"، إذ أنّه زاد خلافه أيضاً مع "الكتائب" وكتلة "المجتمع المدنيّ" عندما أعلن نائبه جورج عدوان تأييده لنصاب الـ86، بينما أيّد النائب ساميّ الجميّل دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي للحوار.
 
وفي هذا السيّاق، يرى مراقبون أنّ موقف جعجع من دون حلفائه في 14 آذار سيكون ضعيفا. فكما أنّ "حزب الله" يُشكّل الرافعة لباسيل، فإنّ الحريري وجنبلاط هما نقطة قوّة لرئيس "القوّات". ويُتابع المراقبون أنّه مهما توسّع جعجع نيابيّاً وشعبيّاً في الشارع المسيحيّ، فإنّه ليس قادراً على ترشّيح نفسه أو إيصال مرشّحٍ يُسمّيه لرئاسة للجمهوريّة، على الرغم من أنّ الإنتخابات النيابيّة أكّدت أنّه الممثل الأكبر للمسيحيين. ويُشدّد المراقبون على أنّه بحاجة لعودة الحريري إلى السياسة وأنّ يُلاقيه جنبلاط رئاسيّاً.
 
وصحيحٌ أنّ هناك نقاطاً مشتركة كثيرة تجمع "القوّات" بـ"التقدميّ" و"الإعتدال الوطنيّ"، إلّا أنّ التطوّرات السياسيّة الأخيرة تُشير إلى أنّ جنبلاط يُهندس الإستحقاق الرئاسيّ عبر إستبعاد جعجع ومحاولته إقناع باسيل بأحد المرشّحين الوسطيين. ويختم مراقبون أنّ اللقاءات بين رئيس "الوطنيّ الحرّ" و"البيك" عقب إجتماعات الأخير مع وفد "حزب الله" خير دليلٍ على أنّه وجد حليفاً رئاسيّاً مسيحيّاً جديداً، لأنّ معراب تُصعّب المهمّة كثيراً عليه في انتخاب رئيسٍ توافقيٍّ. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك