Advertisement

لبنان

خلف السطور.. "رسائل" باسيل "تستهدف" تكتله قبل خصومه!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
01-02-2023 | 06:30
A-
A+
Doc-P-1034321-638108423563037424.jpg
Doc-P-1034321-638108423563037424.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من الهجوم المباشر على قائد الجيش جوزيف عون، إلى التلويح الجدّي بالترشح إلى رئاسة الجمهورية، مرورًا بالتصويب المتكرّر على رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، والغمز من قناة "حزب الله"، نجح رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل في إثارة الجدل مرّة أخرى، على وقع المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم الأحد، وصُنِّف "تصعيديًا" بكلّ الموازين، وعلى أكثر من مستوى.
Advertisement
 
لا شكّ أنّ باسيل أراد من خلال مؤتمره الصحافي ضرب أكثر من عصفور بحجر، فتطايرت منه الرسائل يمينًا وشمالاً، لتطال سهامها الخصوم بالمجمل، وقبلهم "الصديق الوحيد" المتبقّي له، "حزب الله"، علمًا أنّ شعار "لوحدنا" الذي تعمّد أن يتظلّل به، حمل بين طيّاته أقوى هذه الرسائل، وربما أشرفها، إذ فسّره كثيرون على أنّه إعلان "افتراق"، بالحدّ الأدنى، مع الحزب، إثر قطيعة، خرقها حوار لا يبدو أنّه كان ناجحًا.
 
لكن، أبعد من كلّ هذه الرسائل، التي قد تكون "متوقعة" في السياق السياسي العامة، ثمّة من يتحدّث عن "رسائل حازمة" أراد رئيس "التيار الوطني الحر" توجيهها لأعضاء تكتّله النيابي، "لبنان القوي"، سواء منهم من يوضَع في خانة "الحليف"، على غرار الطاشناق والنائب محمد يحيى، أو حتى أولئك "العونيّين"، لكن غير المنتمين لـ"جناح" باسيل، إن جاز التعبير، فهل وصلت هذه الرسائل؟ وكيف تلقّفها المعنيّون بها؟
 
الهجوم على عون
 
لعلّ الهجوم غير المسبوق الذي شنّه باسيل على قائد الجيش يحمل بين طيّاته "رسالة" إلى أعضاء التكتل، الذين يُعتقَد أنّ العدد الأكبر منه لم يكن راضيًا عن مضمون خطاب رئيس "التيار الوطني الحر" للكثير من الأسباب والاعتبارات، أولها أنّ الرجل يمثل المؤسسة العسكرية التي لطالما تناغم "العونيون" معها قلبًا وقالبًا، وثانيًا لأنّه أصلاً وصل إلى منصبه بدعم "التيار"، وتحديدًا بـ"مباركة" رئيس الجمهورية السابق ميشال عون.
 
وإذا كان باسيل سبق أن أبدى ما يشبه "العتب" على قائد الجيش، خصوصًا بعد انتفاضة 17 تشرين الشهيرة، التي يتفنّن رئيس "التيار الوطني الحر" في "تخوينها"، واعتبارها بمثابة "مؤامرة على العهد"، وهو ألمح مرارًا وتكرارًا إلى أنّ عون بعدم قمعه للتظاهرات قاد ما يشبه "الانقلاب"، فإنّه لم يسبق له أن تعرّض له بشكل مباشر كما فعل الأحد، حين وصل به الأمر لحدّ اتهامه بمخالفة القوانين واحتكار الصلاحيات.
 
ولأنّ بين "العونيّين" وحلفائهم في تكتل "لبنان القوي" من يتمسّك بعلاقة أكثر من جيّدة مع قائد الجيش، في ظلّ تواصل "مفتوح" معه، يصبح مفهومًا أن تكون "رسالة" الهجوم موجّهة إلى هؤلاء قبل غيرهم، علمًا أنّ باسيل يشعر أنّ بين أعضاء تكتّله، ثمّة نواب لن يمانعوا في منح أصواتهم إلى قائد الجيش في حال نضجت ظروف انتخابه رئيسًا، وهو ما لن يتقبّله، علمًا أنّ بعض الأوساط تتحدّث عن "رصيد" لعون قد يصل إلى 10 أصوات وربما أكثر في التكتل.
 
باسيل مرشحًا؟!
 
أبعد من الهجوم على قائد الجيش، فهم كثيرون تلويح باسيل بالترشح إلى الرئاسة، في حال فشل مسعاه "التوافقي"، على أنّه "رسالة" إلى أعضاء تكتّله أيضًا وأيضًا، لا تتناغم أبدًا مع تلك "الليونة" التي أظهرها في اجتماع التكتل الذي عقد قبل مدّة، وسمع فيه اعتراضًا واضحًا من نواب محسوبين عليه، على "احتكاره" للترشح، من خلال "استهزائه" في إطلالاته الإعلامية باحتمال ترشّح أيّ نائب آخر في التكتل، قد يملك حظوظًا أكبر منه.
 
هكذا، جاء ردّ باسيل على هؤلاء في مؤتمره الصحافي "حاسمًا ومباشرًا"، علمًا أنّ العارفين يؤكدون أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" يرفض أيّ نقاش في فكرة ترشّح أحد سواه من التكتل، فهو يعتبر نفسه "الممثل الشرعي" للتكتل بوصفه رئيسه، وبالتالي لا يمكن للأخير إذا ما أراد أن يخوض المعركة الرئاسية بشكل مباشر أن يرشح أحدًا غيره، تحت أيّ ظرف من الظروف، وأيًا كانت المبرّرات التي يسوقها البعض لدعم ترشيح غيره.
 
وبذلك، أراد الوزير باسيل أن يقول لأعضاء تكتّله لمرّة أخيرة أنّ "لا مرشح غيره" عن "لبنان القوي"، وأنّ "التنازل" الوحيد الذي يمكن أن يقدّمه يكمن في تبنّي مرشح وسطي، وفق وصفه، من خارج "التيار" والتكتل، إذا ما كان مطابقًا لشرط أن "يشبهه"، في رسالة يريد أن تضع "حدًا" للتباينات التي أثيرت إعلاميًا في الآونة الأخيرة، والتي يسعى باسيل للتقليل من شأنها، عبر تسريب معطيات تتهم الخصوم بـ"تضخيمها".
 
قد يكون مُبالَغًا به القول إنّ "رسائل" باسيل فاجأت أعضاء تكتل "لبنان القوي"، فاستراتيجيته باتت واضحة لهؤلاء كما لغيرهم، باعتبار أنّه يصوّب على كلّ المرشحين "الجديين" للرئاسة، تمهيدًا لترشيح نفسه، وفق ما يعتقد كثيرون، وهو لن يتوانى عن "ضرب" أيّ مرشح "جدّي" من داخل تيّاره، إن وُجد من يجرؤ على إعلان ترشيحه أصلاً، ليبقى مصير التكتّل "أسير" تجاذبات استحقاق الرئاسة، الذي لا يبدو حسمه قريبًا بالمُطلَق...
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك