Advertisement

لبنان

"حراك" جنبلاط يتقدّم رئاسيًا.. "مبادرة جدية" أو "تقطيع" للوقت؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
02-02-2023 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1034636-638109261510012493.jpg
Doc-P-1034636-638109261510012493.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
طغى "الحراك" الذي يقوده رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط على المشهد السياسي في اليومين الماضيين، حيث نجح "البيك" مرّة أخرى في "كسر" الجمود الذي تتخبّط به البلاد على كلّ المستويات، أو ربما "اختراق الحواجز" وفق التوصيف الذي قدّمه، والذي زاد من "تعقيده" المؤتمر الصحافي الأخير لرئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، معطوفًا على الاعتصام المفتوح لنواب "التغيير".
Advertisement
 
ففي وقتٍ بدا أنّ اعتصام نواب "التغيير" الذي فقد بريقه مع الأيام، أدّى إلى نتيجة "معاكسة"، وأقفل أبواب البرلمان، في ضوء إحجام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الدعوة إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، جاء المؤتمر الصحافي لباسيل ليعزّز أجواء "التشنّج"، من خلال تصويبه على جميع الفرقاء، وهجومه على كل المرشحين "الرئاسيين" المحتملين، وصولاً إلى تلويحه بالترشح شخصيًا لرئاسة الجمهورية إذا ما فشلت مساعيه التوافقية.
 
وسط هذه الأجواء، برزت "حركة" جنبلاط الذي حطّ في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب وناقش معه الملف الرئاسي، بعدما أوفد عددًا من أعضاء "اللقاء الديمقراطي" إلى بكركي، حيث ناقشوا آفاق الاستحقاق مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد أيام من لقاء "البيك" وفدًا من "حزب الله"، ووسط معلومات عن لقاءات أخرى يجريها خلف الكواليس، ليبقى السؤال: هل نحن أمام مبادرة "جنبلاطية" جدية، أم أنّ الأمر لا يعدو كونه مجرد تقطيع للوقت؟!
 
"ورقة" معوض انتهت
 
يقول العارفون إنّ "الثابت" حتى الآن من "حركة" جنبلاط، سواء نجحت وحققت مبتغاها أو فشلت، أنّها طوت عمليًا "ورقة" النائب ميشال معوض، أو بالحدّ الأدنى أنهت "صفحة" دعم "الحزب التقدمي الاشتراكي" لمن صُنّف "مرشح المعارضة"، علمًا أنّ "اللقاء الديمقراطي" كان قد مهّد للتخلي عن مساندة معوض في جلسة الانتخاب الأخيرة، حين لوّح بتعليق مشاركته في أيّ جلسة مقبلة إن تمّت الدعوة إليها، من دون تفاهم أو تشاور مسبق.
 
ولا يُعتبَر التخلي عن "ورقة" معوض مُستغرَبًا بالنسبة إلى الأوساط السياسية، التي تعتبر أنّ تبنّي ترشيحه لم يكن أكثر من "مناورة" أريد منها "تقطيع الوقت"، ولو أصرّت بعض قوى المعارضة على قول خلاف ذلك، ونفي وجود أيّ "خطة باء"، علمًا أنّ معوض قبل غيره كان يدرك أنّ دعم جنبلاط تحديدًا له لن يكون "أبديًا"، خصوصًا أنّ "البيك" معروف تاريخيًا بتأييد مبدأ "التوافق والتفاهم"، وهو ما لم يُخفِه جنبلاط أساسًا حتى في مرحلة التصويت لمعوض.
 
ولعلّ ما يثير الانتباه في السياق نفسه، وفق ما يقول المتابعون لحركة جنبلاط المستجدّة، أنّ الأخير يسوّق لمجموعة أسماء لمرشحين يرى أنّ بالإمكان التوافق على أحدهم، ليس اسم معوض واحدًا منها، علمًا أنّ قائد الجيش جوزيف عون هو الذي يتصدّرها، رغم ما صدر بحقّ الأخير عن رئيس "التيار الوطني الحر" الأحد الماضي، علمًا أنّ "فريق" باسيل يبدي حتى الآن "ترحيبًا حذرًا" بحراك جنبلاط، بل يتحدّث عن "تقاطعه" معه في الكثير من التفاصيل، وحتى الأسماء.
 
فرصة رغم "العقبات"
 
صحيح أنّ جنبلاط يرفض اعتبار الحراك الذي يقوده "مبادرة"، وفق ما قال من عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، مفضّلاً وضعه في خانة "محاولة" تحقيق اختراق ما، إلا أنّ العارفين يعتبرون أنّ تحرّكه قد يكون "الأكثر جدية" في الملف الرئاسي منذ بدء مهلة انتخاب رئيس الجمهورية، علمًا أنّ ثمّة "رهانًا" لدى جنبلاط بأن يحمل لقاء باريس المرتقب في غضون أيام، "حافزًا" لتطوير هذه "المبادرة"، وترجمتها عمليًا على أرض الواقع.
 
إلا أنّ العارفين يقرّون بأنّ "طريق" جنبلاط، الراغب بلا شكّ بلعب دور "بيضة القبان" من جديد، ليست مفروشة بالورود، فثمّة العديد من "العقبات" التي تعترضه، من بينها تمسّك "الثنائي الشيعي" مثلاً حتى الآن بدعم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، الذي قد لا يمانع جنبلاط مساندته بدوره، إلا أنّ المشكلة تكمن في "الفيتو" الذي يشهره في وجهه الفريقان المسيحيان الأقوى، أي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".
 
ومن "العقبات" أيضًا التي قد تصطدم بها "مبادرة" جنبلاط، عدم وجود تفاهم "وطني"، إن جاز التعبير، على أيّ اسم، فباسيل رفع "الفيتو" في وجه قائد الجيش، في حين أنّ الاسمين الآخرين المطروحين سبق أن رُميا في البازار من دون أن يلقيا أيّ إجماع، علمًا أن هناك من يقول إنّ البحث بالأسماء قد لا يكون كافيًا، فالمطلوب نقاش "سلة متكاملة"، على طريقة الرئيس بري، ليصبح بعدها "إسقاط" الأسماء والمواصفات عملية يسيرة.
 
يأمل كثيرون أن يكون في "حركة" جنبلاط هذه المرّة "بركة"، خصوصًا أنّ حراك الرجل يسير في كلّ الاتجاهات، ولا يستثني أيّ فريق، وينطلق من أساس "متين" يقوم على أنّ التوافق هو المَدخَل الوحيد المُتاح من أجل إحداث "خرق" ينهي حالة "الجمود". لكنّ المشكلة تبقى أبعد من "النوايا"، وفق ما تشي المعطيات المتوافرة، خصوصًا أنّ الجلوس على طاولة الحوار لا يزال "منبوذًا" من قبل الكثير من اللاعبين الأساسيّين! 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك