إستغراب أوروبي لعدم المشاركة في مؤتمر باريس… هل باتت العقوبات أقرب من أي وقت؟

رغم اعتبار الازمة الاوكرانية هي الاساس، ودعمها ومواصلة الضغط على روسيا، الا ان دول الاتحاد الاوروبي تراقب عن كثب الاوضاع في المنطقة وتحديداً في لبنان، الا انه ما من شك في ان الدور أوروبياً هو للفرنسيين في وضع تصور للخروج من الازمة اللبنانية. لكن تستغرب مصادر ديبلوماسية أوروبية عدم دعوة اي ممثل للاتحاد الاوروبي لحضور مؤتمر باريس الخماسي الذي سينعقد الاثنين، وبالتالي عدم معرفة مضمونه تحديداً وما سيبحث. مع ذلك ينتظر المعنيون الاوروبيون نتائجه وكيفية تفاعل المسؤولين اللبنانيين معه، وهم يرون انهم لا يتحركون ساكناً لمواجهة أزمات شعبهم بل يعملون لمصالحهم الشخصية. لذا، يؤكد المصدر الديبلوماسي ان فرض عقوبات أوروبية على مسؤولين لبنانيين يراهم الاتحاد الاوروبي يعرقلون الحلول السياسية بات مسألة وقت.

في سياق مقاربات الاوروبيين لدول المنطقة ونزاعاتها، فإن لسوريا أيضاً حصة من الاهتمام الاوروبي، اذ ان المقاربة تجاه أزمة سوريا ونظامها لم تختلف. ووفق المصدر عينه ان المحاسبة ضرورية لما حصل من مجازر ضد الشعب السوري، كما ان المساعدات الاوروبية الانسانية للشعب السوري مستمرة حتى في المناطق التي يسيطر عليها النظام. من جهة ثانية، ثمة ترقب أوروبي واستفسارات للتقارب السوري - الروسي- التركي، في ظل عدم وضوح في نتائج هذا التقارب وانعكاسه.

ولا يغيب عن الاوروبيين الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وثمة دعوة مستمرة الى حلّ الدولتين وعدم اعتماد العنف. كما يأمل الاوروبيون ان يتم استقبال ممثل عملية السلام الاوروبي على مستويات عالية في اسرائيل كما يحصل في الدول العربية، ويتطلعون الى مؤتمر ميونيخ الامني للنظر في المبادرة العربية للسلام.

ختاماً، بعدما كان الاوروبيون يعوّلون على استكمال المفاوضات النووية (المحادثات خجولة حالياً) وحتى توقيع الاتفاق الذي باتت أوراق تطبيقه جاهزة، لما لهذا الامر من نتائج ايجابية على ازمات المنطقة ككل، فهم يرون الآن ان إيران باتت "خارج السياق الاوروبي" نظراً الى ما يقوم به النظام الايراني من اعتقالات واعدامات لناشطين ايرانيين واستعمال العنف ضد المشاركين في التظاهرات والاحتجاجات في إيران.