Advertisement

لبنان

الأب أبو طقّة: ارتباط الموارنة بلبنان ليس ارتباطًا عابرًا

Lebanon 24
09-02-2023 | 03:09
A-
A+
Doc-P-1036921-638115343702498774.png
Doc-P-1036921-638115343702498774.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

بمناسبة عيد مار مارون، إحتفل المدبّر العام في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأب ميشال أبو طقّة بالقدّاس الإلهي في دير مار مارون – العاصي، بمشاركة رئيس دير مار مارون العاصي الأب ليشع سرّوع، ورئيس دير مار أنطونيوس زحله الأب موسى عقيقي، وعدد من الكهنة والرهبان والراهبات وحشد من المؤمنين.

 

Advertisement
 
 
 

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المدبّر العام الأب أبو طقّة عظة قال فيها: "نحتفل اليوم بعيد أبينا القديس مارون، شفيعنا وقدوتنا في اتباع المسيح. القديس "مارون الإلهي" كما سمّاه توادوريطس أسقف قورش، كاتب سيرة حياته، الّذي نقل إلينا ما جسّده هذا الرّاهب النّاسك الزّاهد بالدّنيا من كلام الله حتّى تلازمت سيرته وتعليم الإنجيل المقدّس، فغدى بدوره شهادةً إنجيليّة صادقة، ملتزمة، وصفحةً حيّةً منه. القديس مارون ترك لنا نهجًا مسيحيًّا حقيقيًّا، تحوّل عبر الأجيال إلى مدرسة قداسة وروحانيّة. من شهادته بدأت الكنيسة المارونيّة، فالشهادة الّتي أدّاها كانت استشهادًا يوميًّا في تحدّي الطبيعة، عائشًا في العراء في القفر في العزلة في الصّمت في اتحادٍ دائمٍ مع الله".

 

وأشار إلى أنه "عندما نسمع هذه الشهادة في هذا الدّير الـمقدّس نشعر بحضور القديس مارون يتواصل عبر التاريخ لنلمسه في شهادة تلاميذ مدرسته الّذين جسّدوا ما عاشه، بأمانةٍ كاملةٍ، فأكّدوا لنا مرّةً جديدة حقيقة نهج مارون الإلهيّ، الّذي أفضى بهم إلى الاتحاد بالله. القديسون شربل ورفقا ونعمة الله والطوباوي اسطفان هم شهودٌ لمار مارون، من خلالهم نلتقي بصورة أبينا ومؤسّسنا وشفيع كنيستنا وفي حضرتهم لا نقف عند أشخاصهم، وإنما نوجد في حضرة الله، الّذي ما برح حيّاً فيهم، وهم يعلنونه من خلال ما يجترحونه في العالم".

 

وتوجّه إلى أبناء "مارون الإلهي"، مشدّدًا على "أن مارون ليس حكرًا على الموارنة، إنّه قدوةً مسيحيّة، روحانيّته قامت على محبّة الصّليب، لقد مات مارون آلاف المرّات كلّ يومٍ وقد قاسى البرد والحر والجوع والعطش وقساوة الطبيعة في العراء، مسمّرًا إرادته وعقله وجسده في صليب المسيح عملاً بكلمة يوحنّا الانجيليّ: "من يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها لحياةٍ أبديّة".

 

وتابع: "لقد حوّلنا المارونيّة إلى مارونيّةٍ سياسيّة، إلى مارونيّةٍ أفرغت من حقائقها الأساسيّة. فالمارونيّة هي وتبقى كنيسةٌ تعكس حضور المسيح وفعله في العالم وهي أمّةٌ من المؤمنين بالإنجيل وبالخلاص الذي نرجوه ونعمل على بلوغه بواسطة الالتزام بعيش القيم الإنجيليّة الّتي مكّنت مارون وتلاميذه والآباء القديسين شربل ورفقا ونعمة الله والأخ اسطفان والعديد من أبناء كنيستنا من الوصول إلى الملكوت".

 

وأكّد أنه "على كلّ مارونيّ لا بل وعلى كلّ مسيحيّ أن يتحلّى بهذه المميزات، فالمارونيّة ليست واقعًا اجتماعيّاً، إنّها دعوةٌ لعيش الحقيقة المطلقة أي الاتحاد بالله عبر محبّة القريب. من هنا، المارونيّة هي انفتاح على الجميع دون تمييز، وهي تتطلبّ من الجميع أيضًا أن يحترموها وينفتحوا عليها. ارتباط الموارنة بلبنان ليس ارتباطًا عابرًا، والكنيسة المارونيّة ليست بحاجة لشهادة أحدٍ للإقرار بدورها ودور الموارنة في قيام الكيان اللبنانيّ في الشراكة مع المكونات اللبنانيّة الشقيقة على تعدّدها، فنحن جميعنا أبناء وطنٍ واحدٍ يجسّد بالنسبة لنا القيم الأساسيّة من انفتاحٍ وحريّةٍ ومحبّة، وينبغي أن تتضافر جهود الجميع للحفاظ على هذا الوطن الرسالة؛ دعوتنا إلى القادة السياسيين والعاملين في الشأن العام للعودة إلى القيم الّتي من شأنها أن تحقّق حياة الوطن والمواطن وفق معايير الكرامة الإنسانيّة والتضامن الاجتماعي لمواجهة التحديات، وإعادة النظر في سلوكيّات كلّ الفرقاء لكي يعود لهذا الوطن وجهه الحقيقي، كوطن-رسالة".

 

ورفع الأب أبو طقّة الصلوات لأجل انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، "يحمي الوطن، لينتظم عمل المؤسسات الدستوريّة".

 

 

 

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك