منذ السادس من شباط وحتى اليوم، عاد إسم "مركز بحنّس"إلى الظهور إلى العلن، وبات المواطنون يسألون عن رقم هاتف المركز ليطمئنوا إلى سلامة الوضع العام في البلاد. ولكن ما هو هذا المركز؟ وكيف يعمل؟ وماذا عن وضع الهزات والزلازل في لبنان؟
أسئلة كثيرة حملناها إلى مديرة "المركز الوطني للجيوفيزياء"مارلين البراكس، التي أشارت في بداية الحديث إلى أن المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنّس التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية تأسّس في العام 1975، بناءً على طلبٍ من مجلس الوزراء ليحلّ محل مرصد كسارة في زحلة، الذي توقف عن القيام بعمله في العام 1975، للقيام بمهام رصد الهزات والزلازل.
ولفتت البراكس إلى أن مركز "بحنس" مؤلف من مركزين:
الأول هو مرصد الهزات والزلازل، حيث هناك العديد من شبكات لرصد الزلازل ومركز بحث، ففي عملية الرصد هناك الشبكة الوطنية لمراقبة الزلازل، وهي مؤلفة من 212 محطة موزعة على كل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى شبكة "الجودزة" الفلكية محطاتها GPS مثبتة في الأرض يراقبون ويسجلون تشوهات القشرة الأرضية، كما هناك أيضاً أجهزة لقياس علوّ موج البحر، وبالتالي فإن المرصد يعمل على متابعة هذه الشبكات وصيانتها ونقل المعلومات إلى المركز الأساسي لدراستها وتحليلها.
اما المركز الثاني فهو مركز البحوث العلمية حيث نقوم بالأبحاث التي تساعدنا على دراسة الزلازل والهزات.
وبالحديث عن الزلازل والهزات، أشارت البراكس في حديث عبر "لبنان 24"، إلى أن لبنان موجود اليوم على فالق زلزالي وهذا ليس بأمرٍ جديد، لأن هذا الفالق الذي يُعرف بفالق المشرق ادى تاريخياً إلى العديد من الهزات الكبيرة في المنطقة، مشددةً على أن لبنان عادة يسجل حوالي الـ600 هزة وغالبيتها حصلت ولم يشعر بها المواطنون.
وتابعت: إلاّ أن ما يجري اليوم ليس عادياً، وليس كما السنوات الماضية، واللبنانيون اليوم باتوا يشعرون بالهزة أكثر من أي وقت مضى، نتيجة ما جرى ليل الخامس – السادس من شباط، وبات لديهم الحشرية لمعرفة أكثر عن الفالق الزلزالي نظراً لما جرى في تركيا وسوريا.
وشددت على أن الهزات التي بات اللبناني يشعر بها بين وقت وآخر، مصدرها فالق اليمونة أو الفوالق الموجودة في البحر، والتي تجتمع كلها في نقطة واحدة، وبالتالي فإن الهزات الأخيرة التي ضربت لبنان وشعر بها سكان الساحل خصوصاً كان مصدرها الأراضي اللبنانية.
ورداً على سؤال عن العلاقة التي يحكى عنها أخيراً بين تراجع مياه البحر والهزات أو خطر التسونامي، أكدت البراكس، أن لا علاقة على الإطلاق بين تراجع مياه البحر بالهزات والزلازل، مشددة على أن التسونامي لن يحدث إلاّ إذا سبقته هزة أرضية قوية، وبالتالي فإن كل ما يقال عن اقتراب موعد التسونامي تزامناً مع تراجع مستوى البحر، هو محض إشاعات، ولذا وعلى مرّ التاريخ، لم يتراجع البحر يوماً لينذر باقتراب موعد الزلزال، بل من الممكن أن يتراجع نتيجة هزات تضرب قاع البحر في منطقة بعيدة.
وذكرت بأن ما يجري اليوم، من هزات صغيرة وبعدد يزيد عن العدد الذي نسجّله عادة ، يشعر بها المواطن دائماً، وكان قد جرى في العام 2008 بعد الهزات الكبيرة التي ضربت منطقة صريفا الجنوبية، حيث تمكن المركز من رصد هزات متتالية على مدى 6 إلى 7 أشهر، وتم رصد العديد من الهزات التي بلغت قوة بعضها الـ4 درجات أو أكثر، ولكن حتى اللحظة لا يمكن لأحد أن يجزم متى يمكن أن تتوقف هذه الهزات، على الرغم من "أننا نتمنى أن تنتهي اليوم قبل الغد".
وقالت: "لا يمكن أن نعرف متى ستقع الهزة، إلا أننا نجمع المعلومات العلمية ونرسلها إلى جهات مختصة بموضوع الزلازل والهزات، ولها وحدها اتخاذ القرار المناسب، ومن هنا نحن ما زلنا حتى اليوم نرصد حركةً واضحة للصفائح تحت الأرض، ولا احد يمكنه أن يعرف متى يمكن أن تتوقف ونحن نأمل أن تتوقف هذه الأمور بأسرع وقت ممكن."