Advertisement

لبنان

السعودية :"عصفوران بحجر واحد" وفرنجية لن يقبل ان يكون "ميشال معوض" ثانيا؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
13-03-2023 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1046870-638143085643935152.jpg
Doc-P-1046870-638143085643935152.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
وهكذا عطلت المملكة العربية السعودية الالغام في منطقة الشرق الاوسط باتفاقها مع ايران على عودة العلاقات الديبلوماسية معها بعد قطيعة دامت سنوات، ضاربة في آن عصفورين بحجر واحد. فمن جهة منحت "الباز" الذهبي للتنين الصيني ليكون يمينها السياسي بعدما خطت اشواطا متقدمة معه في مجال تصدير النفط والاستثمار في المجالين الاقتصادي والتجارين، ومن جهة أخرى حصنت رؤيتها 2030 من اي مواجهة مستقبلية جرى الحديث عنها في الكواليس حول العمل على تشكيل جبهة مواجهة تترأسها واشنطن وحلفاؤها للانقضاض على ايران، والتي فيما لو حصلت لن تسلم من تداعياتها المملكة انطلاقا من الجبهة اليمينة وغيرها من الدول كالعراق وسوريا وربما لبنان فيما تبقى تداعياتها ضئيلة جدا على واشطن.
Advertisement
اذا في التوقيت هي "ضربة معلم" وإن كان لا يمكن الحكم عليها بشكل قاطع قبل انقضاء مهلة الشهرين التي حددت لتنفيذ شروط الاتفاق بين الرياض وطهران، حيث تبقى العين على اليمن اولاً، وترجمات الاتفاق على ارض الواقع، مع العلم انه سبقها خطوة سعودية باتجاه اليمن عبر وديعة في البنك المركزي اليمني بلميار دولار اميركي في مجال تنفيذ برنامج الاصلاح في اليمين، وهي ربما لن تكون اليتيمة. اما ماذا عن تداعيات هذا الاتفاق على باقي دول المنطقة؟
 ما يمكن قراءته اليوم يتطلب عدم الافراط في التفاؤل ولا حتى التشاؤم لأن الاتفاق مازال قيد الاختبار الا ان ما يمكن استشرافه اقله بعد سلسلة من المفاوضات الشاقة التي تمت بين الجانبين السعودي والايراني بوساطة عمانية وبعدها عراقية ، شكل فيها بند ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها شرطا اساسيا لدى الرياض فكان العائق الاساسي حينها امام الخروج باتفاق ، بخلاف اليوم. ما يؤشر الى ان هذا البند اصبح حقيقة بضمانة صينية، وهو ربما وضع على سكة البحث في آلية التنفيذ. قد يفشل او قد ينجح الاتفاق هذا لا يمكن تأكيده او نفيه الا ان ما يمكن التعويل عليه في هذا الاطار هو دور الصين في ضمان تنفيذه انطلاقا من دورها الجديد في المنطقة، والتي عبرت عنه في مبادرتها التي اطلقها الرئيس الصيني في العام 2022 حول الامن العالمي ورسم نوع جديد من العلاقات الدولية بعيدة عن القطبية.
بالطبع واشنطن  غير مرتاحة ضمنيا لمسار الامور، وكذلك العدو الاسرائلي. الا ان واشنطن فهي براغماتية في تعاطيها في السياسة الخارجية، كما انها اعتادت على المواجهة عبر لاعبيها في المنطقة عندما كان منقسما. اما اليوم فقد اختلطت اوراق اللعبة ولم يعد امامها سوى البحث مجددا في الاتفاق النووي مع ايران بمقاربة مختلفة، وربما قد تدفع بالتسريع نحوه خشية ان يفوتها قطار التسوية الحاصل ويصبح على حسابها بدلا من ان تكون شريكة فيه .
وبالعودة الى الملف اللبناني وتداعيات الاتفاق على الاستحقاق الرئاسي تحديدا، فان مسيّرات بري الاخيرة التي اخرجها مع اعلانه ترشيح الوزير سليمان فرنجية واعلان حزب الله الذي تلاه، لاشك في انه حرك المياه الراكدة في هذا الملف، لكن في المقابل لا بد من قراءة موقف الوزير فرنجيه حياله، الذي لم يستتبعه باعلان رسمي لترشيحه، وانما فقط حُكي عن انه سيطلق رؤيته الرئاسية في مؤتمر صحافي سيعقده خلال ايام. والعارف لفرنجية والمتابع لمواقفه يعلم ان هذا الرجل لن يقدم على الترشح اذا لم يلمس توافقا من معارضيه قبل حلفائه على اسمه، وايضا مباركة خارجية وتحديدا سعودية، لأنه لن يرضى ان يكون "ميشال معوض" ثانيا. من هنا فان بين ما يتمناه فرنجية وبين التزامات اتفاق الرياض- طهران قد تبدو طريقه الى الرئاسة صعبة جدا. اما ما قام به الثنائي في هذا الاتجاه لاسيما حزب الله فهو ليس سوى التزام تجاه "عينه الثانية"، كما فعل سابقا عندما التزم مع عينه الاولى رئيس الجمهورية السابق "ميشال عون"، الا انه هذه المرة سيبقى الالتزام ضمن اطار موجب بذل العناية ولن يصل الى موجب تحقيق الغاية خاصة مع التغييرات التي طرأت.
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك