بالرغم من كل التعاميم التي يحاول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من خلالها فرملة الانهيار النقدي وتخفيف سرعته الا ان الازمة مستمرة بشكل كبير بالتوازي مع ازمة سياسية تتمثل بالفراغ الرئاسي الذي لا يبدو ان هناك اي افق لايجاد حلول له في المدى المنظور، خصوصا ان التباعد بين مطالب هذه القوى السياسية وتلك يتزايد.
تسير التسويات الاقليمية بسرعة نسبية، من دون ان يكون لها اي تأثير على الواقع السياسي في لبنان، ولعل من بدأ بالتسويق لهذه النظرية هو حزب الله، الذي اكد امينه العام انه لا يجب انتظار التسوية الايرانية - السعودية. كما ان القوات اللبنانية، من دون ان تعلن ذلك، تسير على خطى الحزب وتسعى عن قصد او عن غير قصد الى عزل الساحة اللبنانية عن تأثير التسويات الاقليمية.
قبل اشهر قليلة، كان خطاب القوات اللبنانية المرتبط بالاستحقاق الرئاسي اكثر ليونة، اذ ان رئيس القوات سمير جعجع اكد انه قد يعطل الاستحقاق الرئاسي لجلسة او جلستين في حال كانت الشخصية المنتخبة مقربة او حليفة لحزب الله، لكنه بعد ذلك سيؤمن النصاب اذا فشلت المعارضة في قلب النتيجة، لان استمرار الفراغ غير جائز، كما قال...
لكن جعجع بدل موقفه مؤخرا، وبات اليوم يقود بشكل او بآخر معركة تعطيل النصاب الدستوري لاي جلسة قد توصل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا باعتباره حليف حزب الله، وبات حصول هذا الفريق او ذاك على اكثرية نيابية كافية لايصال مرشحه، مستبعدا بشكل كبير.
وبحسب مصادر مطلعة فإن القوات اللبنانية اتخذت قرارها بشكل نهائي بالذهاب الى المواجهة السياسية الداخلية بمعزل عن التسويات الخارجية، خصوصا ان المملكة العربية السعودية ترفض بشكل حاسم انكسار حلفائها، ولعل عدم الموافقة على وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية هو احد نتائج هذا الرفض.
وترى المصادر ان القوات برفضها لفرنجية لا ترفض التسوية الرئاسية او السياسية الداخلية، لكنها ترفض التسوية التي تشبه تسوية عون - الحريري، وتريد الذهاب عمليا الى رئيس تتوافق عليه مع باقي القوى السياسية، على اعتبار ان فرنجية مثل رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، مرشح طرف والتسوية بحاجة إلى مرشح وسطي..