هل تخيّلتم يوماً مدى روعة التنقل على دراجة هوائية في مدينة تعجّ بالزحمة والسيارات المزعجة؟ لم يعد هذا الأمر بعيد المنال بفضل خدمة "Wave"، التي بمجّرد رؤية صور درّاجاتها في الشوارع، قد يظنّ المرء أنه يشاهد سيّاحا في دولة أوروبية، إلا أنها في الواقع بقلب مدينة بيروت.
"Wave هي خدمة درّاجات هوائية كهربائية، تسمح للمواطن بالتنقل بسهولة نحو وظيفته، جامعته أو أي مكان يريد التوجه إليه، من دون أن يعلق في زحمة السير، كما أنها توفّر عليه صرف الملايين بين سعر البنزين والمواقف، وفي الوقت عينه، هي خطوة صحية وتقرّبه من البيئة".
بهذا تصف جويس حمزة، مسؤولة التواصل في “Wave”، الخدمة، مشيرة إلى أن "مدينة بيروت بحاجة ماسة لحلول خاصّة بالتنقل في ظلّ غياب النقل العام المنظّم، وما زاد على الطين بلّة بالنسبة للمواطن هو أسعار المحروقات المرتفعة".
وأضافت في حديث لـ"لبنان 24": "47% من التلوث ناتج من حركة المرور، كما أن الناس يضيّعون حوالي الـ50% من أوقاتهم بسبب زحمة السير، فضلاً عن أنه ما يقارب الـ80% من المواطنين لا يتسنّى لهم الإهتمام بصحّتهم كما يجب، ومن هنا ولدت فكرة Wave".
وقالت: "انطلقنا بالمشروع عام 2021 مع 75 دراجة، واليوم بات عددها 325 بسبب الطلب المتزايد عليها في بيروت خاصة، إلا أنه بات لنا وجود في طرابلس ونحن في طور التوسيع".
وعن الآلية التي يمكن من خلالها الحصول على دراجة، أشارت حمزة إلى أنه "من خلال اشتراك شهري، يحصل المشترك على باقة من الخدمات تتضمّن دراجة كهربائية مخصصة له، خوذة للسلامة، بطارية لا تتطّلب مصروفاً كبيراً من الكهرباء بل إن شحنها سهل، بالإضافة إلى نظام قفل آمن ضدّ السرقة، فضلاً عن أن الصيانة مجانية، كما أن تطبيق Wave بات اليوم متاحاً عبر هواتف أندرويد وIOS لمساعدة الراكب على التنقل بطريقة آمنة، خاصة وأن تصميم الدراجات ركّز بالشكل الأكبر سلامة الراكب".
وتابعت: "كلفة هذه الباقة من الخدمة هي 50$ بالشهر أي 1.5$ يومياً، وهي بالطبع تعدّ الأوفر حالياً بين وسائل التتقل الأخرى في البلد، مع التشديد على أهمية أن الراكب لم يعد بحاجة للتفكير بالمحروقات وأسعارها".
وذكرت حمزة أن "Wave هي خدمة مخصصة لمن بلغ الـ18 عاماً وما فوق، علماً أنّ الفئة العمرية الأكثر طلباً للدراجات هي لمن بلغوا الـ35 عاماً وما فوق، في محاولة منهم لإيجاد حلّ لأزمة التنقل في المدينة.
وفي سياق متّصل، أشادت حمزة بدعم سفير هولندا في لبنان لمشروع Wave، لافتة إلى أنه تشجّع منذ اللحظة الأولى على الفكرة كما أنه يدعو لتشجيع الناس في بيروت على استقلال الدراجات، ومن هنا يمتلك بنفسه بالإضافة إلى بعض العاملين في السفارة، دراجة Wave bike كهربائية".
حمزة، هي أمّ لثلاثة أطفال، صمّمت روتينها اليوميّ بشكل يتلاءم مع صحّتها الجسدية والنفسية، وقالت: "أوصل أطفالي إلى المدرسة يومياً، ومن بعدها أستقلّ دراجتي الهوائية الكهربائية وأتوجّه نحو عملي واجتماعاتي، لما لها من فوائد على الصحّة، كما أتها تتيح لي الإستمتاع بمشاهدة مدينتي بيروت".