Advertisement

لبنان

"قلق مشترك" على لبنان.. هل "يقرّب" الحراك الإقليمي الحلّ المنشود؟

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
30-03-2023 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1052253-638157706545425005.jpg
Doc-P-1052253-638157706545425005.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

فيما كان اللبنانيون منهمكين بسجال "الساعة"، ومنقسمين على "التوقيت"، شتويًا كان أم صيفيًا، كان الحراك الإقليمي حول الأزمة السياسية يتجدّد، خصوصًا على مستوى التقارب الفرنسي السعودي حول الملف الرئاسي، وقد تجلى ذلك بالاتصال الهاتفي الذي أعلن عنه بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكان لبنان في صلبه، وفق ما كشف قصر الإيليزيه في بيان.

 

وفي وقتٍ كان اللبنانيون يستعيد منطق "المتاريس" على خلفية قرار إرجاء العمل بالتوقيت الصيفي، الذي أخذ أبعادًا طائفية لا تزال غير مفهومة للكثيرين حتى الآن، ولو طويت صفحة السجال مع جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية، كان كل من الرئيس إيمانويل ماكرون والأمير محمد بن سلمان يعبّران عن "قلق مشترك" حيال الوضع في لبنان، ويكرّران "عزمهما على العمل معًا للمساعدة في إخراج البلاد من الأزمة العميقة التي تمرّ بها".

 

جاء الإعلان عن الاتصال الهاتف تزامنًا مع زيارة لافتة في الشكل والمضمون، قام بها رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، على رأس وفد من كتلة "اللقاء الديمقراطي" إلى باريس، وبعد الكثير من الإشاعات عن وجود "تباعد" بين باريس والرياض حول مقاربة الملف اللبناني، والرئاسي تحديدًا، فهل من جديد حمله هذا الاتصال؟ وهل ينعكس الحراك الإقليمي مستجدًا "تسريعًا" للحلّ المنشود في لبنان؟!

 

الأجواء "مشحونة"

 بالنسبة إلى المتابعين، فإنّ الأيام الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ الأجواء "مشحونة"، وربما أكثر من "مشحونة" في الداخل اللبناني، وهو ما تكرّس عمليًا مع المنحى الذي أخذته الأمور على خلفية التوقيت الصيفي، في مفارقة شكّلت عمليًا سابقة من نوعها ربما في العالم، إلا أنّه أخفى بين طيّاته أبعادًا سياسيّة واضحة، تدل على أنّ "الاحتقان في النفوس" وصل إلى ذروته، بشكل بات ينذر بتداعيات خطيرة على أكثر من مستوى.

 

ولعلّ استحقاق رئاسة الجمهورية يشكّل تحديدًا أساس هذا "الشحن"، في ظلّ الانقسام العمودي بين مختلف الأفرقاء، حتى من كانوا حلفاء حتى الأمس القريب، كما هو حال "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" على سبيل المثال، علمًا أنّ هناك من يعتبر أنّ كلّ الاستقطاب الحاصل مرتبط بـ"الطلاق غير المعلن" بين الجانبين، ورغبة "العونيين" بـ"الثأر" بسبب ترشيح "الحزب" لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، خلافًا لإرادتهم.

 

وإذا كان الجميع يدرك أنّ انتخابات الرئاسة هي "مفتاح الحلّ" لكلّ الأزمات التي تفاقمت في البلاد في الآونة الأخيرة، خصوصًا على المستوى الاقتصادي، وفي ضوء التحذيرات الأخيرة التي أطلقها صندوق النقد الدولي من أزمة "مفتوحة"، فإنّ الخشية تبقى في انزلاق الأمور نحو ما هو أسوأ، خصوصًا في ضوء رفض بعض القوى السياسية لمبدأ الحوار والتفاهم، رغم القناعة الراسخة بأنّ إنجاز الاستحقاق لن يكون ممكنًا بلا توافق الحدّ الأدنى على الأقلّ.

 

التقارب السعودي الفرنسي

 من هنا، تتّجه الأنظار إلى الحراك الإقليمي المتجدّد، لعلّه ينجح في دفع القوى السياسية المعنيّة بالاستحقاق الرئاسي لتليين مواقفهم، علمًا أنّ الاتصال الذي تمّ الإعلان عنه بين الرئيس الفرنسي ووليّ العهد السعودي قد يكون مؤشرًا إيجابيًا على هذا الصعيد، خصوصًا أنّ العارفون يجزمون أنّه ليس "يتيمًا"، فهو يأتي "ثمرة" اتصالات ثنائية حصلت في الآونة الأخيرة، وربما يمهّد لتواصل مباشر أعمق في الأسابيع القليلة المقبلة.

 

ورغم الحديث عن اختلاف في المقاربتين السعودية والفرنسية للملف الرئاسي، مع تمسّك الرياض بمواقفها المعلنة لجهة ضرورة اتفاق اللبنانيين على رئيس مطابق للمواصفات "السيادية"، وميل باريس أكثر نحو "مقايضة ما" على طريقة "السلة المتكاملة"، فإنّ العارفين يشيرون إلى أنّ الاتصالات بلغت مرحلة "متقدّمة"، وأنّ الجانبين ينطلقان من الخلفيّة نفسها، وهي القلق على لبنان، والذي تعزّز أكثر في الأيام الأخيرة.

 

وثمّة من يذهب أبعد من ذلك ليربط الحراك الإقليمي المستجدّ بالعلاقات السعودية الإيرانية التي تشهد بدورها تقدّمًا، بعد الاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية البلدين مطلع الأسبوع، واتفاقهما على لقاء مباشر قبل نهاية شهر رمضان. ورغم أنّ العارفين يؤكدون أنّ لبنان لم يُدرَج حتى الآن ضمن "بنود" التواصل بين الرياض وطهران، إلا أنّ الرهان يبقى أن يفرض نفسه في القادم من الأيام، خصوصًا مع تطور الأمور بين الجانبين.

 

قد يكون "قلق" الفرنسيّين والسعوديّين، ومعهم الكثير من "أصدقاء لبنان"، على البلد في ضوء الأزمات التي يتخبّط بها على أكثر من مستوى، معبّرًا إلى حدّ بعيد. إلا أنّ هذا "القلق" يجب أن يجد صداه في الداخل اللبناني بالدرجة الأولى، ليس فقط لأنّ الخارج ليس مستعدًا لأن "ينوب" عن اللبنانيين ويحلّ مكانهم، ولكن أيضًا لأنّ أيّ توافق إقليميّ يبقى بلا قيمة، إن لم يتلقفه اللبنانيون أولاً، ويترجموه نيّة صادقة بالحلّ!

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك